أوغندا تترقب اختبار يناير.. انتخابات استثنائية تحمل ارتدادات إقليمية
تحدد موعد السباق الانتخابي المنتظر في أوغندا، بشكل رسمي، بعد أن بدأت عجلة الدعاية رسميا، في مشهد يترقبه الداخل والخارج.
وحددت اللجنة الانتخابية الأوغندية، 15 من يناير/كانون الثاني 2026، موعدا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، في محطة سياسية جديدة تعيد طرح سؤال الاستمرارية والتغيير في بلد يحكمه الرئيس يوويري موسيفيني منذ ما يقارب 4 عقود.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية، القاضي سيمون بياباكاما، في مؤتمر صحفي بالعاصمة كمبالا، إن موعد الاقتراع الرئاسي سيكون في 15 يناير/كانون الثاني 2026، بينما ستتوقف الحملات الانتخابية قبل 48 ساعة من موعد التصويت، في خطوة تستهدف ضبط الإيقاع السياسي خلال الأسابيع الحاسمة التي تسبق الاقتراع.
ومن المتوقع أن تُصدر اللجنة الانتخابية قريبا، خارطة طريق انتخابية مفصلة تُحدد جداول الترشيح، وإرشادات الحملة الانتخابية، والإجراءات اللازمة لضمان انتخابات نزيهة وسلمية.
وانطلقت الحملات الدعائية للرئاسة في أوغندا، أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، استعدادا للانتخابات، وتستمر لمدة 3 أشهر.
وتشمل الحملة جميع المقاطعات الـ146 في البلاد.
يأتي ذلك وسط توقعات بمنافسة محتدمة بين الرئيس الحالي ومنافسه الرئيسي مغني الـ"بوب" السابق والبرلماني، بوبي واين.
أبرز المرشحين
ويخوض الرئيس موسيفيني الانتخابات ممثلا عن حركة المقاومة الوطنية، ساعيا إلى تمديد حكمه المستمر منذ عام 1986، بعد أن أُجريت تعديلات دستورية سابقة ألغت القيود على الفترات وسن المرشح، مما أتاح خوض السباق رغم بلوغه الثمانين.
ويقف في مواجهة موسيفيني من بين 8 مرشحين، أبرز خصومه، النائب المعارض روبرت كياغولاني سينتامو، المعروف باسم "بوبي واين"، زعيم حزب الوحدة الوطنية، الذي يُمثّل صوت جيل شاب يطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية.
كما يخوض السباق أيضا كلّ من اللواء المتقاعد موجيشا مونتو، عن حزب التحالف من أجل التغيير الوطني، وناثان ناندالا مافابي عن حزب التغيير الديمقراطي، إلى جانب مرشحين آخرين من أحزاب صغيرة ومستقلين، في مشهد يعكس تنوع الطيف السياسي الأوغندي، وإن ظل ميزان القوة يميل بوضوح إلى الحزب الحاكم.
استقرار مطلوب
ورغم الانتقادات التي طالت العملية الانتخابية السابقة في 2021، والتي شابتها اتهامات بـ"التزوير والترهيب وشراء الأصوات"، تُصر السلطات على أن الانتخابات المقبلة ستكون أكثر شفافية وتنظيما. فيما تتهم المعارضة الحكومة باستخدام الأجهزة الأمنية لقمع الأصوات المخالفة وفرض السيطرة على الفضاء الإعلامي والرقمي.
وعلى الصعيد الإقليمي، تكتسب الانتخابات الأوغندية أهمية خاصة بالنظر إلى الدور الجيوسياسي الذي تلعبه كمبالا في شرق أفريقيا، حيث تشارك قواتها في مهام حفظ السلام في الصومال وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية، وتتمتع بثقل استراتيجي في جهود مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري.
ويرى مراقبون أن استقرار أوغندا الداخلي سيؤثر بشكل مباشر على معادلات الأمن الإقليمي، في ظل تصاعد التحديات المشتركة كالإرهاب والهجرة غير النظامية والنزاعات العابرة للحدود.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg
جزيرة ام اند امز