الأزمة الأوكرانية.. ضجيج المعارك ما زال حبيس غرف المفاوضات
ما زال ضجيج المعارك في أوكرانيا حبيس غرف المفاوضات فيما تتسارع الجهود الدبلوماسية لتخفيف حدة التوتر المتنامي بين كييف وموسكو.
واليوم الإثنين، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إنه طلب إجراء اتصال هاتفي مع نظيره البيلاروسي فيكتور خرينين.
وبيلاروسيا حليف رئيس لروسيا، ويجري الجانبان حاليا مناورات استراتيجية كبرى باستخدام أسلحة نووية كما تنتشر قوات روسية في أراضي بيلاروسيا.
ووفقا لوكالة "بلومبرج" للأنباء، أكد ريزنيكوف مجددا وجود اتفاق سابق مع خرينين للتعاون المباشر.
وقال ريزنيكوف للصحفيين في كييف إنه كتب رسالة إلى خرينين وأرسلها عبر الملحق البيلاروسي في أوكرانيا "ليسأله مباشرة عما يجري"، وذلك بعد الإعلان عن استمرار التدريبات العسكرية المشتركة لبيلاروسيا وروسيا.
وأعلن ريزنيكوف عن تقديرات بمشاركة نحو تسعة آلاف جندي روسي في التدريبات في بيلاروسيا.
وقال الوزير الأوكراني إنه ليس هناك قوة عسكرية كافية في بيلاروس لتوجيه ضربة ضد أوكرانيا، مضيفا أن وجود القوات يشكل مناورة تهديد.
كما أكد ريزنيكوف مجددا أنه لا توجد قوة ضاربة في الوقت الحالي في أي مكان بالقرب من حدود أوكرانيا.
وتحاول كييف تخفيف التصعيد بين موسكو وواشنطن التي أكدت في وقت سابق حصولها على معلومات استخباراتية عن خطة الغزو الروسي وهو ما مثل ضغطا على أوكرانيا أيضا.
الهجوم بدأ فعلا
وفي بروكسل بدت اللهجة مختلفة، حيث قال وزير الخارجية الليتواني جابرييليوس لاندسبرجيس إن الضغط الاقتصادي والعسكري الذي تمارسه روسيا على أوكرانيا يصل فعليا إلى مستوى هجوم.
ويشارك الوزير الليتواني في محادثات في بروكسل مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي.
وقال لاندسبرجيس إن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى أن يكون "واضحا للغاية بشأن الوضع.. أوكرانيا تتعرض بالفعل للهجوم"، داعيا التكتل إلى بحث فرض عقوبات الآن وليس مجرد إعدادها للتنفيذ في حالة الغزو كما هو مخطط.
كما قال إن ليتوانيا بصفتها دولة بلطيقية لديها "مقعد في الصف الأول للتعامل مع الوضع بالكامل". وقال لاندسبرجيس للصحفيين إنه بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية الضخمة التي تواجهها أوكرانيا "عليكم أن تتخيلوا أن الدولة محاطة بجيش أجنبي مع تهديد الغزو".
وأوضح الوزير أيضا أن الإعلان عن بقاء القوات الروسية في بيلاروسيا - جارة ليتوانيا - غيَّر الحسابات الأمنية لأوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) . وقال: "ما نراه هو في الواقع احتلال بطيء للغاية لأراضي ودولة بيلاروسيا".
وتخشى ليتوانيا من مواجهة مصير أوكرانيا إذا ما نجحت روسيا في إسقاط كييف.
العقوبات.. صرخة أوكرانية
ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات فورية على موسكو، لإظهار أنه "ينفذ ما يقوله"، بدلا من انتظار الغزو الروسي المرتقب.
وقال كوليبا إن هناك "أسبابا وجيهة ومشروعة لفرض بعض العقوبات على الأقل الآن"، واتخاذ إجراءات لمنع الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف: "هناك الكثير من القرارات التي يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي الآن لتوصيل رسائل واضحة إلى روسيا مفادها أنه لن يتم التسامح مع التصعيد".
ورحب كوليبا بالاقتراح الفرنسي لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الأزمة الأوكرانية.
تجاوب فرنسي
من جانبه، قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير إن الاتحاد الأوروبي جاهز لفرض عقوبات على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا.
وقال لومير في حديث لتلفزيون بلومبرج إن أوروبا عانت بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة، ولكن التداعيات الاقتصادية للعقوبات سوف تكون أعمق بالنسبة لروسيا.
وأضاف اليوم الإثنين" نحن ندرك التداعيات بالنسبة لاقتصاد الاتحاد الأوروبي".
وأوضح "ولكن المبدأ السياسي أكثر أهمية: نحن نرفض أي نوع من الهجوم على سيادة أوكرانيا".
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز