قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.. في العبور "حربٌ" وبالخروج سلامٌ
على ضفاف النهر الشرقي لمدينة نيويورك، ينتصب مبنى ضخم، يتصادم فيه البعض ويتفق فيه كثيرون.
إنه مقر الأمم المتحدة، الذي يحتشد في قاعته الرئيسية كل عام، قادة دول ووفود رسمية رفيعة، يضبطون بوصلتهم على موعد ثابت، يحصلون فيه على دليل رحلتهم نحو الجمعية العامة، التي تضع على أجندتها قضايا دولية وأممية تسعى لتحقيقها باكتمال حلقة الاجتماعات.
ورغم أن تلك الوفود تحتشد في غرف كثيرة مغلقة في ذلك المقر وقد لا تتقاطع مساراتها، فإن القاعة الرئيسية تعد بمثابة نقطة تقاطع إجبارية لجميع المشاركين بأعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ماذا نعرف عن تلك القاعة؟
تأخذ القاعة شكل حرف U، وهي الأكبر في مبنى الأمم المتحدة، وتتسع لحوالي 2000 شخص.
اُفتتحت القاعة في 25 سبتمبر/أيلول 1937 خلال انعقاد الجمعية الثامنة عشرة لعصبة الأمم. وربما كانت أول غرفة اجتماعات في العالم مجهزة للترجمة الفورية، قبل تجديدها لتظهر بشكلها الحالي عام 1996.
ومع تزايد عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تم تجديد القاعة بانتظام لاستيعاب الوفود الجديدة وتحسين المعدات الصوتية والتقنية.
تشمل الأحداث المنتظمة في قاعة الجمعية الاجتماعات السنوية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية.
واستضافت القاعة أيضا اجتماعات عرضية للجمعية العامة للأمم المتحدة (التي تجتمع عادة في نيويورك).
عند مدخل القاعة، توجد لوحتان على الجدارين الشرقي والغربي لردهة المندوبين في الطابق الأرضي من مبنى الجمعية العامة.
وتم وضع اللوحتين خارج قاعة الجمعية العامة بحيث يواجه المندوبون الحرب في طريقهم إلى المبنى، والسلام أثناء مغادرتهم.
ويمثل الجدار الشرقي عند دخولك الحرب. وقد تم رسم هذه الجدارية باللون الأزرق الداكن، وفي منتصفها نساء بوجوه مغطاة، يتوسلن لإنهاء العذاب، وشخصيات يحملن أطفالهن القتلى في أحضانهن.
وفي الجدار الغربي تنتصب جدارية السلام.
حين تم إعادة تدشين الجداريتين عام 2015، قال الأمين العام آنذاك بان كي مون: ""الحرب والسلام هما أكثر من مجرد عمل فني رائع - إنهما دعوة للعمل من أجل السلام. بفضل هذا العمل، يرى جميع القادة الذين يدخلون الأمم المتحدة الخسائر الفادحة للحرب، والحلم العالمي بإحلال السلام ".
بابا الحرب والسلام
خلال إحدى التجديدات، في السبعينيات، كان لا بد من إزالة أبواب المدخل الأصلية للقاعة - وهما بابان برونزيان يمثلان الحرب والسلام، تبرعت بهما فرنسا. وما زالت الأمم المتحدة تحتفظ بهما خارج القاعة في الطابق الثالث، بحسب الموقع الإلكتروني للجمعية العامة.
ويتكون المركز الرئيسي للأمم المتحدة من عدة مبان تقع محاذية للنهر الشرقي، في مدينة نيويورك، وهي: مبنى الجمعية العامة، مبنى الأمانة العامة، ومبنى المؤتمرات.
وتأسست الأمم المتحدة لتعزيز والحفاظ على السلام والأمن والتعاون الدولي بين البلدان، وتم استخدام اسمها الذي صاغه رئيس الولايات المتحدة الراحل فرانكلين روزفلت، لأول مرة في إعلان الأمم في 1 يناير/كانون الثاني 1942، عندما تعهد ممثلو 26 دولة نيابة عن حكوماتهم بمواصلة القتال معا ضد الكتلة النازية.
والجمعية العامة للأمم المتحدة هي منتدى يُعقد كل سبتمبر/أيلول، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث يكون لكل عضو من أعضاء المنظمة العالمية البالغ عددهم 193 ممثلًا.
تم إنشاء الجمعية العامة في عام 1945 في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتكون "الجهاز التداولي وصنع السياسات والتمثيلي للأمم المتحدة".
في هذا اللقاء السنوي، تناقش الدول وتصوت على القضايا السياسية الدولية مثل السلام والصراع، والتنمية الاقتصادية، والمساعدات الإنسانية. ولكل أمة صوت واحد.
الحدث الرئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يتصدر معظم العناوين الرئيسية، هو المناقشة العامة، التي بدأت هذا العام في التاسع عشر من الشهر الجاري وتستمر حتى 26 من الشهر ذاته.
تتخذ الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضًا بعض القرارات الرئيسية للأمم المتحدة، بما في ذلك تعيين الأمين العام، وانتخاب الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، والموافقة على ميزانية الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA= جزيرة ام اند امز