الإمارات تختتم أسبوعا من الإنجاز في أروقة الأمم المتحدة
أسبوع حافل في أروقة الأمم المتحدة، استغلته دولة الإمارات للدفاع عن القضايا العادلة، وكثف فريقها الدبلوماسي لقاءاته فيما يخدم مصالح البلاد والعباد.
واختتم وفد الإمارات بقيادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، مشاركته في الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين.
وأكدت ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في بيان دولة الإمارات الذي ألقته أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أهمية نهج الدولة في خضم التحديات الحاسمة التي يواجهها العالم اليوم، سواء من حيث مجابهة النزاعات المسلحة، والكوارث المناخية، أو التطرف والعنصرية وخطاب الكراهية. كما أعلنت عن نشر وزارة الخارجية "ورقة نقاش" بشأن التهديد المُلح لندرة المياه العالمية.
الهاشمي نوهت في هذا الصدد إلى قدرة دولة الإمارات على مجابهة هذه التحديات أكثر من أي وقت مضى، فما نحتاجه هو " التحلّي بإرادة سياسية جادة، وعازمة على معالجة التحديات الوجودية، واستشراف المستقبل".
وأضافت حيال ذلك: "لابد من تعزيز فاعلية المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، لدورها الحيوي في بناء الجسور وتهدئة التوترات وإيجاد حلولٍ سلمية .. إن خيارنا السلام، وسبيلنا التنمية، ووجهتنا المستقبل".
وبعد مشاركات مكثفة لوفد دولة الإمارات خلال الأسبوع رفيع المستوى.، أشارت السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، إلى ذلك بالقول: "تحت قيادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ركز وفد دولة الإمارات في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، على مجموعة من القضايا العالمية، في الوقت العصيب الذي يمر به النظام متعدد الأطراف".
وتابعت نسيبة : " باعتبارنا عضواً منتخباً في مجلس الأمن، ورئيساً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، فقد عملنا مع الدول الأعضاء لمعالجة التهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليين، ولتحفيز الدول على اتخاذ إجراءات حقيقية بشأن التغير المناخي، ومعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، خلال جلسة مثمرة للجمعية العامة للأمم المتحدة".
وطوال الأسبوع رفيع المستوى، عمل وفد دولة الإمارات على توثيق علاقاته مع المنظمات الإقليمية والدولية، كما التقى أعضاؤه مع كبار المسؤولين من الدول الأخرى، بهدف تعزيز جهود التعاون لمعالجة القضايا المدرجة على جدول أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يشمل التغير المناخي، والصحة العامة والتأهب للأوبئة، ومنع التطرف، ومكافحة التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية، وتمكين النساء والفتيات، وكذلك تحسين التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، عبر العودة إلى المسار الصحيح والالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعقد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ورئاسة مؤتمر الأطراف (COP28)، مشاورات مع مجموعة متنوعة من القادة السياسيين ورجال الأعمال، من أجل تقديم قمة مناخية طموحة، ستعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بمدينة إكسبو دبي.
وكانت رئاسة المؤتمر قد ضمت الشركاء الرئيسيين في خطة مؤتمر الأطراف (COP28) التي تستند إلى أربع ركائز رئيسية لمعالجة أزمة المناخ، وهي تسريع تحقيق انتقال منطقي وعملي وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، وضمان احتواء الجميع بشكل تام.
وتضمنت أهم الإعلانات خلال الأسبوع الماضي اعتزام دولة الإمارات استثمارا بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي للحفاظ على النظم الإيكولوجية لأشجار القرم (المانغروف) والتوسع فيها بحلول عام 2030، بهدف استعادة وحماية 15 مليون هكتار من أشجار القرم على مستوى العالم.
ومن جهة أخرى، عمل وفد دولة الإمارات على توطيد التعاون الدولي، والمواءمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسخير الابتكار والتقنيات الجديدة لاستدامة السلام، وتعزيز الاستجابات للأزمات الإنسانية. كما جددت الدولة دعوتها للتضامن العالمي مع النساء والفتيات الأفغانيات، وأكدت مجدداً دعمها الراسخ لمساعدتهن في استعادة حقوقهن.
علاوة على ذلك، سلطت دولة الإمارات الضوء على الأوضاع الصعبة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وشددت على ضرورة استكشاف سبل تحسين التعاون والتنسيق الدولي، للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي سياق الاجتماعات رفيعة المستوى، شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في اجتماع ثلاثي حول الوضع في اليمن، مع كل من أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي.
كذلك، شارك الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، في اجتماعات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على المستوى الوزاري، مع الوزير بلينكن، وجيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني.
كما شارك الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، في اجتماع "المجموعة الرباعية" بشأن الوضع في السودان، إلى جانب ممثلين عن السعودية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.، وشارك أيضا أحمد الصايغ، وزير دولة، في إطلاق مشاريع شراكة "I2U2" إلى جانب الهند وإسرائيل والولايات المتحدة.
وشارك وفد الدولة كذلك في اجتماعات تتعلق بزيادة تمويل التنمية، والوقاية من الأوبئة، والتأهب والاستجابة، والتغطية الصحية الشاملة، ومكافحة السل، ومعاهدة حظر الأسلحة النووية.