أزمات العالم ومسارات السلام.. حراك إماراتي على هامش مداولات أممية
أزمات العالم تتصدر حراكاً دبلوماسياً إماراتياً على هامش مداولات اليوم الثاني للجمعية العامة للأمم المتحدة تستشرف طريق السلام والاستقرار.
جاء ذلك في لقاءات منفصلة جمعت، الأربعاء، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، بعدد من نظرائه المشاركين في أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
والتقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان دونيكا جيرفالا شوارتز نائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية كوسوفو، وفنسنت بيروتا وزير خارجية رواندا، ونظيرها في البوسنة والهرسك المدين كوناكوفيتش.
كما التقى أيضا وزراء خارجية اليونان جيورجوس جيرابيتريسيس، وسانت لوسيا ألفا بابتيست، والتشيك يان ليبافسكي.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، جرى خلال اللقاءات بحث علاقات الصداقة ومسارات التعاون الثنائي بين دولة الإمارات وهذه الدول في عدة مجالات منها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي وغيرها.
كما تطرقت المحادثات إلى استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، العام الجاري في مدينة إكسبو دبي ، وأهمية استثمار هذه المنصة الدولية المهمة من أجل حشد الجهود العالمية المبذولة لمكافحة تداعيات التغير المناخي.
وأكد وزراء الخارجية على دعمهم لدولة الإمارات خلال استضافتها مؤتمر الأطراف، مشددين على أن “ COP28” يشكل مرحلة محورية في مسار العمل المناخي العالمي في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم جراء أزمة المناخ.
فيما أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية تولي اهتماما كبيرا بملف الطاقة والمناخ لاسيما مع تنظيم قمة الطموح المناخي على هامش أعمال الجمعية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تتطلع خلال استضافتها لـ "COP28" إلى التعاون مع شركائها في المجتمع الدولي بهدف تعزيز التحول في قطاع الطاقة بطريقة مبتكرة وعملية ، ودعم الجهود العالمية المبذولة لبناء القدرات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والعمل على خفض الانبعاثات الكربونية والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
كما ناقش وزراء الخارجية عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على نهج دولة الإمارات الراسخ في دعم السلام والاستقرار العالمي، والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بما ينعكس على تقدم المجتمعات ورخاء الشعوب.
أزمة اليمن
باليوم نفسه، بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مع الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية السعودية، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن جهود حل الأزمة اليمنية.
واستعرض الاجتماع الثلاثي المنعقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سبل التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية ، وتعزيز الاستجابة الإنسانية للشعب اليمني وتقديم الدعم اللازم على الصعيد الاقتصادي.
وأكد وزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة على أهمية التعاون الوثيق بين الدول الثلاث ومجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالجهود التي تقوم بها السعودية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، بما يقود إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة، مجددا التأكيد على نهج دولة الإمارات الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق.
وفي الملف نفسه، التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني.
وبحث اللقاء عددا من الملفات المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والجهود الأممية المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، كما استعرضا آفاق التعاون المشترك بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، على نهج دولة الإمارات الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، بما يلبي تطلعاته نحو مستقبل مستقر ومزدهر.
وأشار إلى العلاقات التاريخية والأخوية الراسخة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وشعبيهما.
من جانبه، أعرب العليمي عن تقديره للدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات للشعب اليمني، مؤكدا على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.