الإمارات في الأمم المتحدة.. شعلة سلام لإنهاء الأزمات وتعزيز الجسور
من سوريا مرورا بفلسطين وأفغانستان إلى الكونغو الديمقراطية، قضايا عدة تناولتها دولة الإمارات مؤخرا في الأمم المتحدة، لدعم شعوب تلك البلدان، وإنهاء أزماتها.
جهود تأتي ضمن نهج دولة الإمارات الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.
ذلك النهج يأتي ترسيخًا لجهود دولة الإمارات البارزة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، من خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي على مدار عامي 2022 و2023، وهي جهود يتوقع أن تتعزز وتتزايد خلال الفترة المقبلة، بترؤس دولة الإمارات المجلس لشهر يونيو/حزيران المقبل، بعد أن ترأسته في مارس/آذار الماضي.
فكيف كان الحراك الإماراتي مؤخرًا؟
السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، قالت إنها أجرت محادثة بناءة مع وكيل الأمين العام مارتن غريفيث، لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، والقرارات التي اعتمدها مجلس الأمن بالإجماع لدعم الشعب الأفغاني، وأيضاً التجديد المرحب به لمبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب.
وكان السفير محمد بوشهاب، نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، قد قال قبل أيام في كلمته خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا، إنه وبعد مرور 12 عاماً على اندلاع الحرب في البلاد، لا يزال السوريون يعانون من تداعياتها الوخيمة، مشيرًا إلى أن الزلزال جاء ليعصف بالأزمة الإنسانية في سوريا.
وأكد الدبلوماسي الإماراتي، أنه حان الوقت للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في سوريا، وأن تطوي الدول صفحات الخلاف لمعالجة الأزمة السورية، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي التمسك بالمواقف التي تميز وتفرق بين السوري في دمشق والسوري في إدلب.
تفعيل الدور العربي
كما شددت دولة الإمارات على أهمية تكريس الجهود لحل الأزمة بدلاً من الاكتفاء بإدارتها، وتفعيل الدور العربي لحل الأزمات العربية ومنها الأزمة السورية، وتجديد الدعم للشعب السوري خلال هذه الفترة الحرجة، والوصول إلى جميع المناطق المتضررة جرّاء الزلزال عبر كافة الطرق، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى موطنهم بعزة وكرامة وأمان.
ومن القضية السورية إلى الأفغانية، كانت دولة الإمارات حاضرة بدورها الداعم لاستقرار البلد الآسيوي، فالسفيرة لانا زكي، قالت في تغريدة نشرتها بعثة دولة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة، إنها التقت السفيرة علياء آل ثاني، المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، لمناقشة القضايا الإقليمية وآخر تطورات مجلس الأمن المتعلقة بالوضع في أفغانستان.
ومن آسيا إلى أفريقيا، كانت شعلة السلام التي تحملها دولة الإمارات، تضيء ظلام الطريق لدول عدة؛ بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية.
فالسفيرة لانا زكي، قالت إنها عقدت لقاء "إيجابيًا" مع الممثلة الخاصة للأمين العام لجمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيسة بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، بينتو كيتا، عقب مشاركة دولة الإمارات في زيارة قام بها أعضاء مجلس الأمن للبلاد.
وبحسب الدبلوماسية الإماراتية، فإنها ناقشت والمسؤولة الأممية، التحديات الأمنية المستمرة والاحتياجات الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخطة خروج بعثة مونوسكو، وكيف يمكن للمجلس أن يساعد البعثة في تنفيذ ولايتها.
وكان وفد من مجلس الأمن زار قبل أيام كينشاسا، لـ"تقييم الوضع الأمني والإنساني في شمال كيفو"، حسبما أفاد بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مونوسكو)، و"تقييم السياق الذي تتطوّر فيه هذه القوّة".
وتواجه بعثة الأمم المتحدة الموجودة في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ 23 عاماً وتضمّ حالياً أكثر من 16 ألف رجل، انتقادات متزايدة في البلاد لعدم قدرتها على وضع حدّ لأعمال العنف الجارية في الشمال منذ حوالى 30 عاماً.
ضبط النفس
ومن الكونغو إلى فلسطين، كانت دولة الإمارات حاضرة برسائلها ومواقفها المساندة للشعب الفلسطيني؛ فالسفير محمد أبو شهاب، دعا في حوار إعلامي مشترك مع زملائه أعضاء مجلس الأمن، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وجدد مطالبة المجلس لإسرائيل بالوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية.
وفيما يمثل تعزيز الجسور وإنهاء الأزمات والبناء الجاد للمستقبل خيارا استراتيجيا لدولة الإمارات، كانت القمم والزيارات والمباحثات والفعاليات التي شهدتها خلال الفترة الماضية خير مثال على ذلك.
ذلك النهج، قال عنه الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، في تغريدة له يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن "ما تشهده المنطقة من توجه عام نحو التواصل والتعاون الثنائي والعمل على حلّ أزمات عقد الفوضى والمواجهات مسار مشجع سينعكس إيجاباً على تعزيز الاستقرار والازدهار".
وأضاف المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أن "الإمارات مؤمنة تماماً بهذا التوجه، وهي في صدارته، ومن الضروري أن نستغل هذه اللحظة لتكريس نهج الحوار والتواصل وتعزيزه".
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز