الزراف والأفيال والشمبانزي تحذر الإنسان: لحومنا أو صحتك
السلطات البريطانية تصادر 1.14 طن من لحوم الحيوانات البرية في الموانئ والمطارات والطرود البريدية خلال عامي 2018 و2019
حذر علماء بريطانيون من أن التجارة في لحوم الطرائد غير المشروعة، تمثل تهديدا للحيوانات البرية، ويمكن أن تؤدي إلى انتقال أمراض مثل "إيبولا" إلى البشر.
وفي تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، الثلاثاء، قالت: "إن السلطات البريطانية صادرت 1.14 طن من لحوم حيوانات برية في الموانئ والمطارات والطرود البريدية خلال عامي 2018 و2019".
وأشارت إلى أن كمية لحوم حيوانات الأدغال التي صادرتها السلطات تضاعفت خلال الخمس سنوات الماضية، ما أثار مخاوف من أن الطلب في بريطانيا يعزز تجارة لحوم الشمبانزي والفيلة والزرافات وغيرها من الأنواع المهددة.
ولفتت إلى أن هذه الكميات المضبوطة زادت بنحو 946 كجم مقارنة بالعام السابق، و544 كجم مقارنة بعامي 2014 و2015، وفقا لوزارة الداخلية.
وأوضحت أن المجتمعات الريفية في أفريقيا دأبت على صيد الحيوانات البرية منذ آلاف السنين، ولكن في العقود الأخيرة ارتفع طلب سكان المدن على لحوم الطرائد، باعتبارها تقليدا ثقافيا.
من جانبه، قال البروفيسور بن جارود عالم الرئيسيات وأستاذ علم الأحياء التطوري في جامعة إيست أنجليا: "إن لحوم الطرائد كانت تُؤكل أحيانا باعتبارها طعاما شهيا في حفلات الزفاف والطقوس الدينية".
وأشار إلى أن بعض أفراد الجاليات الأفريقية في المملكة المتحدة كانوا ينظرون إليها على أنها طعام الأثرياء، مضيفا "لديك شيء يعود إلى أفريقيا يظهر مكانتك ويوضح ثروة العائلة أو الجالية".
وطالب باختبار الحمض النووي للحوم التي صادرتها قوات الحدود لتحديد نوع الحيوان وإجراء بحوث لتحديد من أي جزء من أفريقيا تصل هذه اللحوم للمساعدة في التصدي للمشكلة في منشأها.
ونوه بأن تجارة لحوم حيوانات الأدغال لا تمثل تهديدا للحيوانات البرية فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى انتقال أمراض مثل "إيبولا" إلى البشر.
ولفت إلى أن الكمية التي أعلنت قوة الحدود عنها ليست إلا جزء بسيط، لأن الكثير من اللحوم المصادرة ربما لم يتم تسجيلها قبل حرقها.
وذكر أنها بعد عودته مؤخرا من رحلة إلى غرب أفريقيا، أخبره مسؤول جمركي في مطار هيثرو بلندن أن طنا من لحوم الطرائد قد صودر من ركاب في رحلة واحدة قادمة من نيجيريا.
بدوره، قال جاي كاوليش الباحث في جمعية علم الحيوان في لندن: "إن تجارة لحوم حيوانات الأدغال لها تأثير مدمر على قرود الشمبانزي والقرود عموما في جميع أنحاء أفريقيا، نظرا لقلة أعدادها ومعدلات تكاثرها البطيئة نسبيا".