مؤتمر "دور المرأة في تعزيز قيم التعايش".. الإماراتيات يواصلن الإنجاز
المؤتمر يهدف إلى تعزيز مكانة المرأة ودعم دورها المجتمعي كسفيرة للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية حاليا ومستقبلا.
أطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، الأربعاء، مؤتمر "دور المرأة في تعزيز قيم التعايش"، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش الإماراتية، عبر تقنية الاتصال المرئي.
ويأتي المؤتمر برعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، بالتزامن مع الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية، تحت شعار "استشراف إسهامات المرأة في الخمسين" بحضور عربي ودولي بارز.
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن "المرأة الإماراتية حظيت بمكانة بارزة في فكر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، وفي فكر الشيخة فاطمة بنت مبارك، لإيمانهما معا بما تملكه المرأة من قدرات وطاقات كبيرة، وأنها ستحقق أفضل إمكاناتها إذا كانت على درجة جيدة من التعليم.
وقال: "لأن الفكر لابد له من مجهود دؤوب ومستمر لكي يتحقق واقعا على الأرض، فلم تبخل سمو "أم الإمارات" ولا قيادتنا الرشيدة بأي جهد لتحقيق هذا الهدف، وإذا ألقينا نظرة على الإمارات اليوم نرى نتائج مبهرة، حيث ساهمت المرأة المتعلمة والمتمكنة في نجاح الإمارات وأصبح لدينا وزيرات وسفيرات وقادة شركات وأعضاء في القوات المسلحة والشرطة وطيارات، وتشكل المرأة الآن 70% من خريجي الجامعات الإماراتية.
وأشار إلى مقولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، "أن الإمارات مكان للتسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات الأخرى"، فقال إنها المقولة التي أدركتها المرأة وآمنت بها، لأنها تعرف أن التسامح يولد التعاطف، وتعرف أن التسامح يسمح للأشخاص المختلفين ظاهريًا بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الجنسية أو الدين أو اللغة أو الثقافة أو القدرات أو الوضع في الحياة، بالتحاور والتعاون كبشر، حيث يستحق كل منهم الكرامة والاحترام، واستوعبت أنه بدلاً من تجاهل أولئك المختلفين والخوف منهم، يجب أن نتعاون معهم ونشاركهم الاحترام المتبادل لإيمانها بأن فهم الآخرين يساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل ويسمح لنا بتقبل الاختلافات لنتحد معا من أجل إنسانيتنا المشتركة.
من جانبها قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد سعود آل سعود، الأمين العام لمؤسسة الوليد للإنسانية، في كلمة لها إن المرأة هي جوهر التغيير الحقيقي الهادف، حيث تلعب المرأة العربية دورا حيويا في ممارسة القيم المكتسبة ونقلها والمحافظة عليها، وتعليم قيم التسامح والتعايش للجيل القادم.
وأكدت أن تمكين المرأة للإسهام في السياسة والقانون يتضمن التسامح وعدم التمييز العنصري وتوفير فرص متكافئة للمرأة في جميع مجالات الحياة، فمن المهم توفير فرص أكثر للمرأة لقيادة المؤسسات التعليمية والسياسة والقانون، وقالت إن مؤشرات الإنجازات كبيرة في هذه المجالات، وعلى سبيل المثال، فإن زيادة مشاركة المرأة في المجال القانوني في السعودية، الذي شهد عام 2013 بدايتها في هذا المجال، وصل الآن إلى ما يزيد عن 487 محاميةً مسجلة.
بدورها قالت حصة بنت عيسى بو حميد، وزيرة تنمية المجتمع في الإمارات، إن الحديث يتمحور عن تمكين المرأة الإماراتية والآفاق المستقبلية لدورها خلال الخمسين عاماً المقبلة، "وهنا لا بد أن نتوقف عند واقع المرأة الإماراتية حالياً: 9 وزيرات، و20 عضوة في المجلس الوطني الاتحادي، أي نصف أعضاء المجلس، وهي تشكل النسبة الأكبر من موظفي الحكومة الاتحادية التي تفوق 52%، كما أنها تشغل 45% من إجمالي الوظائف القيادية التي يشغلها المواطنون في الحكومة الاتحادية."
وقالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الشباب، إن الأرقام والإحصائيات الأخيرة عن نجاحات المرأة الإماراتية جاءت بعد تعب وإرادة ونجاح ومحاولات.
وأضافت في الجلسة الثانية من المؤتمر والتي جاءت تحت عنوان "المرأة الإماراتية في خمسين عاماً.. مكانة متميزة وإنجازات متواصلة" أن هذه الأرقام تحققت بدعم الأب والأخ والزوج والابن والإيمان بأن المرأة والرجل مكملان لبعضهما البعض.
وتابعت أن الأرقام تقول إن النساء يشغلن 75% من الوظائف في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم، كما أن 95% من النساء الحاصلات على الثانوية في الإمارات يلتحقن بالتعليم العالي.
وأشارت إلى إحصائية تفيد بأن هناك 23 ألف سيدة أعمال إماراتية يُدرن مشروعات تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم وهو رقم مبشر جداً.
وأوضحت: "رسالتي التي أريد توصيلها للمرأة الإماراتية (أنتِ مصدر النور لمن لا يستطيع إبصاره) وآن الأوان للتعاون ومضاعفة هذه الأرقام، وحتى تشعرين بالسعادة لا بد أن تتركي بصمة في حياة الآخرين لمساعدتهم على النجاح والتمكين".
واختتمت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي كلمتها قائلة: "أتمنى أن نسير على نهج أبونا الشيخ زايد وأمنا الشيخة فاطمة بنت مبارك، متعاونين محبين رائدين، وأن تكون الإمارات منبراً للتسامح والسلام، وواجبنا هو إعداد جيل متسلح بالقيم".
بدورها قالت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا إن تجربتها كامرأة في مجال العلوم، مكنتها من التعايش مع واقع التنوع في الإنتاج العلمي سواء في فرق الأبحاث، أو في مجال العمل على نتائج البحوث في مجالات التنمية.
وأوضحت أنها عملت مع مهندسين من كوريا وألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة واليابان وغيرها، واستفادت من التنوع الذي يمثل حالة مثالية للتعايش واحترام الاختلاف والقبول بالآخر، قائلة: بصفتي امرأة تعمل في قطاع الفضاء، فإني لاحظت تزايد كبيرا في أعداد النساء اللاتي دخلن مجال الفضاء ليس داخل مؤسستي ولكن على الصعيد العالمي أيضا.
بدورها قالت، الدكتورة مي الجابر، مدير طبي في مستشفى "هيلث بوينت"، إن دعم الشيخة فاطمة بنت مبارك يقدِّم الدليل على ما يمكن للمرأة القيام به من خلال تكريمهن ومنحهن الحافز والدافع للعطاء.
وأضافت في الجلسة نفسها: "كانت هذه اللحظات وما زالت الدافع للعمل بجهد وإخلاص، إذ إن المرأة بطبيعتها تضحي في سبيل أسرتها الصغيرة وهي العائلة وأسرتها الكبيرة وهي الوطن، لا سيما في وطن كالإمارات معطاء ويدعو للتسامح والتعايش".
وتابعت: "تقدمت المرأة الإماراتية العاملة الصفوف لتكون في خط الدفاع الأول، فقدمت كل ما تستطيع في سبيل أمن واستقرار الوطن، كما أنها تقدم الدعم والمعونة والمشورة، وترتب على ذلك توليها مسؤولية مضاعفة تمثلت خلال فترة جائحة كورونا في العديد من الواجبات منها دورها في التعليم عن بعد".
واختتمت كلمتها قائلة: "كما يقال (وراء كل رجل عظيم امرأة) فأقول (وراء كل امرأة إماراتية قيادة عظيمة) والإمارات عظيمة بنسائها ورجالها".
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز مكانة المرأة ودعم دورها المجتمعي كسفيرة للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية حاليا ومستقبلا، وتسليط الأضواء على تجارب تمكين المرأة على المستويين المحلي والعالمي، وطرح الرؤى المستقبلية حول دورها في غرس قيم التسامح، ورصد قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية التي تحولت إلى أسلوب حياة لجميع المقيمين على أرض الإمارات.
ويضم المؤتمر 3 جلسات افتراضية منفصلة، تتناول الأولى "المرأة وقيم التعايش والتسامح في المستقبل" على المستويات المحلية والعربية والعالمية.
أما الثانية فتتناول "المرأة الإماراتية في 50 عاماً، مكانة متميزة وإنجازات متواصلة"، فيما تركز الثالثة على برامج ومبادرات تمكين المرأة للإسهام في صناعة المستقبل.