ضمن معايير القوة التي أدرجت الإمارات بين أول 15 دولة في العالم، قوة ناعمة للدبلوماسية، ميّزتها بالتوازن الموروث من الباني المؤسس.
من موقع الثقة بالوطن كان لافتاً ومدعاة للرضا أن نجد دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تأخذ مكانها ومكانتها المتقدمة في الحسابات الدولية والمراجعات التحليلية، ليس فقط في اعتبارات القوة الناعمة، وإنما أيضاً في معايير القوة بمختلف تصنيفاتها وحساباتها.
ففي قائمة 2018 لمؤشر الدول الأكثر نفوذا سياسيا واقتصاديا الذي تصدره مؤسسة "يو.إس.نيوز وورلد ريبورت" الأمريكية التي تعد مرجعية دولية مهمة، جاءت دولة الإمارات في المركز العاشر على مستوى العالم بعد الأخذ في الاعتبار المعايير السياسية والاقتصادية للدول، بما في ذلك قوة تحالفاتها العالمية، وكفاءة جيوشها، خاصة مع زيادة أهمية التكنولوجيا العسكرية لتصبح معياراً حاسماً.
وقام مؤخراً عدد من مراكز الدراسات العالمية المتخصصة في تبيان خصوصيات القوة العسكرية للإمارات، وذكرت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خريج كلية ساندهيرست الملكية البريطانية، وأن رصيد أبناء الإمارات في المواجهات القتالية التي خاضوها دفاعاً عن القضايا العربية يبرر ويعزز موجبات إدراج الإمارات في المرتبة العالمية الحادية عشرة بمقاييس قوة الدول .
إن دولة الإمارات ماضية في جني ثمار ما زرعه الأب المؤسس ورعته القيادة الرشيدة من نبت الخير. هذا الخير الذي يُلهِمُ العالم، ويسبغ على الوطن وأهله موجبات الثقة والاطمئنان مهما كانت الظروف الإقليمية والدولية حافلة بالصعاب والتحديات، وسنبقى متفائلين، نعمل للمستقبل بكل ثقة وجد واجتهاد، لأن إنجازات الدول تقاس بالقيمة الإيجابية التي تقدمها لمجتمعها وللحضارة الإنسانية ككل.
وزير الدفاع الأمريكي الأسبق جيم ماتيس، خلال محاضرته التي استضافها مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد منذ أيام، أكد أن بناء قدرات القوات المسلحة الإماراتية كان ولا يزال نموذجاً مُلهِماً للدول في مختلف أنحاء العالم، حيث دخل في تحالفات لدعم السلم والحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي، مع تميز الجنود الإماراتيين بالروح القتالية التي كسبت إعجاب القيادات العسكرية في العالم، كونها تستطيع بكل جدارة أن تحافظ على وطنها ومنجزاته أمام القوى التي تسعى لزعزعة أمن المنطقة.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن قوة الإمارات تشكل رسالة إنسانية من خلال تركيزها على مكافحة قوى الشر والإرهاب، معتبراً أن هذه الرسالة نابعة من حكمة القيادة التي بنى عليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دولة الاتحاد بنظرة استراتيجية تحميها قوة البنيان الداخلي وموثوقية التعاون الدولي الشفاف في مختلف القضايا التي تسهم في تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأشار ماتيس إلى أنه لا توجد دولة في العالم تعيش عام التسامح غير دولة الإمارات، معتبراً أن زيارة البابا فرنسيس للإمارات كانت منعطفاً تاريخياً في مجال نشر رسالة الأخوّة الإنسانية في المنطقة والعالم والتأكيد على ثقافة الانفتاح والتعاون والعمل الإيجابي البناء.
ومن ضمن معايير القوة التي أدرجت الإمارات بين أول 15 دولة في العالم قوة ناعمة للدبلومسية، ميّزتها بالتوازن الموروث من الباني المؤسس، حيث نجحت الدبلوماسية الإماراتية من خلال نهج المؤسس وحكمة القيادة وتحت الإدارة المحنكة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في أن تنسج شراكات استراتيجية متوازنة في شرق العالم وغربه، وكذلك مع الشمال والجنوب وحتى مع الدول الجزرية النائية في أقاصي الدنيا. ومن خلال توثيق علاقات الصداقة والتعاون مع مراكز القوة الاقتصادية والسياسية العالمية، بما فيها الاقتصادات الآسيوية الصاعدة، تسعى الإمارات بكل اقتدار إلى حجز موقع متقدم لنفسها في حسابات المستقبل، لأن رؤية القيادة هي دوماً بعيدة المدى.
هذه المؤشرات تؤكد قوة دولة الإمارات التي لا يقتصر استنادها فقط إلى بسالة قواتها المسلحة، وإنما أيضاً تشمل الرؤى السياسية والتوجهات التنموية والمبادرات الاستباقية التي تستلهم رسائل الاستقرار والرفاه الاجتماعي والسعادة، ليس فقط للمواطن والمُقيم في الدولة، وإنما لكل مجتمعات الإقليم وشعوب العالم.
إن دولة الإمارات ماضية في جني ثمار ما زرعه الأب المؤسس ورعته القيادة الرشيدة من نبت الخير. هذا الخير الذي يُلهِمُ العالم، ويسبغ على الوطن وأهله موجبات الثقة والاطمئنان مهما كانت الظروف الإقليمية والدولية حافلة بالصعاب والتحديات، وسنبقى متفائلين، نعمل للمستقبل بكل ثقة وجد واجتهاد لأن إنجازات الدول تقاس بالقيمة الإيجابية التي تقدمها لمجتمعها وللحضارة الإنسانية ككل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة