إيران.. "الحرس الثوري" يتخوف من احتجاجات جديدة وروحاني يهاجم رئيسي
على وقع الاحتجاجات الإيرانية التي تخطت حاجز الـ100 يوم دون أن تخمد جذوتها، توقع الحرس الثوري موجة جديدة، مع اندثار تظاهرات مهسا أميني.
واندلعت في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، احتجاجات بعد وفاة مهسا أميني على يد ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق" في طهران، مما خلف أكثر من 500 قتيل وآلاف المعتقلين.
ورغم أن تلك الاحتجاجات التي لم تهدأ وتيرتها حتى اليوم، اعتبرها الحرس الثوري الإيراني "انتهت"، إلا أنه أطلق تحذيرات جديدة من دخول البلاد في موجة احتجاجات شعبية ضد النظام بعيداً عن تلك التي أشعلت شرارتها الشابة الكردية مهسا أميني.
اعترافات وتوقعات
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم"، عن القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، قوله "إن التهديدات التي تتعرض لها الثورة الإيرانية ستستمر لأنها صراع طويل ومستمر ولا يمكن حله"، مضيفًا: "نحن نواجه عداوة وفتنة بشكل دائم، ومن المحتمل أن تنشأ قضية أخرى بعد الأحداث الأخيرة (الاحتجاجات)".
وزعم العميد سلامي خلال افتتاح الدورة الجديدة لكلية القيادة العسكرية للحرس الثوري أنه "في الأحداث الأخيرة (الاحتجاجات) قام العدو (أمريكا والغرب) بتفعيل كل العيوب ودخل الميدان بكل طاقاته واستعمل كل الخبرات، ولو لم تكن لدينا خبرة سابقة لضعفنا أمام التهديدات المتزامنة والمستمرة".
وفيما يعد الحرس الثوري متورطًا إلى جانب القوات المسلحة الإيرانية، في قمع الاحتجاجات في إيران وقتل المواطنين، بمن فيهم الأطفال، خصص حسين سلامي الجزء الرئيسي من خطابه للإشادة بالمرشد آية الله علي خامنئي قائلا: "الأمة تفقد طريقها بدون قائد، وإذا أردنا ألا نضيع طريقنا، يجب أن نتبع النجم (خامنئي)".
وعلي خامنئي، هو المسؤول الإيراني الرئيسي الذي تكرر اسمه عدة مرات في شعارات خلال احتجاجات الأشهر الثلاثة الماضية، وطالب المحتجون بإسقاطه.
في السياق نفسه، قال نائب قائد الحرس الثوري للشؤون السياسية العميد يد الله جواني، إن ما وصفها بـ"الحرب" التي تتعرض لها إيران اليوم أعقد بكثير من الحرب مع العراق، مضيفًا: إذا سئل الذين يرفعون شعارات ضد هذا النظام عن معنى الديكتاتورية، ولماذا يربطونه بهذه الثورة، فإنهم في الحقيقة ليس لديهم إجابة ليقولوها لأنهم ليس لديهم علم و هي فقط آثار الحرب الهجينة".
روحاني يهاجم رئيسي
من جهة أخرى، فتح الرئيس الإيراني السابق المعتدل حسن روحاني، اليوم، نيران انتقاداته، ضد خلفه إبراهيم رئيسي، بعد أن اتهم الأخير الحكومة السابقة بالتسبب بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة.
وشدد روحاني شدد في كلمة له خلال اجتماعه مع الوزراء السابقين في حكومته على أن "حل مشاكلنا الاقتصادية مشروط بإحياء الاتفاق النووي مع القوى الغربية، وإنهاء العزلة الدولية التي تتعرض لها إيران بسبب الملف النووي".
وخاطب روحاني، رئيسي، قائلا: "ملأنا الخزائن وسلمنا رصيد النقد الأجنبي بعدة مليارات من الدولارات إلى حكومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، وإذا كانوا يريدون رؤية تغيير في القضايا الاقتصادية وحل المشاكل فالشرط هو إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة".
وكشف روحاني عن تقديم عدة مقترحات لحل المشاكل الاقتصادية بعث بها إلى المرشد علي خامنئي، ولم يفصح عن تلقيه إجابة من خامنئي.
وحكم روحاني إيران لمدة ثماني سنوات، تمكن في الولاية الأولى منها، من ابرام اتفاق نووي مع الغرب في عام 2015 تم بموجبه رفع العقوبات الدولية عن طهران مع تشديد الرقابة على الملف النووي الإيراني.
لكنه بعد وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، انسحب الأخير من الاتفاق النووي من جانب واحد في 2018 وقام بتشديد العقوبات على طهران.
ورفض روحاني الاتهامات التي توجه إلى أداء حكومته بإفراغ خزينة الدولة من العملات الأجنبية، قائلا: "على عكس ما يذكر، قمنا بتسليم الخزانة ممتلئة، ولقد تلقينا بضع مئات من ملايين الدولارات من رصيد النقد الأجنبي، لكننا سلمناها ببضعة مليارات من الدولارات".
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز