«رسالة ثأر».. وزيرة داخلية بريطانيا «المطرودة» تسدد نحو سوناك
هجوم لاذع شنته وزيرة الداخلية البريطانية المقالة على رئيس الوزراء ريشي سوناك تخللته انتقادات حادة بلغت حد اتهامه بـ«خيانة الأمة».
وأمس الإثنين، أقال سوناك وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان من منصبها، إثر مقال رأي نشرته في إحدى الصحف اتهمت فيه الشرطة بالتحيز للمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.
وردت بريفرمان على قرار طردها من التشكيلة الحكومية البريطانية برسالة من 3 صفحات شنت عبرها هجوما حادا على رئيس الوزراء، جاء فيها: «أنا كنت سببا لوصولك إلى منصب رئيس وزراء بريطانيا».
وأضافت: «طلبت مناقشتك حول مواضيع تخص بلدنا لكنك كنت مترددا وتتجاهلني ولا تهتم بتلك الرسائل».
وتابعت متوجهة لسوناك: «أنت فاشل في تحقيق الأهداف الرئيسية للبلاد» و«غير قادر على القيام بواجباتك».
ومضت تقول: «أنت شخص لا تفي بالوعود»، وبلغت حد اتهامه بأنه «شخص خائن للأمة».
واعتبرت بريفرمان أن سوناك «متردد ويتجنب اتخاذ القرارات مما أضعف موقف بلادنا»، متهمة إياه بأنه «شخص ليس لديه نية حقيقية للوفاء بوعوده للشعب البريطاني».
كما رأت أن هناك «تصاعد للعداء ضد السامية منذ يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي)»، في إشارة إلى هجوم حماس المباغت على إسرائيل وما تلاه من حرب في غزة.
وتابعت: «طالبتك بشدة النظر في تشريع قانون يحظر مسيرات الكراهية التي بدأت تظهر في شوارعنا لكن استجابتك لهذا التهديد كانت مترددة وضعيفة وتفتقر لصفات القائد التي تحتاجها بلدنا».
ومنذ اندلاع حرب غزة، شهدت عطلات الأسابيع الماضية خروج مسيرات ضخمة في ميادين لندن للتنديد بالحرب وقتل المدنيين.
وكانت أكبر المسيرات، تلك التي خرجت يوم السبت الماضي، والذي صادف يوم تكريم ذكرى الجنود البريطانيين الراحلين خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد شارك في تلك المسيرة مئات الآلاف من المتظاهرين.
واتخذ رئيس الوزراء ريشي سوناك خطوة إقالة بريفرمان مدفوعاً بضغوطٍ متزايدة، بعد مقالةٍ للأخيرة نشرتها صحيفة التايمز الأربعاء الماضي.
وفي مقالها، قارنت بريفرمان بين المسيرات في لندن وبين مسيرات طائفية شهدتها إيرلندا الشمالية أواخر القرن العشرين في أوج صراعٍ قومي عُرف بصراع "المشاكل".
انتقادات
وأثار التعديل الوزاري انتقادات واسعة خصوصا من اليمين داخل حزب سوناك حيث اتهمه حلفاء بريفرمان بالتخلي عن الناخبين في انتخابات 2019.
وانتقدت ميريام كيتس وداني كروجر، اللذان يتشاركان رئاسة تجمع المحافظين الجدد في البرلمان، سوناك بعدما أعاد رئيس الوزراء المحافظ الأسبق ديفيد كاميرون كوزير للخارجية وعين عددا من الموالين له.
وأغضب التعديل الوزاري بعض اليمينيين داخل حزبه (حزب المحافظين) الذين ينظرون إلى إقالة بريفرمان في التعديل الوزاري باعتباره جزءا من دوران في اتجاه إلى تيار الوسط.
وشدد كيتس وكروجر في بيان على دعمهما لرئيس الوزراء، لكنهما أعربا عن خيبة أمل شديدة بسبب تخلي الحكومة عن الناخبين الذين صوتوا لصالح بوريس جونسون في الانتخابات العامة عام 2019.
وقالا: "يساورنا القلق من أن التعديل الوزاري بالأمس يشير إلى تغيير كبير في الاتجاه السياسي للحكومة".
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز