لماذا يجب على بريطانيا حظر "حرس إيران"؟
قال تقرير لمعهد توني بلير للتغيير العالمي، الثلاثاء، إنه يتعين على حكومة المملكة المتحدة التحرك لحظر الحرس الثوري الإيراني.
وفي 12 يناير/كانون الثاني عام 2023، ناقش مجلس العموم البريطاني اقتراحا يدعو الحكومة لاتخاذ هذا الإجراء بسرعة، وجاء التصويت بالإجماع لصالح قرار الحظر.
وذكر التقرير الصادر، الثلاثاء، أن "الحرس الثوري الإيراني منظمة عنيفة متطرفة لا تعمل بشكل يختلف عن الجماعات المحظورة ببريطانيا، بما في ذلك تنظيمات داعش والقاعدة وحزب الله في لبنان"، لافتا إلى أن ذلك يتضح من "برنامجه الرسمي المصمم لدفع الأفراد نحو التطرف بتبني أيديولوجيته المتطرفة بالإضافة إلى اتخاذه من الإرهاب والتشدد واحتجاز الرهائن والخطف أسلوب عمل".
ولن يغلق تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية باب الدبلوماسية مع طهران، وبدلا من ذلك، سيبعث برسالة قوية وواضحة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي بأن إرهاب النظام الذي يجرى زرعه عن طريق الحرس الثوري الإيراني – بما في ذلك دعمه لجماعات مصنفة إرهابية في المملكة المتحدة، مثل حزب الله – لن يتم التسامح معه، وفقا لنص التقرير.
وستمنح الخطوة الحكومة البريطانية، ومجموعات المجتمع المدني، وشركات التكنولوجيا تفويضا واضحا للحماية من التطرف المحلي للحرس الثوري عبر فرض حظر مباشر على الأنشطة المرتبطة به في المملكة المتحدة.
وأرجع تقرير معهد توني بلير للتغيير العالمي، ومقره بريطانيا، السبب وراء ذلك إلى أن "حرس إيران، على مدار أكثر من 43 عاما، كان المسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابية عالمية واحتجاز رهائن وغيرها من الجرائم على أراضي أجنبية – بما في ذلك أوروبا والمملكة المتحدة – بالإضافة إلى الانتهاكات الحقوقية في إيران".
ومنذ عام 2015، ازداد نشاط هذا الجهاز في المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة، بحسب التقرير، مشيرا إلى اعتراف المخابرات البريطانية (MI5) مؤخرا بالتهديد الحقيقي من "أجهزة الاستخبارات العدائية" الإيرانية" لاختطاف أو قتل أشخاص يتخذون من المملكة المتحدة مقرا لهم في 2022.
كما أشار التقرير أيضًا إلى تصاعد جهود الدعاية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني لرعاية التطرف المحلي على الأراضي البريطانية، لافتا إلى تشابهها مع تلك التي ينتهجها داعش والقاعدة.
وبالإضافة إلى الأنشطة الإرهابية، ضاعف الحرس الثوري الإيراني جهوده لرعاية التطرف الداخلي في المملكة المتحدة، مستخدما تكتيكات مشابهة لداعش والقاعدة. وتضمنت هذه الاستراتيجية نشر الدعاية المتطرفة للحرس لتجنيد مواطنين غربيين ودفعهم نحو التطرف من أجل العمليات المرتبطة بالإرهاب.
واستشهد تقرير معهد توني بلير للتغيير العالمي، بهجوم مواطن أمريكي من أصل لبناني على الكاتب الأمريكي البريطاني سلمان رشدي بينما كان يستعد لإلقاء كلمة خلال فاعلية بالولايات المتحدة باعتباره من أبرز الأمثلة على ذلك، لافتا إلى التقارير التي تناولت تفاعله مع الدعاية الخاصة بالحرس الثوري وتواصله معهم عبر الشبكات الاجتماعية قبل الهجوم.
واعتبر التقرير أن زيادة الأنشطة الدعائية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني على الأراضي البريطانية تمثل تهديدا إرهابيا مباشرا على الأمن القومي للملكة المتحدة.
وبحسب المعهد البريطاني، يظل الحرس الثوري الإيراني أكبر داعم لحزب الله، الجماعة المحظورة في لندن، مؤكدا أن جهود حظر أنشطة الأخيرة ستقوض طالما ظل هذا الدعم دون وازع، وأن تلبية الحرس الثوري الإيراني لجميع معايير الحظر من الحكومة البريطانية بموجب قانون الإرهاب لعام 2000.
وبموجب قانون الإرهاب لعام 2000 في بريطانيا، قد تحظر الحكومة تنظيما حال ارتكابه أو مشاركته في عمل من أعمال الإرهاب، أو التجهيز لعمل إرهابي، أو الترويج أو تشجيع عمل إرهابي (بما في ذلك التمجيد غير المشروع للإرهاب)، أو اهتمامه بالإرهاب.
وأكد التقرير أن اكتشاف مصنع قنابل مرتبط بإيران في لندن عام 2015 بالإضافة إلى سلسلة متتالية من المخططات الإرهابية في شتى أنحاء أوروبا من عام 2017 إلى 2018 يرجح إلى أن "مصالح الحرس تتجاوز الشرق الأوسط بينما تؤكد الحاجة الملحة للتصدي للتحديات التي يشكلها".