معركة المناخ.. الأمم المتحدة تنتصر للأطفال
حق الأطفال في بيئة نظيفة.. أخر تحديث للجنة الطفل بالأمم المتحدة
أخيراً، انتصرت هيئة تابعة للأمم المتحدة، لحقوق الأطفال في بيئة نظيفة، وحقهم الأصيل في الدفاع عن حقوقهم في مناخ صحي وبيئة آمنة.
تعتبر الحكومات مسؤولة عن حماية الأطفال من الأذى المباشر والآثار المستقبلية لتغير المناخ داخل حدودهم أو خارجها، واليوم قامت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، بتحديث معاهدة حقوق الطفل؛ حيث وضعت تغير المناخ ضمن حقوق الأطفال وضمن المؤثرات التي قد يؤثر على حقوق الأطفال في الحياة والبقاء والنمو، واعتبرت أن الأطفال الصغار هم من بين الفئات الأكثر ضعفاً، ولكن نادراً ما يتم سماع أصواتهم في المناقشات المتعلقة بتغير المناخ.
فيما يهدف تحديث معاهدة الطفل، كما قالت اللجنة؛ إلى حماية حقوق الأطفال لتعزيز جهودهم في مكافحة تغير المناخ، مع ظهورهم في طليعة المعركة لحماية الكوكب.
وقد صدق على معاهدة حقوق الطفل، جميع الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة، باستثناء الولايات المتحدة، عام 1989؛ حيث تناولت المسائل البيئية، ولكنها تحتاج إلى التحديث، نظراً لوتيرة تغير المناخ، وكثيراً ما يستشهد المحامون، وأحياناً المحاكم، بتوجيهات اللجنة بشأن الاتفاقية في أحكامها.
فمن من حرائق الغابات في البرتغال إلى مشاريع الوقود الأحفوري في ولاية مونتانا الأمريكية، أخذ المدعون الشباب زمام المبادرة في عدد متزايد من الدعاوى القضائية التي تسعى إلى مزيد من الإجراءات الحكومية بشأن تغير المناخ.
حوار الأطفال ورأيهم في التعديل
لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة انتهت من إعداد التقرير بعد جولتين من المشاورات مع الدول المشاركة والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والهيئات الدولية والخبراء، ولجنة استشارية مكونة من 12 مستشارًا شابًا في مجال تغير المناخ، استمر لحوالي عامين.
وتلقت اللجنة 16331 مساهمة من أطفال في 121 دولة، توضح آثار التدهور البيئي وتغير المناخ على حياتهم ومجتمعاتهم، كجزء من حوار أوسع خلال فترة صياغة المبادئ التوجيهية.
وقالت تانيا دوس سانتوس مايا، البالغة من العمر 14 عاماً من البرازيل، إنها تتوقع أن تجعل وثيقة الأمم المتحدة الأطفال والمراهقين أكثر وعياً بحقوقهم.
فرصة ضائعة.. وليست كافية
وقد تم الترحيب بهذه التوجيهات على نطاق واسع، إلا أن البعض يقول إنها ليست كافية، وقال فيليب جافي عضو لجنة الأمم المتحدة، إن الناشطة السويدية في مجال المناخ "غريتا ثونبرغ" طلبت من اللجنة "أن تكون أكثر نشاطا وأكثر جرأة إلى حد ما" خلال المشاورات، ولم تكن "ثونبرغ" متاحة على الفور للتعليق عبر المتحدث الرسمي.
وقالت كيلي ماثيسون، نائبة مدير التقاضي المناخي العالمي في منظمة Our Children's Trust التي مثلت الشباب في قضية حكم فيها قاض بولاية مونتانا الأمريكية هذا الشهر: "أعتقد أن هذه كانت فرصة ضائعة - إنها ممارسة تدريجية بدلاً من تحقيق قفزة نوعية إلى الأمام"، وأضافت أن توجيهات هيئة الأمم المتحدة تقتصر على هدف اتفاق باريس لعام 2015 للحد من الاحتباس الحراري في العالم دون 1.5 درجة مئوية، وهو، معدل تقول إنه يشكل خطرا بالفعل على الأطفال حال بلوغه أو تجاوزه.
خطوة قانونية هامة بعيدة المدى
وقالت آن سكيلتون، التي تقود اللجنة، في بيان لها إن المبادئ التوجيهية يمكن أن يكون لها "أهمية قانونية كبيرة وبعيدة المدى"، لأنها توضح التزامات الحكومات بحماية الأطفال من الأضرار البيئية.
وقال كارتيك البالغ من العمر 17 عاماً، وهو ناشط من الهند في مجال المناخ وحقوق الطفل وأحد مستشاري الأطفال في اللجنة: "الأطفال هم المهندسون المعماريون والقادة والمفكرون وصانعو التغيير في عالم اليوم -أصواتنا مهمة، وهم يستحقون الاستماع إليهم".
نصوص التعديل
تقول الأمم المتحدة، إن للأطفال الحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، ويجب على الحكومات التحرك بشكل عاجل لضمان ذلك.
ويحدد التقرير، إرشادات جديدة يجب على الحكومات اتباعها، وتتضمن الخطة، التي تم وضعها بمساعدة الشباب، التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والتحول إلى الطاقة المتجددة.
وسيُطلب من دول الأمم المتحدة أيضًا اتخاذ تدابير لحماية الأطفال من الآثار الضارة لتغير المناخ، مثل مراقبة جودة الهواء وتنظيم سلامة الأغذية ومعالجة الانبعاثات والتعرض للرصاص السام.
وينبغي للدول أيضاً أن تعالج "الصلة الواضحة الناشئة" بين تغير المناخ والصحة العقلية للأطفال، وتحديد القلق البيئي والاكتئاب باعتبارهما ظروفاً آخذة في الارتفاع.
وتقول الأمم المتحدة إنه يجب إشراك الشباب عند صياغة إرشادات جديدة، وأن الحكومات مسؤولة ليس فقط عن حماية الأطفال من الأذى المباشر، ولكن من الآثار المستقبلية لتغير المناخ، ويمكن تحميلهم المسؤولية عن الأضرار البيئية سواء داخل حدودهم أو خارجها.
يقول العلماء والسياسيون إننا نواجه أزمة كوكبية بسبب تغير المناخ، ويقول العلماء إنه ليس هناك شك في أن التغير المناخي السريع بشكل خاص الذي شهدناه خلال القرن الماضي سببه البشر .
تشمل التأثيرات حتى الآن ما يلي:
- الطقس المتطرف الأكثر تواترا وشدة ، مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات.
- الذوبان السريع للأنهار الجليدية والصفائح الجليدية ، مما يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر.
- انخفاض كبير في الجليد البحري في القطب الشمالي.
- ارتفاع درجة حرارة المحيطات وموجات الحرارة البحرية .
- المهمة الصعبة.. تحالف جديد لمكافحة جرائم الطبيعة بقيادة أمريكا
- تمكين المرأة.. ثورة في الكفاح ضد تغير المناخ
تعزيز قضايا النشطاء أمام المحاكم
قال محامون يمثلون ستة شبان من البرتغال، والذين يمثلون 32 دولة أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسبب ما يعتبرونه تقاعسًا حكوميًا بشأن تغير المناخ، إنهم يعتقدون أن ذلك سيعزز قضيتهم.
وقال سكيلتون إنه يتعين على الأمم المتحدة أن توازن بين أفعالها لأن بعض الدول تقول بالفعل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك.