"بابا نويل" يأتي مبكرا.. الكونغرس يضغط لتحقيق الأمنية الأخيرة لكييف
الضوء الأخضر الأمريكي لمنح أوكرانيا مقاتلات إف-16 فتح الباب لتحقيق الأمنية الأخيرة الكبرى لكييف.
يحث الكونغرس الأمريكي الآن إدارة الرئيس جو بايدن من أجل إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى الجيش الأوكراني الذي يتأهب منذ أشهر لشن هجوم في الربيع لاستعادة السيطرة على أراضٍ فقدها في شرق البلاد.
وفي خطاب إلى الرئيس بايدن -حصلت عليه مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية- حث قادة لجنة هسلنكي الحزبية البيت الأبيض على إعطاء الضوء الأخضر لإرسال أنظمة أتاكمز الأمريكية إلى أوكرانيا، وهو سلاح يمكن إطلاقه من أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق التي قدمتها الولايات المتحدة إلى كييف، وضرب أهدافا روسية على بعد حوالي 200 ميل.
وكتب النائبان جو ويلسون وستيف كوهين في الخطاب المؤرخ في 25 مايو/أيار، والذي يحمل توقيع النائبة فيكتوريا سبارتز، العضوة في اللجنة: "الآن بما أنه تم اتخاذ القرار بشأن إرسال مقاتلات إف-16، حان الوقت للالتزام بالنصر الكامل لأوكرانيا وتسليم جميع الأدوات اللازمة".
وأضاف الخطاب: "تقريبا كل نظام سلاح طلبته أوكرانيا تم تسليمه بعد ضغوط شديدة. دعونا لا ننتظر حملة ضغط أخرى لإرسال أتاكمز".
وبحسب "فورين بوليسي"، يعتقد بعض أعضاء الكونغرس والمسؤولون الأمريكيون أن تسليم أتاكمز إلى أوكرانيا قد يكون حاسما في تعريض القوات الروسية والسفن والقواعد على الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا للخطر.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن مدى أنظمة أتاكمز يبلغ أربعة أضعاف مدى أنظمة هيمارس.
وقال المشرعون: "لن يساعد ذلك أوكرانيا على تدمير أسلحة الحرب الروسية المستخدمة لقتل المدافعين والمدنيين الأوكرانيين فحسب، وإنما سيؤدي أيضًا إلى دفع الوحدات وسلاسل التوريد الروسية بعيدًا عن الجبهة، ما يعقد بشكل كبير قدرتها على مواصلة حرب الإبادة الجماعية هذه"، على حد زعم الرسالة.
وأضاف المشرعون: "كلما قلت الإمدادات والأسلحة التي تصل إلى القوات الروسية، قلت قدرتهم على السيطرة على الأراضي الأوكرانية".
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن إدارة بايدن -كما فعلت طوال فترة الحرب- قدمت عددًا من الأسباب لعدم إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا؛ إذ أعرب المسؤولون عن قلقهم من استهداف أوكرانيا لأهداف في روسيا، ما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب.
وذكرت المجلة أن خطط الحرب الأمريكية تتطلب أيضًا إبقاء أنظمة أتاكمز جاهزة في حال نشوب حرب مع الصين أو روسيا أو كوريا الشمالية.
وازداد صخب قرع الطبول لإرسال الأسلحة التي تحتاج إليها أوكرانيا بعد حملة الضغط التي قادتها بريطانيا لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16، الأمر الذي تكلل بإعلان بايدن عن دعمه لخطة في قمة مجموعة السبع في هيروشيما الأسبوع الماضي.
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن ويلسون وكوهين وسبارتز، المشرعين الذين يحثون بايدن على اتخاذ الخطوة التالية في إرسال أنظمة أتاكمز إلى أوكرانيا، عادوا مؤخرا من زيارة لأوكرانيا ضمن وفد أمريكي، حيث أخبرهم المسؤولون الأوكرانيون بأن جيشهم يدرأ الروس بجميع مناطق ساحة المعركة، عدا السماء.
وبدأ حلفاء الولايات المتحدة أخيرًا في إرسال أسلحة طويلة المدى إلى أوكرانيا، في محاولة لمزيد من إثارة المسألة في واشنطن. وفي مطلع مايو/أيار، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن المملكة المتحدة ستزود أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" التي يمكنها ضرب أهداف على بعد حوالي 155 ميلا.
ويأتي الدفع المتجدد لإرسال أسلحة طويلة المدى إلى أوكرانيا في الوقت الذي بدأت فيه كييف الاستعداد لهجوم الربيع الذي طال انتظاره، حيث استهدفت العمليات معظم الخطوط الأمامية الروسية هذا الأسبوع، بما في ذلك أهداف عبر الحدود في منطقة بيلغورود الروسية.
ويصر المشرعون الأمريكيون على أن إرسال أنظمة أتاكمز سيساعد الأوكرانيين على إتمام النصر.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز