دبابات بريطانية وألمانية لأوكرانيا.. هل يتغير واقع الحرب؟
مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الأول، يظل غياب المؤشرات على قرب نهايتها بعيدة عن الأفق.
تصميم روسيا على تحقيق أهدافها، ومواصلة الغرب دعم أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة التي تعتبرها موسكو "استفزازا" يجعل أمد الحرب يطول، وفق محللين.
منظومة صواريخ "باتريوت" ثم الدبابات، أسلحة كانت في بداية الحرب التي اندلعت فبراير/ شباط الماضي، "محرمة" على أوكرانيا لكن مع تغير الأوضاع على الأرض، وإلحاح كييف المستمر جعلها متاحة رغم التحذيرات الروسية.
الإشارات الغربية بقرب إرسال شحنات أسلحة جديدة من بينها الدبابات، دفع البعض للتساؤل هل يتغير الواقع على أرض المعركة لصالح كييف؟ خاصة مع تحقيقها العديد من التقدمات مؤخرا في ساحة المعركة.
واليوم الإثنين، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، أنه ينتظر موافقة ألمانيا بسرعة لتزويد أوكرانيا بدبّابات من نوع "ليوبارد"، قبل توجهه إلى برلين حيث يعتزم مناقشة إرسال شحنات أسلحة لكييف.
وكانت بولندا أعلنت استعدادها لتسليم مثل هذه الدبابات المتطورة الألمانية الصنع لكييف، ولكن الأمر يتطلب موافقة رسمية من برلين.
وقال رئيس الوزراء البولندي قبل توجهه إلى برلين حيث سيعقد محادثات مع مسؤولين سياسيين ألمان من مختلف التوجهات السياسية "لا يمكنني أن أتخيّل الوضع في حال لم تُمنح الموافقة سريعاً".
وذكر مستشار السياسات الدولية للرئيس البولندي أندريه دودا، مارسين برزيداك للإذاعة الرسمية "زد أي تي" ZET أن "بولندا مستعدة لإرسال دبابات ليوبارد" لتحفيز الآخرين.
وقال دودا، الأسبوع الماضي من لفيف في غرب أوكرانيا، إن بلاده مستعدّة لأن تزوّد كييف بالدبابات التي طلبتها على أن يحصل ذلك "في إطار تحالف دولي".
وكشفت بريطانيا في وقت سابق السبت أنها سترسل إلى أوكرانيا 14 من دباباتها القتالية من طراز "تشالنجر 2"، بالإضافة إلى دعم مدفعي متقدم آخر في الأسابيع المقبلة.
تحذيرات روسية
وعلى الجانب الآخر، قال الكرملين، إن الدبابات التي تخطط بريطانيا لإرسالها إلى أوكرانيا "ستحترق"، محذرا الغرب من أن إمداد أوكرانيا بأسلحة أكثر تطورا لن يغير نتيجة الحرب.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردا على سؤال عن الدبابات البريطانية "إنهم يستخدمون هذا البلد (أوكرانيا) أداة لتحقيق أهدافهم المعادية لروسيا".
وأضاف بيسكوف "هذه الدبابات تحترق وستحترق مثل باقي الدبابات"، أن الإمدادات الجديدة من دول مثل بريطانيا وبولندا لن تغير الوضع على الأرض، لكنها محاولة لإطالة أمد الصراع، قائلا إن هذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى "المزيد من المشكلات" لأوكرانيا.
وقال بوتين في مقابلة أُذيعت الأحد إن العملية العسكرية في أوكرانيا اكتسبت قوة دافعة، ويأمل في أن يحقق جنوده انتصارات أكثر .
ومنذ أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات بدخول أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات، بما فيها أنظمة صواريخ وطائرات مسيرة ومركبات مدرعة وأنظمة اتصالات.
وكانت أوكرانيا طالبت برلين خلال الأشهر الماضية بتزويدها بدبابات ليوبارد، لكن المستشار أولاف شولتس صرح في أكثر من مناسبة أن ألمانيا لن تتصرف إلا بالتنسيق مع حلفائها بشأن هذه القضية، لكن، في الأسبوع الماضي، وبعد محادثات هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار، أصدر الطرفان بيانا مشتركا، ذكرا فيه أن الإدارة الأمريكية ستزود أوكرانيا بعربات مدرعة من طراز برادلي، في حين ألمانيا ستزودها بعربات "ماردر" المدرعة.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن العسكريين الأمريكيين بدأوا الأحد تدريب العسكريين الأوكرانيين في الأراضي الألمانية.
ونقلت الوكالة عن رئيس أركان القوات الأمريكية، مارك ميلي، قوله: "بدأ في ألمانيا، الأحد، التدريب القتالي الموسع الجديد للقوات الأوكرانية من قبل القوات المسلحة الأمريكية".