الإمارات وأمريكا.. شراكة تعزز السلام وتذلل التحديات
إشادة أمريكية جديدة بالعلاقات الاستراتيجية مع الإمارات تستبطن العلاقات الثنائية المبنية على التعاون لدعم السلام ومواجهة التحديات.
شراكة استراتيجية بدأت مع تأسيس دولة الإمارات قبل نصف قرن، وتطورت وازدادت قوة وعمقا بمرور السنين، وتجني الدولتان والمنطقة والعالم ثمارها الآن من خلال التعاون بينهما في ملفات عديدة.
وكان أبرز ثمار هذا التعاون التوصل إلى معاهدة سلام تاريخية بين الإمارات وإسرائيل بوساطة أمريكية في سبتمبر/ أيلول 2020، الأمر الذي أسهم بإطلاق مرحلة جديدة للعلاقات والتعاون بين الدول في منطقة الشرق الأوسط، تقود لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار وتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة.
كما يتواصل التعاون المستمر بين البلدين في مجابهة التحديات الملحة التي تواجه العالم مثل قضايا المناخ، وجائحة كوفيد-19، ومخاطر انتشار المواد النووية، كما يمتلكان برامج طموحة لاستكشاف الفضاء من أجل خدمة البشرية.
وعلى صعيد التعاون الثنائي الذي رصدت "العين الإخبارية" أبرز صوره في هذا التقرير، تتواصل المباحثات والزيارات المتبادلة لتعزيز العلاقات ومجابهة التحديات ودعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
تعاون انطلق إلى آفاق أرحب عقب إطلاق الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الأمريكي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حدث يستهدف تعزيز التفاهم وتعميق العلاقات الثنائية، وذلك بعد نحو عام من بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بين البلدين.
وجسدت موافقة الولايات المتحدة مؤخرا على بيع مقاتلات "إف 35 " للإمارات حجم الثقة الأمريكية وقوة العلاقات بين الدولتين.
إشادة أمريكية
وأشادت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، بالعلاقات الاستراتيجية مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الإمارات واحدة من أكثر حلفاء واشنطن قوة في المنطقة، وإبرام صفقة المقاتلات من طراز إف-35 معها فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين.
جاء ذلك خلال إفادة لنائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الإقليمي ميرا ريسنيك، ونائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
ورغم تنامي علاقاتها الدفاعية مع عدد من الدول، فإن الولايات المتحدة كانت الشريك الذي اختارته الإمارات، فيما يتعلق بمجالات الأمن والتجارة وتعزيز آفاق التعاون.
وقد زودت واشنطن الإمارات بالجيل الجديد من طائرات إف-35 الأحدث، كونها توفر مجموعة كاملة من احتياجات القوات الجوية الإماراتية، بما في ذلك السرعة العالية وتقنية التخفي والقدرة الفائقة على المناورة واستخدام أحدث التقنيات في مجال الطيران.
وأشاد المسؤولون الأمريكيون بشدة بدولة الإمارات كشريك موثوق به وقادر على النهوض بالأولويات الأمنية المشتركة في المنطقة.
وجدد الجنرال كينيث إف ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية الأمريكية، التأكيد على هذه الثقة خلال تصريحات أدلى بها في أبريل/نيسان الماضي، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب.
مباحثات وزيارات
إشادات متواصلة تبرز العلاقات القوية بين البلدين، وهو ما يتجلى من خلال المباحثات المتواصلة والزيارات المتبادلة.
ففي يوليو/تموز الماضي، اختتم الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات زيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن استغرقت أسبوعاً واحداً، ووصف في أعقابها العلاقات الإماراتية الأمريكية بأنها راسخة وقوية أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تمثل أهم شريك استراتيجي لدولة الإمارات.
وكان قرقاش التقى خلال زيارته عدداً من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعضاء في الكونجرس لمناقشة شؤون المنطقة ذات الاهتمام المشترك، وللتأكيد على متانة الشراكة القائمة بين البلدين.
وخلال الزيارة، أطلقت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية المبادرة الأولى من نوعها لتدريب الجيل القادم من قادة المستقبل في مجال العلاقات الدولية ومعالجة التحديات العالمية الملحة التي تشمل تغير المناخ والصحة العامة والانتشار النووي، وذلك بالشراكة مع كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.
وتعد زيارة قرقاش لواشنطن الأولى من نوعها لدبلوماسي إماراتي رفيع منذ توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام الذي تضمن إقامة علاقات دبلوماسية بين دولة الإمارات وإسرائيل.
كما جاءت بعد أيام من تلقي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات اتصالاً هاتفياً من جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية.
وبحث الجانبان خلال الاتصال علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تطويرها بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
واستبق الاتصال الهاتفي، مباحثات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي جو بايدن، في مايو/أيار الماضي، تناولت علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسبل دعمها في مختلف المجالات.
وأكد الجانبان أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها في المستقبل، وبذل الجهود المشتركة من أجل تعزيز السلام والتعاون في المنطقة بما يصب بمصلحة شعوبها وتطلعها نحو الاستقرار والتنمية، ودعم جهود تسوية النزاعات والأزمات الإقليمية عبر الطرق الدبلوماسية والسياسية.
كما أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، مباحثات هاتفية عديدة مع المسؤولين الأمريكيين، من بينها اتصال مرئي في 24 يونيو/حزيران الماضي، مع السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، تم خلاله بحث العلاقات الاستراتيجية وجهود البلدين لصون السلم والأمن الدوليين وتعزيز التعاون والتنمية على الساحة الدولية.
تعاون يتوثق ويتزايد منذ إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي يستهدف تعزيز التعاون الثنائي عبر ثمانية مجالات تشمل الشراكة السياسية والتعاون الأمني (إنفاذ القانون وأمن الحدود والمخابرات ومكافحة الإرهاب)، بالإضافة إلى حقوق الإنسان والشراكة الاقتصادية والتجارية والطاقة والتبادلات الثقافية والأكاديمية والشراكة في قطاع الفضاء.
وصدر بيان مشترك بهذا الصدد أكدت فيه الدولتان "التزامهما بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية وتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال إطلاق الحوار الاستراتيجي الجديد."
ويستهدف الحوار تعزيز المصالح السياسية المتبادلة، وحل القضايا الإقليمية، وتعزيز التسامح، ومكافحة التطرف والتأكيد على أهمية التنسيق الدفاعي لردع التهديدات العسكرية من خلال التخطيط المشترك والتدريب والتمارين والتشغيل البيني للمعدات.
تعاون عسكري
التنسيق الدفاعي بين البلدين ظهرت ملامحه في أكثر من صورة، كان من بينها التمرين العسكري المشترك بين البلدين بمنطقة الحمرا في يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء التمرين ضمن سلسلة التمارين المبرمجة بين البلدين لرفع القدرات القتالية والجاهزية لتنفيذ عمليات إسناد وتأمين الأهداف الحيوية وتنسيق عمليات الإسناد الجوي بالإضافة إلى التدريب على عمليات الإخلاء الجوي من المناطق المبنية بواسطة الطائرات العمودية.
ويهدف التمرين إلى تعزيز التعاون العسكري المشترك وتبادل الخبرات بين البلدين للوصول إلى أعلى مستويات العمل الاحترافي العسكري في تنفيذ العمليات المشتركة.
وسبق أن أعلنت الإمارات والولايات المتحدة، في مايو/أيار 2019، بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة مطلع العام نفسه، والتي ستعمل على تعزيز التنسيق العسكري بين البلدين.
وأكد البلدان أنهما يتشاركان الاهتمام العميق بضرورة تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة، حيث ستعمل اتفاقية التعاون الدفاعي على تعزيز هذا الاهتمام عبر توطيد التعاون الوثيق في المسائل الدفاعية والأمنية، ودعم الجهود التي تبذلها الدولتان للحفاظ على الأمن في منطقة الخليج.
تعاون ترجمته موافقة الولايات المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتجديد تلك الموافقة في عهد إدارة بايدن في أبريل/نيسان المنقضي، على بيع مقاتلات "إف 35 " للإمارات في خطوة تعكس الثقة الأمريكية بالإمارات، خصوصا أن واشنطن لا توافق على بيع هذه النوعية من الطائرات إلا بعد تأكدها من أن الدولة المعنية تمتلك القدرات التكنولوجية التي تمكنها من تشغيلها بكفاءة عالية، وأنها داعم رئيسي لجهود تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
مكافحة الإرهاب
وعلى صعيد التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، انضمت الإمارات إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتصدي للتطرف والإرهاب، حيث شاركت في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014.
كما تم تأسيس مركز "صواب" عام 2015؛ وهو مبادرة تفاعلية بالشراكة مع الولايات المتحدة للتصدي للدعوات التي تطلقها الجماعات المتطرفة عبر شبكة الإنترنت، وتعزيز البدائل الإيجابية عن التطرف، في إطار تعزيز الجهود العالمية لمحاربة داعش.
أيضا على صعيد التعاون المشترك لمكافحة تمويل الإرهاب، تربط مؤسسات الخدمات المصرفية والمالية في الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية علاقة وثيقة وتعاون متواصل لتعزيز الجهود المشتركة في هذا الصدد.
وفي يوليو/تموز الماضي، استضافت الإمارات وفداً من وزارة الخزانة الأمريكية لمناقشة جهود مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفي شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان المنقضيين، استضافت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية مسؤولين من الولايات المتحدة ضمن مجموعة من الاجتماعات وورش العمل الافتراضية الهادفة إلى تعزيز بناء القدرات الفنية للجهات الإماراتية المعنية في هذا الملف.
وعقدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بالشراكة مع وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، جلسة فنية في أكتوبر 2020، حول العقوبات الاقتصادية وغسل الأموال .
وناقشت الجلسة المسائل المرتبطة بمكافحة التهرب من العقوبات الصادرة عن الولايات المتحدة، والاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب 2020-2023.
التغير المناخي
أيضا تتلاقى جهود أبوظبي وواشنطن في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه العالم، ومن أبرزها تحدي التغير المناخي.
وضمن أحدث تلك الجهود، شارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 23 أبريل/نيسان الماضي، بقمة القادة المنعقدة عن بُعد حول المناخ واستضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن .
وكشف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال كلمته، عن إطلاق الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ" بدعم عدد من الدول.
وتهدف المبادرة إلى تكثيف وتسريع جهود الابتكار والبحث والتطوير العالمية في جميع جوانب القطاع الزراعي على مدى السنوات الخمس المقبلة للحد من تداعيات تغير المناخ والتكيف معه.
ومهدت الإمارات لقمة المناخ باستضافة حوار إقليمي بمشاركة 10 من الاقتصادات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون التغير المناخي، جون كيري، في 4 أبريل/نيسان الماضي.
وأسفر الحوار عن بيانين مشتركين، الأول بين دول المنطقة والثاني بين الإمارات والولايات المتحدة، وذلك بهدف رفع سقف طموحات العمل المناخي قبل انعقاد الدورة 26 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP 26"، بجلاسكو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأعلنت الإمارات والولايات المتحدة التزامهما المشترك بمواجهة تداعيات التغير المناخي، وأكدتا أهمية وضرورة الارتقاء بالطموحات المناخية العالمية.
كما أكدا عزمهما التعاون للاستثمار في تمويل إزالة الكربون بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها، وتلتزم الدولتان بمساعدة الفئات الأكثر تأثراً بتغير المناخ على التكيف مع تداعياته.
استكشاف الفضاء
على صعيد استكشاف الفضاء، تملك الولايات المتحدة والإمارات برامج طموحة لاستكشاف الفضاء من أجل خدمة البشرية جمعاء.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، تم الإعلان مؤخراً عن مشروع إرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2024، ما يعكس تجدد أهمية القمر في أجندة الاستراتيجيات الأمريكية.
ومن جهة أخرى لم تكتف الامارات بإرسال أحد روادها إلى الفضاء، بل قامت بإطلاق مسبار الأمل، وتتحضر لإرسال دفعة أخرى من روادها من بينهم امرأة في المستقبل القريب.
وكان "مسبار الأمل" قد وصل إلى الكوكب الأحمر (المريخ) في 9 فبراير/شباط الماضي، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، نجح مسبار الأمل في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
تعاون اقتصادي
وبخصوص التعاون الاقتصادي، عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن الحوار الثامن بشأن السياسة الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات، في 8 يونيو/حزيران الماضي.
مناسبة أكد خلالها الجانبان رغبتهما في توسيع نطاق العلاقات بينهما سعيا لاستكشاف فرص جديدة في مجالات أبحاث الرعاية الصحية، وبرامج الفضاء، والبيئة والتجارة.
وأكد وفدا الجانبين متانة العلاقات الاقتصادية الأمريكية الإماراتية البناءة، مع محافظة دولة الإمارات على مكانتها كأكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثاني عشر على التوالي.
وتشارك الولايات المتحدة بجناح كبير في "إكسبو 2020 دبي" الذي تنظمه الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
تعاون إنساني
وفيما يتعلق بالتعاون الإنساني، وقّع البلدان في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مذكرة تفاهم للتعاون الإنمائي الدولي، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في المجالين الإنساني والتنموي.
وأقرت مذكرة التفاهم التعاون بين البلدين في عدة قطاعات وتشمل: المساعدة الإنسانية، المساعدة الإنمائية، الطاقة، التراث الثقافي، التسامح، الحقوق الدينية العالمية، والنمو الاقتصادي، وإشراك القطاع الخاص، والزراعة والأمن الغذائي والتغذية والمياه.
وفي 27 يناير/كانون الثاني الماضي، قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، 10 ملايين دولار لدعم مركز "كارتر" في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن مبادرته لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
ويؤكد التعاون المستمر مع مركز "كارتر" التزام دولة الإمارات تجاه قضايا الصحة العالمية و مكافحة الأمراض الموهنة بما فيها الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة.
ومنذ عام 2011، خصص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكثر من 250 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال، وهو ما يجسد التزامه الشخصي وتأكيده استئصال الأمراض التي يمكن الوقاية منها.