لا دخل للإنسان في التغير المناخي.. أغرب شائعة مناخية
في قضية المناخ، يقف الإنسان في قفص الاتهام، يهتف أنه بريء ولا دخل له في التغيرات المناخية؛ فما الحقيقة؟
يتهرب البشر من مسؤولية تحمل عواقب التغيرات المناخية؛ مدعين أنّ لا دخل للإنسان في التغير المناخي؛ فعلى الرغم من وجود عوامل طبيعية كثيرة، قد تتسبب في تغير المناخ، فإنّ الارتفاع في درجات الحرارة التالي للثورة الصناعية، قد تسبب في رفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.1 درجة مئوية تقريبًا. وحصل هذا بسبب حبس الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض.
الإنسان الكاذب!
حسنًا، هناك العديد من الأدلة التي تُوّجه أصابع الاتهام نحو الإنسان، وأنه هو المتهم الأول في تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، التي يعاني منها الكوكب اليوم، من ضمن هذه الأدلة:
قياسات ثاني أكسيد الكربون
ارتفعت مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي خلال العقود الأخيرة، بصورة سريعة، لم تعهدها الأرض منذ ملايين السنين.
تحليل كيميائي
أشارت التحاليل الكيميائية لغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في خمسينيات القرن العشرين، إلى أنّ الزيادة الطارئة في مستويات الغاز، تأتي من حرق الوقود الأحفوري، وذلك وفقًا لدراسة منشورة في دورية «تيلس آي: ديناميك ميتيرولوجي آند أوشنجرافي» (Tellus A: Dynamic Meteorology and Oceanography) في فبراير / شباط 1957. وهذا يؤكد أنّ الزيادة في مستويات ثاني أكسيد الكربون، كانت بسبب الإنسان.
تتبع درجات الحرارة
من خلال تتبع درجات الحرارة على مدار عقود، لاحظ العلماء حدوث ارتفاعات في درجات الحرارة سواء في الهواء أو مياه المسطحات المائية أو على اليابسة، وكان ذلك بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة الصادرة عن أنشطة الإنسان، والتي على إثرها، ارتفع مستوى سطح البحر، وذاب الجليد.
إجماع العلماء
كشفت مراجعة منشورة في دورية «إنفيرونمنتل ريسرش ليترز» (Environmental Research Letters) في أبريل / نيسان للعام 2016، عن أنّ 90 إلى 100% من العلماء متفقين على أنّ التغيرات المناخية الحاصلة في الوقت الراهن؛ حصلت بسبب البشر.
كل هذه الدلائل العلمية تكذب الشائعة التي تقول أنّ "لا دخل للإنسان في التغير المناخي"، بل تؤكد أنه المتهم الأهم في هذه القضية.
لماذا ينكر الإنسان فعلته؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الإنسان يتهرب من مسؤولية إصلاح ما غيره تغير المناخ، من ضمنها:
لا يريد التصديق
يرتبط التغير المناخي بالعديد من الجوانب السياسية والاقتصادية، بعبارة أخرى، إنه يرتبط بشكل ما بالمصالح العامة أو الشخصية، حتى عندما يقول العلم أنّ هناك تغيرات مناخية، يذهب بعض المنكرين إلى أنّ هذا ليس صحيحًا وإنما نظريات مؤامرة، يبحث هؤلاء عن أي معلومة وإن كانت غير دقيقة تقول أنّ التغيرات المناخية لا دخل للإنسان فيها.
هروب من المسؤولية
عادةً ما يدفع المخطئ ثمن أخطائه، نفس الأمر في قضية المناخ التي توّجه أصابع الاتهام للدول الشمالية لدفع التمويل المناخي للدول التي تعاني من آثاره ولا تستطيع تحمل نفقات الإصلاح. لذلك، ينكر البعض أنّ الإنسان مسؤول عن التغيرات المناخية.
تضارب مصالح
تنتج الانبعاثات عن أنشطة بشرية كثيرة مثل الوقود الأحفوري أو الزراعة غير المستدامة أو النقل أو تربية المواشي، وغيرهم من الأنشطة، وأغلب هذه الأنشطة تمثل جزءًا مهمًا في اقتصاد بعض الدول. ما يجعل بعض من مواطني هذه الدول ينكرون دخل الإنسان في التغير المناخي، لما يترتب على منع هذه الأنشطة من مشكلات اقتصادية كبيرة.
يحتاج الإنسان للوقوف مع نفسه برهة، ويتخيل مستقبل الأجيال القادمة، والتي يُهدر حقها في الحياة الطبيعية الصحية، الخالية من الأمراض وقلة الموارد، وإذا استمر في إنكاره، ربما تكون العواقب أكبر مما نتوقع، وفي النهاية، ستسترد الأرض عافيتها وتستعد لاستقبال كائنات حية جديدة، ربما لا يكون الإنسان بينها!
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg جزيرة ام اند امز