الإمارات تشارك سلطنة عُمان الاحتفال بيومها الوطني تجسيدا لعمق العلاقات
العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تشهد تطورا ملحوظا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تشارك دولة الإمارات، سلطنة عمان احتفالاتها بيومها الوطني الذي يصادف الـ18 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، في مشهد يجسد عمق العلاقات التاريخية وأواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.
وتشهد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تطوراً ملحوظاً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما يحرص البلدان على التنسيق المتبادل بينهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصلحة الجانبين.
وتستقبل مطارات الإمارات، الزوار العمانيين القادمين إلى الإمارات بتقديم الهدايا التذكارية وتوزيع الأعلام العمانية والورود والحلوى عليهم، كما تضاء أبرز المعالم العمرانية في الإمارات بعلم سلطنة عمان الشقيقة، في حين تنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي برنامجاً يزخر بالعروض والفعاليات المتنوعة احتفالاً بهذه المناسبة.
وتعود العلاقات الإماراتية - العمانية لعقود مضت شهد البلدان خلالها محطات بارزة حافلة بالتميز أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات والمضي بها قدماً، وذلك منذ اللقاء الأول الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخيه السلطان قابوس بن سعيد في عام 1968.
وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على إثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة، في مقدمها مشروع "شركة عُمان والإمارات للاستثمار" برأسمال قدره 200 مليون درهم ارتفع إلى 450 مليون درهم، إضافة إلى التنسيق والتعاون في مختلف المجالات الأمنية والتعليمية والعسكرية والاعلامية.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تمسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، حيث تعتبر هذه العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك إلى جانب الزيارات المتبادلة بين القيادتين.
اقتصادياً
تتميز العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان بمتانتها، ومصدر ذلك عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، والتي تمتد جذورها إلى الماضي البعيد قبل ظهور النفط والتي تطورت بعد اكتشافه.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في نهاية عام 2015 ما قيمته 26.5 مليار درهم، كما تأتي الإمارات في المرتبة الأولى ضمن قائمة الدول المصدرة لسلطنة عمان.
ثقافياً
يجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد تواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
سياحياً
تعتبر الامارات أهم سوق مصدر للسياحة إلى السلطنة، نظراً لسرعة الوصول عبر شبكات طيران مميزة، بخلاف السفر البري السريع إلى عمان من المدن الإماراتية عبر العديد من المنافذ الحدودية التي تشهد عبور ملايين الزوار القادمين في كلا الاتجاهين.
وشهدت حركة السياحة من الإمارات إلى السلطنة خلال الأعوام الماضية نمواً كبيراً مدفوعة بحركة الطيران التي تربط البلدين، حيث تنظم العديد من الناقلات الإماراتية رحلات يومية إلى مسقط وصلالة وغيرها من المدن السياحية في السلطنة.