مدير عام "بلدية أبوظبي": الاستدامة معيار محوري في تنفيذ مشاريعنا
المدير العام لبلدية مدينة أبوظبي يؤكد على أن تطبيق معايير الاستدامة أصبح جزءا لا يتجزأ وشرطا حاسما في منح تراخيص البناء
أكد سيف بدر القبيسي المدير العام لبلدية مدينة أبوظبي، أن البلدية تنظر إلى الاستدامة كمعيار محوري في تنفيذ جميع مشاريعها وخصوصا ما يتعلق منها بتعزيز منظومة البنية التحتية من خلال اتباع أفضل الأساليب العالمية وآخر ما توصل إليه الفكر المستدام في هذا المجال.
وقال إن البلدية نجحت في مجال استخدام معايير الاستدامة في مشاريعها وأسفرت عن العديد من النتائج الإيجابية ومنها على سبيل المثال خفض البصمة الكربونية بحوالي 80%، وتخفيض استخدام الطاقة بنسبة تتجاوز 60% على أقل تقدير، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 75%، وإعادة استخدام بعض المواد بنسبة بلغت 100%، وتوفير حوالي 80% من المواد الخام وغيرها من الفوائد.
- بلدية أبوظبي تفوز بجائزة المدينة الذكية الأسرع نموا في العالم
- بلدية أبوظبي تستعرض مدن زايد الذكية في جيتكس
وشدد على أن تطبيق معايير الاستدامة أصبح جزءا لا يتجزأ وشرطا حاسما في منح تراخيص البناء.
وأضاف أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" أول من أرسى قواعد الاستدامة في الإمارات، ويعد برنامج "استدامة" أول برنامج تقييم للمباني الخضراء في الوطن العربي أسسته دائرة التخطيط العمراني والبلديات لتجسيد رؤيته "رحمه الله" في بناء وترسيخ إمارة مستدامة.
وأوضح المدير العام لبلدية مدينة أبوظبي -في تصريحات صحفية بمناسبة مشاركة بلدية مدينة أبوظبي في أسبوع أبوظبي للاستدامة- أن ترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد واستثمارها بالشكل المنهجي يعد واحدا من أولويات البلدية.
وقال نسعى باستمرار إلى إدراج الممارسات المستدامة في المشاريع الاستراتيجية الكبرى، وتم تحقيق العديد من الخطوات المهمة والتي ساهمت في توفير مئات ملايين الدرهم، ما يدل على نجاح منهجية ترسيخ قيم الاستدامة بالشكل الصحيح وتوظيفها لخدمة ودعم التنمية المستدامة.
وأشار إلى حرص البلدية على تطبيق معايير الهندسة القيمية والاستدامة في مشاريع البنية التحتية خلال المراحل التصميمية، وأن تطبيق معايير الاستدامة بدأ في العديد من مشاريع الطرق والحدائق والبنية التحتية في مدينة أبوظبي منذ العام 2011 وما يزال مستمرا حتى الآن، مشيرا إلى أنه تم إدراج متطلبات الاستدامة في أدلة التصميم ومواصفات إنشاء الطرق والبنية التحتية والحدائق والمنتزهات الخاصة في الإمارة بالاشتراك مع مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، ويتم متابعة تطبيقها من خلال التحقق من التصاميم المستدامة.
وذكر أن المختصين في البلدية يعدون دراسات وأبحاث تطبيقية ذات طابع ريادي ومشاريع تجريبية وأبحاث مشتركة مع الجامعات لدراسة وتقييم المبادرات والتقنيات الجديدة في هذا المجال، وإدراج ما يتلاءم منها مع ظروف إمارة أبوظبي في المواصفات والمعايير ذات الصلة.
وأكد نجاح البلدية في مجال استخدام معايير الاستدامة في مشاريعها ومنها على سبيل المثال تطبيق استخدام الشبكات البلاستيكية " Geosynthetics" في مشاريع الطرق، بهدف تقوية طبقات رصف الطرق في عدة مشاريع، وأسفرت عن نتائج إيجابية انعكست على مستوى التنفيذ ومنها رفع نسبة العمر التصميمي لخدمة رصف الطرق من 20 عاما إلى 30 عاما، وتقليل سماكة الرصف الأسفلتي بنسبة تتراوح من 20 – 30%، وخفض تكلفة إنشاء الأسفلت بنسبة تتراوح من 10 – 20%، اختصار زمن التنفيذ لأعمال الرصف بنسبة 15%، و توفير المواد الخام والطاقة، وتقليل البصمة الكربونية بنسبة تتراوح ما بين 10 – 20 %.
وأشار إلى تنفيذ البلدية لمشروع يهدف لإعادة استخدام طبقات الطريق المختلفة والمراد صيانتها، من خلال تدوير الأسفلت على البارد في موقع المشروع نفسه، والاستغناء عن استخدام ونقل مواد جديدة إلى الموقع وأثمر نتائج إيجابية كثيرة تمثلت في إعادة استخدام المواد بنسبة بلغت 100% من مواد الطريق، وساهمت في تسريع مدة إنجاز المشروع بحوالي 75% في الفترة الزمنية التي تستغرقها عمليات صيانة الطرق العادية، وتقليل تكلفة الصيانة بحوالي 25%، وخفض البصمة الكربونية بحوالي 80%، وتوفير حوالي 80% من المواد الخام، وتقليل رحلات الشاحنات الثقيلة التي تقوم بنقل الحصى من المحاجر الى موقع المشروع، وتقليل الأحمال المرورية على الطريق.
وقال القبيسي إن البلدية عبر قطاع البنية التحتية وأصول البلدية فازت بجائزة عالمية في مجال الاستدامة "روتروفيت تيك 2017" عن فئة أفضل مشروع إنارة تحديثية في جزيرة ياس، ودليل إنارة الشوارع لإمارة أبوظبي، ما يؤكد التزامها باستراتيجية الإنارة في إمارة أبوظبي والهادفة إلى اتباع السياسات والإجراءات والمشاريع القائمة على مبادئ الاستدامة والترشيد في استهلاك الإضاءة.
وأضاف أن تنفيذ هذه الاستراتيجية يسهم في تحقيق العديد من الفوائد وفي مقدمتها تخفيض فاتورة الكلفة الإجمالية بحوالي 40% على مدار الـ20 سنة القادمة مقارنة بالمعايير السابقة، إضافة إلى تحقيقها أفضل بيئات الإضاءة على المستوى العالمي، والمساهمة في تخفيض استخدام الطاقة بنسبة تتجاوز 60% على أقل تقدير وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2 بحوالي 75% وتخفيض أعمال التجهيزات والصيانة بحوالي 40- 80% في المستقبل.
وأوضح أن مشروع "نور أبوظبي" لبلدية مدينة أبوظبي يستهدف استبدال حوالي 43 ألفا من مصابيح الإضاءة التقليدية إلى مصابيح موفرة للطاقة "LED" وهو يندرج ضمن النهج المستدام للبلدية.
وأكد المدير العام لبلدية مدينة أبوظبي أن تطبيق معايير الاستدامة أصبح جزءا لا يتجزأ وشرطا حاسما في منح تراخيص البناء، مشيرا إلى أن استخدام التكييف يمثل ما يقارب 65% من الاستهلاك الكلي للطاقة في المنازل ولذلك يركز برنامج استدامة في البلدية على كفاءة العوازل في الجدران والأسقف والتي تساعد على مقاومة دخول الحرارة وبالتالي الحد من استخدام الطاقة في التكييف وهذه ممارسة تركز عليها البلدية لدعم متطلبات الاستدامة وإيجاد منظومة متكاملة من المباني المستدامة.
ودعا القبيسي أفراد المجتمع إلى دعم متطلبات وقيم الاستدامة من خلال اتباعهم الممارسات المتوازنة والمعتدلة في استخدام الطاقة، كون هذه القيم تعبر عن التزام المجتمع في حماية الموارد والحفاظ عليها، وتساهم في توفير مستقبل آمن للأجيال القادمة، وتدعم عملية التنمية والتطوير والازدهار على الصعد كافة.