تشارلز الثالث إلى ألمانيا.. المحور والحلفاء في زيارة ملك
من فرنسا تختطف ألمانيا أول زيارة خارجية لملك بريطانيا في بوصلة توحد دولتين فرقتهما تحالفات الحرب العالمية الثانية و"وحدتهما" زيارة ملك.
وتستقبل برلين، الأربعاء، بحفاوة ووسط إجراءات أمنية مشددة، الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا في أول زيارة دولية يقوم بها إلى الخارج منذ اعتلائه عرش بريطانيا.
وكان يفترض أن يتوجه الملك وزوجته أولا إلى فرنسا قبل ألمانيا، إلا أن الزيارة ألغيت بسبب الاحتجاجات المرتبطة بإصلاح النظام التقاعدي في هذا البلد.
ويصل الملك وزوجته بعد ظهر الأربعاء إلى مطار برلين الدولي.
وبمناسبة الزيارة، اتخذت إجراءات أمنية مشددة مع انتشار كثيف للقوى الأمنية في برلين حيث سيبقى الملك تشارلز وكاميلا يومين قبل أن ينتقلا إلى هامبورغ الجمعة، ضمن المحطة الأخيرة في زيارتهما.
وسينشر 1100 شرطي مع تعزيزات من مناطق أخرى، فضلا عن عشرين كلبا مدربا على كشف المتفجرات. وستغلق بعض الطرقات الرئيسية أمام حركة السير في وسط العاصمة.
وقال قائد الشرطة توماس دريشلر لوسائل إعلام ألمانية "تمنى الزوجان الملكيان أن يتمكنا من التواصل مباشرة مع سكان برلين".
المحور والحلفاء
قبل عقود، انقسم العالم إلى معسكرين: المحور وضم ألمانيا من بين دول أخرى، والحلفاء وبينهم بريطانيا، وكانت تلك بداية الحرب العالمية الثانية التي استمرت حتى العام 1945.
حيثيات تاريخية تتغير اليوم لتكسر التحالفات القديمة وقيود الاصطفافات السابقة، حيث يحل تشارلز الثالث في ألمانيا ليوحد بلدين فرقتهما الحرب قيل عقود وجمعتهما زيارة ملك.
وكانت الملكة إليزابيث قامت بزيارة أخيرة لألمانيا العام 2015 أي في عهد المستشارة أنغيلا ميركل، وقد أثارت الزيارة حماسة كبير في البلاد.
أما زيارتها الأهم فكانت في العام 1965 عندما كان الجدار يفصل بين شطري برلين. واعتبرت الزيارة على أنها المحطة التي كرست المصالحة بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية.
ويقول مايكل هارتمان، عالم الاجتماع في جامعة دامشتات لوكالة فرانس برس، إن الألمان من كبار مؤيدي العائلة المالكة البريطانية و"اهتمامهم الكبير" بها لن يتلاشى حتى بعد وفاة الملكة إليزابيث التي كانت تتمتع بشعبية وساعة.
وسبق أن شدد تشارلز عندما كان لا يزال أمير ويلز على "العلاقات الطبيعية كحلفاء وأصدقاء" بين البلدين خلال كلمة ألقاها أمام النواب الألمان في العام 2020 وتلا جزءا منها باللغة الألمانية.
وذكّر كذلك بجذور عائلته الألمانية متحدثا خصوصا عن ألبيرت ساكسن كوبورغ أند غوتا زوج الملكة فكتوريا الألماني.
"بادرة مهمة"
يزور الملك وزوجته بوابة براندنبورغ في وسط برلين بعد ظهر الأربعاء حيث سيستقبلهم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وزوجته ويختلطان بالجموع.
وسيكون الملك تشارلز أول مدعو في زيارة دولة يستقبل مع تشريفات عسكرية عند أقدام هذا النصب الشهير الذي كان رمزا لانقسام المدينة خلال ثلاثة عقود.
وسيسمح لـ1500 شخص فقط بالحضور، وقد نصحت الشرطة المواطنين بالحضور باكرا والتحلي بالصبر.
ويتوجه الملك بعدها إلى القصر الرئاسي حيث يقام حفل استقبال في إطار هذه الزيارة التي تشكل مناسبة رسمية للاحتفاء بعلاقات الصداقة بين البلدين.
ووصف الرئيس الألماني الذي يرافق تشارلز الثالث في كل المحطات، زيارة الملك حتى قبل مراسم تتويجه في السادس من مايو/أيار الماضي، على أنها "بادرة أوروبية مهمة".
وقال الرئيس الألماني: "أريد أن أقول له وبالتأكيد لكل البريطانيين: نحن في ألمانيا وفي أوروبا نريد علاقات وثيقة وودية مع المملكة المتحدة حتى بعد بريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)".
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA= جزيرة ام اند امز