الإمارات تتبنى أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة حفاظا على البيئة
هذا الأمر يتطلب تطبيق استراتيجيات ومبادرات محددة لتعزيز مفهوم الإدارة المستدامة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.
أكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، أهمية التحول نحو تبني أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها دولة الإمارات على اعتبار أنها أفضل خيار للوفاء باحتياجات الحاضر دون التفريط في حق الأجيال القادمة.
وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إن هذا الأمر يتطلب تطبيق استراتيجيات ومبادرات محددة لتعزيز مفهوم الإدارة المستدامة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وشراكة فعالة وتنسيق بين المؤسسات والهيئات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأشار الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في كلمة له بمناسبة يوم البيئة الوطني الـ22، الذي يصادف الإثنين 4 فبراير الجاري، ويأتي للعام الثالث على التوالي تحت شعار "الإنتاج والاستهلاك المستدامين" إلى أنه وفقا للهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، فإن أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة تتعلق بتشجيع الكفاءة في الموارد والطاقة، واستدامة البنية الأساسية، وتوفير إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية، وتوفير فرص العمل اللائق وغير المضر بالبيئة، وتحسين جودة الحياة للجميع، ويساعد تطبيق أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة على إنجاز خطط التنمية الشاملة، وخفض التكاليف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية مستقبلا.
وأوضح أنه في ظل تنامي المخاطر التي تهدد البيئة، مع ارتفاع درجة حرارة الأرض وزيادة عدد السكان واستنزاف الموارد الطبيعية، باتت الضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتطبيق استراتيجيات النمو الأخضر، والسعي إلى الحد من آثار الأنشطة البشرية على مسيرة التنمية المستمرة من خلال خفض الاستهلاك وانتهاج مبادئ الإنتاج النظيف، بما يقلل من التدهور البيئي ويضمن استمرارية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأشار إلى أنه خلال عام 2002 تم إقرار التحول إلى أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة كأولوية رئيسية من قبل المجتمع الدولي عند انعقاد مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، مؤكدا أن الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة يحظى بدعم من القيادة الرشيدة في الإمارات.
وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إن دولة الامارات عززت من جهودها لتبنى أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة، في معظم القطاعات الأساسية، واستثمرت في عدة مشاريع وبرامج لتحفيز كفاءة الموارد واستدامة البنية الأساسية، لافتا إلى أن الإمارات تبنت هذا النهج بصورة رسمية في 2012، حيث أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة"، لتحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون يستند في تطوره إلى المعرفة والابتكار.
وأضاف ممثل الحاكم في منطقة الظفرة: "لتحقيق هذا الهدف وضعت دولة الإمارات إطار عمل وطني يتمثل في رؤية 2021، تنبثق عنه خطط وطنية في مختلف القطاعات ومن الخطوات المهمة التي اتخذتها دولة الإمارات في هذا المجال هو وقف اعتماد النمو الاقتصادي على استخدام الموارد الطبيعية وتنويع مصادر الدخل بعدم الاعتماد على النفط".
ونوه بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات للمحافظة على مواردها المائية ومخزون مياهها الجوفي الذي يتعرض لاستنزاف حاد نتيجة الضخ الجائر والاستهلاك المفرط على مدى السنوات الماضية بما يفوق بكثير معدلات التغذية التي لا تتجاوز 10%، فضلا عن سعيها للحفاظ على البيئة البحرية ومواردها الطبيعية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى الجهود التي تبذلها هيئة البيئة–أبوظبي لحماية الموارد الجوفية في إمارة أبوظبي، باعتبارها أحد أهم أولوياتها الاستراتيجية كونها أحد المصادر غير المتجددة في الإمارة، والتي يتم استخدام معظمها للزراعة وري الغابات والمساحات الخضراء، الأمر الذي يؤدي لاستنفاذها بأكثر من 20 ضعفا من معدل التغذية الطبيعية للخزانات الجوفية.
وحث الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على ضرورة تعاون الجهات المعنية كافة على المستوى الوطني والمحلي لتغيير الأنماط الاستهلاكية لإدارة الموارد الطبيعية بشكل أفضل، لافتا إلى أن هذه الجهود لابد وأن تكون مدعومة بحزمة من السياسات والتشريعات والبرامج والمشاريع لتحقيق أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، والتخفيف من التلوث والنفايات، وكل ما من شأنه تحقيق التنمية المستدامة.
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز