دبابات "تشالنجر 2" لأوكرانيا.. هل أراد جونسون التخلص منها؟
قالت صحيفة "إندبندنت" إن بوريس جونسون أراد التخلص من دبابات الجيش البريطاني، التي سيجري إرسالها إلى أوكرانيا، قبل عام من بدء الحرب.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن "رئيس الوزراء السابق أراد التخلص منها لأنه يعتقد أنها لم تعد مجدية في ساحة المعركة".
وأشارت إلى أن جونسون اقترح إلغاء أسراب دبابات "تشالنجر 2" خلال مراجعة ميزانية الدفاع لعام 2021، ولم يثنه عن القيام بذلك سوى الضغوط الشديدة التي مارسها قادة الجيش البريطاني، وفقًا لمصادر عسكرية.
ونوهت الصحيفة إلى أن هناك إجماعا واسع النطاق في الوقت الحالي بين حلفاء أوكرانيا الغربيين على حاجة كييف الماسة للحصول على دبابات حديثة، في الوقت الذي يستعد فيه الكرملين للمرحلة التالية من الحرب.
وقال ضابط عسكري بارز على اطلاع بتفاصيل المناقشات في ذلك الوقت: "كان علينا أن نقاتل بضراوة للاحتفاظ بأي قدرة مدرعة في الجيش.
وأضاف الضابط "كان رئيس الوزراء والعديد من مستشاريه المدنيين مقتنعين بأن الدبابة، على وجه الخصوص ، لم تعد ذات صلة بالحرب الحديثة".
وقال جونسون، خلال مثوله أمام لجنة الاتصال بمجلس العموم في 17 نوفمبر/ تشرين ثاني 2021، إنه : "علينا أن ندرك أن المفاهيم القديمة لخوض معارك الدبابات الكبيرة على الأراضي الأوروبية قد ولت، وأن هناك أشياء أخرى أفضل يجب أن نستثمر فيها مثل منظومات القتال الجوي المستقبلي والإنترنت؛ هكذا ستكون الحرب في المستقبل".
حاجة أوكرانيا دفعت الحكومة البريطانية للإعلان عن إرسال دبابات تشالنجر 2. ومن المتوقع أيضًا أن تزود ألمانيا كييف بدبابات ليوبارد2 استعدادًا لقتال واسع النطاق من المقرر أن يستأنف بمجرد انتهاء فصل الشتاء.
وقام جونسون، الذي كان مؤيدًا قويًا لفولوديمير زيلينسكي، بحملة من أجل زيادة كبيرة في الأسلحة الغربية الحديثة من أجل كييف. وأخبر مجلس العموم مؤخرًا: "سيعرف مجلس النواب أن الإمدادات من المعدات البريطانية والأمريكية وغيرها من المعدات الغربية كانت حيوية للغاية في مساعدة أصدقائنا الأوكرانيين على حماية أنفسهم من الهجمات الروسية المستمرة والقسوة".
وعقب إعلان المملكة المتحدة عن إرسال دبابات "تشالنجر 2" إلى أوكرانيا، هددت روسيا بتدميرها.
وحينها اتهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الغرب بالتورط فيما وصفه "حرب بالوكالة".
وقال بيسكوف "إنهم يستخدمون هذا البلد كأداة لتحقيق أهدافهم المعادية لروسيا"، محذرا من أن هذه الدبابات ستحترق مثل باقي الدبابات.
وجاء القرار البريطاني تزويد كييف بالدبابات، في البداية بتسليم حوالي 14 دبابة، عقب مكالمة هاتفية بين ريشي سوناك وزيلينسكي.
وأشارت الصحيفة إلى احتمالية زيارة جونسون لأوكرانيا، حيث لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بعد دعمه القوي عندما كان رئيسًا للوزراء.
ويرى بعض قادة الجيش والدبلوماسيين البريطانيين، أن وجوده هناك سيقوض سلطة سوناك.
كما أن هناك مخاوف من أن يؤدي نهج جونسون "التصريحات المتهورة" إلى تنفير الحلفاء الغربيين.