تعرف إلى القوات الكورية الشمالية في «الميدان الأوكراني»
أثار إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أسر جنديين من كوريا الشمالية اهتمامًا عالميًا وتساؤلات حول وجودهم في ساحات القتال.
وقال زيلينسكي على منصة إكس "كما هو الحال مع جميع أسرى الحرب، يتلقى هذان الجنديان الكوريان الشماليان، اللذان أسرا في منطقة كورسك العناية الطبية اللازمة".
وفقا لتقديرات أوكرانية وكورية جنوبية، أرسلت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 10 آلاف جندي إلى روسيا، حيث تشير التقارير إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى بين صفوفهم منذ بدء مشاركتهم في القتال في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وتتفاوت التقديرات حول الخسائر، إذ صرّحت كوريا الجنوبية بأن عدد القتلى والجرحى يتجاوز 1000، بينما قدّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العدد بـ3000.
دور القوات الكورية الشمالية في القتال
تشير التقارير إلى أن القوات الكورية الشمالية تُستخدم في أدوار مشاة في منطقة كورسك الروسية، وهي منطقة يحاول الجيش الروسي استعادتها من أوكرانيا.
في البداية، كان يُعتقد أن نقص الخبرة القتالية لهذه القوات سيؤدي إلى تكليفهم بمهام غير قتالية، لكن التقارير الأحدث تشير إلى مشاركتهم المباشرة في القتال.
وأعلن مسؤول عسكري أمريكي كبير، أنّ القوات الكورية الشمالية تكبّدت "مئات" الضحايا بين قتيل وجريح في القتال ضدّ قوات كييف في منطقة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا.
وأرجع المسؤول العسكري الأمريكي سبب هذه الخسائر الكبيرة إلى افتقار القوات الكورية الشمالية إلى خبرات قتالية بالدرجة الأولى.
وقال "هؤلاء ليسوا جنودا متمرّسين في المعارك. لم يسبق لهم أن شاركوا في القتال"، مشيرا إلى أنّ هذا الأمر ساهم على الأرجح في "تكبدّهم الخسائر".
قدرات القوات الكورية الشمالية
تُعد كوريا الشمالية من بين الدول التي تمتلك أحد أكبر الجيوش في العالم، بعدد قوات نشطة يبلغ 1.28 مليون جندي. ورغم ذلك فإن جيش الشعب الكوري يفتقر إلى خبرة القتال الفعلي.
وفقا للخبير الأمني مايكل مادين، فإن الجنود الكوريين الشماليين مدربون على تحمل الألم النفسي والجسدي، ما يجعلهم قادرين على مواجهة التحديات حتى مع نقص خبرتهم الميدانية.
من بين القوات المرسلة إلى روسيا، تشير التقارير إلى مشاركة أفراد من "الفيلق 11"، المعروف باسم "فيلق العاصفة"، والذي يتمتع بخبرة خاصة في التسلل وتخريب البنية التحتية وعمليات الاغتيال.
ويُعتقد أن موسكو تدفع لبيونغ يانغ نحو 2,000 دولار لكل جندي شهريًا، وهو مبلغ يذهب معظمه إلى خزائن الدولة الكورية الشمالية.
من جانبها، قد تحصل كوريا الشمالية على تقنيات عسكرية روسية مقابل هذا الدعم، وهو ما لم تكن موسكو لتوافق عليه في ظروف أخرى.
تقدم روسي في الشرق
في المقابل وعلى الجبهة في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن وحدات من مجموعة الوسط "حررت" بلدة شيفتشينكو على بعد نحو 10 كيلومترات شمال غرب وسط كوراخوف.
وأفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، بأن السيطرة على بلدة شيفتشينكو تسمح بالحد من إطلاق القوات الأوكرانية النار على مدينة كوراخوف ومواصلة الجيش الروسي التقدم نحو الحدود الغربية لمنطقة دونيتسك.
كما أعلنت موسكو الإثنين الماضي السيطرة على كوراخوف التي تشكل موقعا دفاعيا مهما للقوات الأوكرانية في جنوب حوض دونباس
aXA6IDMuMTQ1LjcxLjI0MyA=
جزيرة ام اند امز