في عيده الـ100.. شرارة حرب أوكرانيا بميزان كيسنجر
كما كان على مر التاريخ، يطرح هنري كيسنجر أو "ثعلب السياسة" الأمريكية كما يوصف، في مئوية ميلاده، قراءته لملفات شائكة بينها حرب أوكرانيا.
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قال كيسنجر الذي تقلد سابقا منصب وزير الخارجية الأمريكية، إن رغبة واشنطن في جعل أوكرانيا عضوا بحلف شمال الأطلسي (الناتو) كان خطأ فادحا، وأدى إلى الصراع الحالي.
وأضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق أنه "على مدار قرون، تمتعت روسيا بنفوذ كبير في المنطقة، لكن موقفها من أوروبا كان متناقضًا؛ نظرًا لأن موسكو كانت مهتمة بتعزيز العلاقات معها من أجل تنميتها، مع توخي الحذر من التهديدات المحتملة القادمة من الغرب."
ويعتقد كيسنجر أن هذا التناقض أدى أيضًا إلى الصراع في أوكرانيا، قائلا: "أعتقد أن عرض انضمام أوكرانيا إلى الناتو كان خطأ جسيما وأدى إلى هذه الحرب".
ومع ذلك، رأى أن إدارة بايدن فعلت "عدة أشياء" بشكل صحيح، مضيفا: "أدعمهم بشأن أوكرانيا".
وتابع: "من وجهة نظري، تم الفوز بالحرب، فيما يتعلق بمنع هجوم روسي على الدول الحليفة في أوروبا"، ومع ذلك، يعتقد أن هناك "مخاطر أخرى يمكن أن تنشأ من روسيا."
مئوية
ويحتفل كيسنجر، اليوم السبت، بعيد ميلاده المائة، ويعتبر المسؤول الوحيد في التاريخ الأمريكي الذي عمل وزيراً للخارجية ومستشاراً رئاسيا للأمن القومي، وذلك بعهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.
ويعد كيسنجر، بحسب وكالة "تاس" الروسية، بطريرك الدبلوماسية الأمريكية، مسترشدًا ببراغماتيته في شؤون السياسة الخارجية؛ حيث لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل سياسة واشنطن في السبعينيات بشأن مجموعة واسعة من القضايا.
من جانبها، استشهدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ببعض من أدواره على الصعيد العالمي، إذ قالت إن كيسنجر سافر سرا إلى بكين في يوليو/تموز عام 1971 في مهمة لإنشاء علاقات مع الصين، مما مهد الطريق لزيارة تاريخية لنيكسون الذي طلب المساعدة في إنهاء حرب فيتنام.
وساهم انفتاح الولايات المتحدة على بكين المعزولة آنذاك في صعود الصين لتصبح قوة تصنيعية وأكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
ومنذ مغادرته منصبه، قدم كيسنجر المشورة للشركات بشأن الصين - وحذر من التحول المتشدد في سياسة الولايات المتحدة.
كما أجرى بسرية تامة وتزامناً مع قصف هانوي، مفاوضات مع السياسي والمحارب الفيتنامي لي دوك ثو لإنهاء حرب فيتنام. ومع توقيعه وقف إطلاق النار، منح جائزة "نوبل" للسلام مع الفيتناميين الشماليين في 1973، في واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل في تاريخ "نوبل".
وكرس كيسنجر الكثير من وقته للشرق الأوسط ونظم جسرًا جويًا ضخمًا، في عملية عشب النيكل، لإعادة إمداد إسرائيل الحليفة بالأسلحة في حرب أكتوبر /تشرين الأول عام 1973، حينما شنت مصر وسوريا هجومها لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 5 يونيو/حزيران عام 1967.
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA== جزيرة ام اند امز