يُحسب على مدار الأعوام الماضية للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، الاستباقية وحسن الاستشراف وسرعة التوقع والتحرك، وهي أمور ضخمت من حجم قوة الإمارات السياسية في الإقليم، ومنحتها ثقلا خاصا على المستوى الدولي.
وباتت الدول العظمى تطرق باب عاصمة القرار بالإقليم أبوظبي أولا، قبل أن تقدم على أي خطوة في منطقة الشرق الأوسط.
يُحسب على مدار الأعوام الماضية للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، الاستباقية وحسن الاستشراف وسرعة التوقع والتحرك، وهي أمور ضخمت من حجم قوة الإمارات السياسية في الإقليم، ومنحتها ثقلا خاصا على المستوى الدولي.
وتتبع دولة الإمارات خطا واضحا وصريحا في سياستها الخارجية، وهو تحقيق الاستقرار لمنطقة الخليج والشرق الأوسط ومحاربة التطرف، والأهم أنها دولة حرة في قرارها وذات سيادة في كل توجهاتها، ولا تسمح لأحد بأن يتجرأ عليها يوما.
وتجلت سيادة دولة الإمارات في قراراتها وتوجهاتها في أمور عدة مؤخرا؛ كالانفتاح على إيران وتركيا وسوريا، فمع إيران فضلت الإمارات إغلاق صفحة التوتر بينها وبين العرب، كي تكون الخطوة الجريئة الذكية الإماراتية حجر الأساس في العلاقات العربية الإيرانية بعد ذلك، وشاهدنا كيف بعد أن مهدت الإمارات الطريق بين إيران والعرب، طبعت دول الخليج علاقاتها مع إيران مباشرة.
وفي العلاقات مع سوريا لم تلتفت دولة الإمارات يوما لمن انتقدها؛ فتعاونت مع سوريا، وعملت بكل قوة لإعادتها لحاضنتها العربية من جديد؛ وبعدها بفترة وجيزة وجدنا كل الدول العربية تفتح خطوط الاتصال مع دمشق، كي تكون أيضا الخطوة الإماراتية الاستباقية صاحبة الفضل الأول وحجر الأساس في العلاقات السورية العربية في إطارها الجديد.
أخيرا وليس آخرا؛ يحسب للإدارة الإماراتية الحكيمة عدم الالتفات لصغار العقول، محدودي الرؤية، معدومي البصيرة، الذين انتقدوا دولة الإمارات في تحركاتها الخارجية في الآونة الأخيرة، إلى أن مرت الأيام وسار هؤلاء ينتهجون نفس سياسة دولة الإمارات، ويسيرون في نفس الطريق الذي صنعته بأيديها وبعقلها الحكيم، وبرؤيتها الاستباقية كالمعتاد.
وكما هو الفرق بين الأستاذ والتلميذ كذلك هو الحال بين الإمارات العربية المتحدة وصغار النفوس الذين يكرهون تقدمها ويرفضون استقرار وأمن منطقة الخليج، ويبقى الأستاذ أستاذًا مهما مرت الأعوام، وعن علاقة الإمارات بأشقائها فكما يقول أشقاؤنا بالحبيبة سوريا: "لا حدود بين الأسود".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة