جونسون في كييف.. لماذا يلعب بـ"ورقة أوكرانيا"؟
يبدوا أن زيارة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون إلى أوكرانيا، لها هدف آخر بخلاف دعم كييف وهو "تقويض سلطة" ريشي سوناك، وفق تقارير غربية.
فجونسون الذي زار، الأحد، أوكرانيا للمرة الرابعة على التوالي، التقى بالعاصمة كييف، الرئيس فلاديمير زيلينسكي.
ومنذ بدء الصراع في أوكرانيا، زار جونسون كييف ثلاث مرات أثناء عمله كرئيس للوزراء، وكانت آخر مرة في نهاية أغسطس/ آب الماضي، قبل وقت قصير من فقدانه لمنصبه أمام ليز تراس، ثم زيارته الأخيرة اليوم الأحد.
ووفقا لصحيفة "الغارديان"، يحاول جونسون لعب دور أحد الحلفاء الرئيسيين لأوكرانيا على المسرح العالمي، على أمل العودة إلى السلطة.
وبحسب الصحيفة، فإن الزيارة تهدد بتقويض سلطة ريشي سوناك، الذي يرأس حاليا الحكومة البريطانية وحزب المحافظين الحاكم.
وزار، جونسون، كييف بشكل مفاجئ، وتعهد بأن بريطانيا "ستساند أوكرانيا طالما لزم الأمر".
وخلال جولته زار بوروديانكا وبوتشا، بضواحي العاصمة الأوكرانية التي يُضرب الغرب بها المثل في الفظائع، حينما اتجهت القوات الروسية نحو كييف في المرحلة الأولى من الحرب قبل صدها.
وقال جونسون لحاكم بوتشا "يمكنني إخبارك بأن المملكة المتحدة ستساند أوكرانيا طالما لزم الأمر".
وأضاف متحدثا بالاستعانة بمترجم فوري:"ستنتصرون وستطردون جميع الروس من بلادكم، لكننا سنظل هناك لأطول أمد.. وسنريد أيضا مساعدتكم في إعادة الإعمار".
ونفى جونسون إشارات إلى أن تحركاته في أوكرانيا ربما يُنظر إليه على أنها إضعاف لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
أوكرانيا و"المقعد الآمن"
ووفق مراقبين فإن جونسون قد يقبل بصفقة تجنبه مواجهة سوناك.
والصفقة المحتملة التي تحدثت عنها صحيفة " التايمز" البريطانية، الجمعة الماضية، تقضي بأن "يؤمن سوناك مقعدا آمنا في الانتخابات المقبلة لجونسون مقابل عدم منافسته على زعامة حزب المحافظين".
ويخشى معسكر سوناك من أن يدفع أداء غير جيد للحزب في الانتخابات المحلية المقررة في مايو/ أيار المقبل، بمعسكر جونسون لمزاحمته على الزعامة.
وبعد 4 أشهر من مغادرة جونسون لداونينغ ستريت، ما زالت مجموعة داخل معسكره تأمل في أن يعود لرئاسة الوزراء قبل الانتخابات العامة المقبلة.
وتراجع جونسون عن منافسة رئيس الوزراء الحالي بعد استقالة تراس، لكن من غير المرجح أن يبتعد رئيس الوزراء الأسبق عن السياسة، حيث قال أحد حلفائه: "سيجد صعوبة بالغة في التخلي عنها."
وفكر جونسون في الترشح أمام سوناك لخلافة ليز تراس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قبل التوصل إلى أنه لن يكون قادرا على تشكيل حكومة فاعلة.
بريطانيا ودعم أوكرانيا
وعلى صعيد دعم أوكرانيا، فبخلاف زيارات جونسون، تعهدت بريطانيا، بمواصلة دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا "حتى يتحقق السلام"، وذلك خلال لقاء سابق في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي جمع رئيس أوكرانيا مع رئيس وزراء بريطانيا.
وقال ريشي سوناك آنذاك، إن بريطانيا ستواصل دعم كييف في حربها مع روسيا "حتى تحقق السلام".
وأضاف أمام الرئيس فولوديمير زيلينسكي:"أنا هنا اليوم لأقول إن المملكة المتحدة ستواصل دعمكم، سنقف إلى جانبكم حتى تحقق أوكرانيا السلام والأمن اللذين تحتاجه إليهما وتستحقهما".
وتابع، أننا سنعمل على إعادة بناء المدارس ومحطات الطاقة ونقدم دعما عسكريا جديدا لأوكرانيا، ونتطلع إلى عقد اجتماع الصيف المقبل لإعادة إعمار أوكرانيا.
ولفت إلى أن بريطانيا ستقدم حزمة دفاع جوي بقيمة 50 مليون جنيه استرليني (59.4 مليون دولار)، تشمل أسلحة مضادة للطائرات وتقنيات لمكافحة الطائرات المسيرة المقدمة إلى روسيا من إيران.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg
جزيرة ام اند امز