الإمارات بالجامعة العربية.. دعم للسعودية وفلسطين وإدانة لإيران وتركيا
دعت الإمارات، الأربعاء، إلى تعزيز العمل الجماعي العربي وزيادة التعاون والتنسيق والتعامل لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.
جاء ذلك، خلال كلمة ألقاها خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، خلال ترؤسه وفد الإمارات أمام اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 155 التي عقدت بمقر الجامعة بالقاهرة.
- الإمارات تترأس اجتماعا عربيا للتصدي لإيران.. وتبحث تدخلات تركيا
- بالصور.. إشادة فلسطينية بالدعم الطبي الإماراتي لغزة
وشدد المرر، على ضرورة التعامل بعقلانية وحكمة مع هذه التحديات، وتغليب الجهود الدبلوماسية في حل أزمات المنطقة، انطلاقاً من مبادئ الإمارت الراسخة في محيطها العربي بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والاستقرار وتعزيز العمل العربي المشترك.
دعم راسخ للقضية الفلسطينية
وبشأن القضية الفلسطينية، أشار وزير الدولة الإماراتي إلى "تثمين الإمارات لنتائج الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية المنعقد في 8 فبراير/شباط الماضي".
وجدد التأكيد على موقف الإمارات الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
وأكد المرر أن "الإمارات تدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وتقف مع الإجماع العربي ضد كل الممارسات غير القانونية التي لا تزال تشكل عقبة أمام حل الدولتين".
ولفت إلى أن "الإمارات ترى ضرورة التركيز على حشد الدعم إقليميا ودوليا وانتهاز كل الفرص المواتية لخلق زخم دولي جديد لكسر الجمود في العملية السياسية وتهيئة الظروف المواتية لعودة المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين".
مواجهة التدخلات الخارجية
وحذر الوزير الإماراتي من التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية كونها تشكل تهديداً يتوجب مواجهته.
وأشار إلى أن "التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية تعد مثالا واضحا على التدخلات السلبية في المنطقة، الأمر الذي يهدد سيادة وأمن واستقرار وسلامة الدول العربية، كما يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية الإقليمية والدولية، ويعرض مصالح الدول العربية للخطر".
دعم السعودية بمواجهة الإرهاب الحوثي
وأعرب عن "إدانة الإمارات وبشدة استمرار الهجمات الإرهابية من قبل المليشيات الحوثية على السعودية والاعتداء على منشآتها المدنية والحيوية، مما يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني".
وجدد التأكيد على "ضرورة وقف الاعتداءات المتكررة على السعودية، والعمل معاً لتأمين حركة الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة".
وأكد وزير الدولة الإماراتي أحقية السعودية في الدفاع عن أمنها وحدودها وأمن مواطنيها والرد على أية اعتداءات تطال ذلك، موضحا أن "احترام الدول لالتزاماتها القانونية ومبادئ حسن الجوار سيظل المطلب الأساس للإمارات".
وفي هذا السياق، جدد المرر دعوة دولة الإمارات إلى إيران للرد الإيجابي على دعواتها المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وقال إن "الإمارات تتابع مستجدات الأزمة اليمنية، وترحب بتنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي"، معربا عن أمل الإمارات في أن تكون هذه خطوة على طريق تحقيق حل سياسي والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية.
كما أشاد بالدور المحوري للسعودية في تنفيذ اتفاق الرياض، ودعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني.
وأكد على دعم دولة الإمارات لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث في التوصل إلى حل سلمي مستدام للأزمة اليمنية.
الحل السياسي في سوريا
وحول الأزمة السورية، جدد المرر تأكيد الإمارات بأن "الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة".
وشدد خليفة المرر على دعم الإمارات لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، والجهود الدولية الأخرى الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وتابع: "نؤكد على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي".
ترحيب بتشكيل السلطة الليبية
وفي الشأن الليبي، رحب وزير الدولة الإماراتي بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، معربا عن أمله في أن تقود هذه الخطوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا.
وأعرب عن تطلع الإمارات لنجاح المسارات الأخرى برعاية الأمم المتحدة، مؤكدا دعم بلاده المستمر لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية ومستدامة في ليبيا.
وفي الوقت ذاته، شدد على ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في ليبيا وأهمية الدور العربي في جهود السلام ودعم العملية السياسية في ليبيا.
دعم العراق والسودان
وحول الأوضاع في العراق، أكد المرر على دعم كل الجهود المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للعراق ولشعبه، معربا عن استنكار وإدانة الإمارات لكل الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار العراق.
وقال: "ندعم العراق في مواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية ومحاولات النيل من سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه".
وأضاف: "إن الإمارات تجدد تأكيدها على دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السودان الشقيق ونجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التنمية والازدهار والنهوض بالاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق".
ورحب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكدا على دعم الإمارات لكل الجهود من أجل عودة السودان إلى وضعه الطبيعي ولكل ما من شأنه تحقيق تطلعات السودان وشعبه الشقيق.
وقال إن دولة الإمارات تؤكد كدولة محبة للسلام مواصلة مساعيها الرامية لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب وتغليب لغة الحوار والعقل فيما بينهم، كما تؤكد على نهجها في دعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
تعزيز العمل المشترك لمواجهة كورونا
ولفت إلى أن من بين التحديات الماثلة أمامنا اليوم الصعوبات والوضع الاستثنائي، بشأن الانتشار المريع لفيروس كورونا المستجد، الذي ما زال يفتك بالبشر، ويرهق الاقتصاد والخدمات الصحية، ويشل الحياة الاجتماعية، وتطال آثاره مختلف مناحي الحياة.
وأضاف أن هذا التحدي يستوجب تعزيز العمل العربي المشترك، والتعاون والتضامن الإقليمي والدولي، لمواجهة متطلبات مكافحته الملحة وآثاره التي ستمتد إلى المستقبل.
وشدد على ضرورة العمل على آليات تعاون وتنسيق مستدامة في مجال المكافحة والخدمات الطبية، وتأمين اللقاحات وتفعيل برامج التطعيم، تكفل تجاوز هذه الأزمة والتعافي منها، وتهيئ بيئة علمية وصحية ومؤسسية مناسبة لمواجهة أية أوبئة في المستقبل.
وأعرب عن تطلعه لتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة لتنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
وقدم وزير الدولة الإماراتي التهنئة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لإعادة انتخابه لفترة ثانية لقيادة هذه المؤسسة.
واختتم وزير الدولة الإماراتي كلمته بتجديد الشكر لما بذله جميع القائمين من جهود لإنجاح أعمال هذه الدورة والدفع قدما بمسيرة العمل العربي المشترك.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز