مع إشراقة كل صباح في الإمارات، يزين الشيخ محمد بن زايد، أرضَ الدولة بإنجازٍ وببناء طموحٍ يرفع من احترام كل إماراتي.
تتردد مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس، رحمه الله، على أسماعنا في كثير من المحافل العلمية، لتشحذ الهمم وتعلو بالرؤية تذكيراً بأن على هذه الأرض ما يستحق العطاء: «الرجال هي اللي تصنع المصانع، والرجال هي اللي تصنع سعادتها، والرجال هي اللي تصنع حاضرها ومستقبلها». وامتداداً لرسالته السامية؛ مضى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، آخذاً بحكمة زايد الخير، عاملاً على بناء المصانع، وناهضاً ببلده وشعبه، محتضناً كل بذرة تثمر العطاء. وحين بدأ سموه بنثر تلك البذور، فإن طموحه العالي وثقته بشعبه جعلت «العالمية» نصب عينيه، ليقف الشعب الإماراتي، ومعه المجتمعات المسلمة في العالم، رافعاً قبعة الاحترام وقائلاً: «شكراً أبا خالد، لأنك جعلت من نشر الثقافة رسالةً للإمارات». وقد ركز الشيخ محمد بن زايد على ما يعد ضرورة ملحة في المجتمعات المسلمة، أي ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي والحوار بين الشعوب والأديان والثقافات.
إن توجيه الشيخ محمد بن زايد لممثلي هذه المجتمعات إلى ضرورة تعزيز قيم المواطنة الصالحة ونشرها وتأسيس مبادئ العيش الكريم المشترك بين بقية المكونات المجتمعية، هو السبيل الأمثل للوقوف أمام تنامي ظاهرتي العنصرية والإسلاموفوبيا وجماعات العنف الديني
يشيد لنا القائد الفذ بحكمته، طرقاً ممهورة بالتميز والإنجاز والنهوض بالفكر المعتدل، طرقاً كُتب على شاخصاتها: «كل الطرق تؤدي إلى التسامح والتعايش المشترك»، حيث وجّه سموه رسالة عظيمة لأعضاء الأمانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والذي يضم أكثر من 600 مؤسسة من 142 دولة، تعتبر خريطة طريق للخروج من حالة الريبة والشك المتبادل بين المجتمعات المسلمة وبلدانها، الحالة التي صنعتها أفعال وأحداث أرّخت لمرحلة تاريخية سادها العنف والكراهية، لتتحول في بعض الأقطار إلى إرهاب يتصدر المشهد السياسي فيها.
فمنذ أن صنعت بعض الدوائر الاستخباراتية الغربية تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي ورعايتها له من خلال فرضه على حكومات ودول عربية وإسلامية، مكَّنته من القبض على مفاصل تسيير شؤون المجتمعات المسلمة والتكلم باسمها أمام سلطات دولها، استغل «الإخوان» سخاء وطيبة المحسنين لتمويل تنظيمهم الدولي من خلال مركزي ميونيخ وجنيف لاحقاً كنواة لبسط نفوذه التنظيمي ونشر مشروعه الأيديولوجي الممزوج بين «جاهلية القرن العشرين» و«فقه الموازنات». وكانت المؤتمرات الجماهيرية والندوات العلمية والمجامع الفقهية.. وسيلة لتجنيد أبناء المجتمعات المسلمة في مشروع ولاية المرشد وولاية الفقيه، لتأصيل العزلة الشعورية والاعتصام من حول «الشعلة الإيمانية» للنيل من أمن واستقرار دول وشعوب العالم الإسلامي، وبرعاية أجهزة استخباراتية غربية، بل وبتواطؤ بعض الدول الغربية.
إن إطلاق المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة من أبوظبي يأتي لتحقيق رغبة القيادات المسلمة في إيجاد فضاء خاص بها، وخارج تأثيرات واختراقات الجماعات المتشددة، وتوظيفها لحساب الدول الراعية للإرهاب، إما كطابور خامس في دول المجتمعات المسلمة وإما عبر تحويلها إلى ساحات تآمر على الدول الرافضة لمنهج العنف والتطرف. إن توجيه الشيخ محمد بن زايد لممثلي هذه المجتمعات إلى ضرورة تعزيز قيم المواطنة الصالحة ونشرها وتأسيس مبادئ العيش الكريم المشترك بين بقية المكونات المجتمعية، هو السبيل الأمثل للوقوف أمام تنامي ظاهرتي العنصرية والإسلاموفوبيا وجماعات العنف الديني لخلق بيئة متسامحة تقوم على احترام الآخر، وتدير التعددية الدينية والثقافية كمدخل مهم للتكامل والتبادل المعرفي بين المجتمعات المسلمة وغيرها. فقد مَثَّلَ سموه خلال اللقاء بأعضاء مجلس الأمانة العامة قدوة تحتذى، بإصراره على النهوض بالمجتمعات المسلمة، وتمثيل الصورة المشرقة للإسلام، وتحقيق الأمن المجتمعي، داعماً ومرحِّباً باستضافة الإمارات للملتقيات والفعاليات التي من شأنها النهوض بثقافة التسامح والتآلف والتعايش بين شعوب العالم.
ويعمل الشيخ محمد بن زايد على دعم ومواكبة وتقديم إنجازات لا تتوقف فقط على إيصال شعبه إلى بر الأمان، بل أيضاً إلى بر التميز والعالمية، سواء أكان ذلك في مجال الرفاه والتنمية أو في مجال العلاقات الخارجية.. فالمواطن الإماراتي غدا ضيفاً مرحباً به في معظم الدول دون الحاجة إلى أي تأشيرة.
ولم يتوقف اهتمام سموه على المواطن الإماراتي فحسب، فهو لديه أيضاً شغفه الشديد بتطور المسلمين في شتى بقاع العالم. ولا غرابة في أن تحمل الإمارات رسالة كهذه، لما أثبتته من دور حضاري متميز في نشر ثقافة السلم واستلهام المبادرات الرائدة، مرسِّخةً بذلك قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين الشعوب وتعزيز التسامح والحوار وجعل الاختلافات الدينية والثقافية، أساساً للتكامل والتبادل المعرفي بين المجتمعات المسلمة، وغيرها.
ويحرص الشيخ محمد بن زايد على تعزيز رسالة الإمارات الحضارية والنهوض بها على الدوام، سعياً لنشر ثقافة التآخي وتحقيق الأمن المجتمعي والتسامح والحوار بين مختلف الشعوب والأديان والثقافات.. مرحِّباً باستضافة مختلف الملتقيات والفعاليات التي تعلي من القيم الإنسانية وتدعو للتآلف والتعايش والتراحم في العالم، على أرض الإمارات.
وقد دعم سموه مبادرة المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، متوِّجاً إطاره وأهدافه المعنية بهذه المجتمعات، من حيث تمكين كفاءاتها العلمية وتعزيز شراكتها وتعاونها مع المؤسسات وتأهيل الأسر والنساء والشباب والأطفال في مجال التربية، ولترسيخ الاعتزاز بالمواطنة والهوية الثقافية والدينية، والانتماء للأوطان وتنميتها.
وتمتد أهداف المجلس برؤيته السامية، لتفعيل الآليات الأكاديمية والمهنية والقانونية والحقوقية، للحد من الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في الإعلام الدولي، وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح والتآخي، ونبذ التعصب والكراهية المذهبية، وإبراز الخصوصيات الثقافية والفكرية، وغيرها من الأهداف.
ومع إشراقة كل صباح في الإمارات، يزين الشيخ محمد بن زايد، أرضَ الدولة بإنجازٍ وببناء طموحٍ يرفع من احترام كل إماراتي، ويدعم الروابط الإنسانية بينه وبين أخيه الإنسان في كل بقاع الأرض.
شكراً أبا خالد.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة