كيف وجدت أوكرانيا نفسها "داعمة" لكوريا الشمالية؟
الحكومة الأوكرانية تنفي تزويد كوريا الشمالية بمحركات صواريخ بالستية بعد تقرير لـ"نيويورك تايمز" يدعي أن مصنعا أوكرانيا أنتج المحركات
كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الإثنين، عن أن نجاح اختبارات كوريا الشمالية للصواريخ البالستية العابرة للقارات يرجع إلى عمليات شراء بالسوق السوداء لمحركات صواريخ قوية من مصنع أوكراني ذي خلفية تاريخية مع برنامج روسيا الصاروخي، وهو ما نفته الحكومة الأوكرانية والشركة المتهمة المملوكة للدولة.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي تدعي فيه أن الصواريخ الكورية الشمالية القادرة على الوصول للولايات المتحدة أصبحت ممكنة فقط بسبب المصنع الأوكراني، إنها استندت في ادعائها على تحليل خبير تم نشره، الإثنين، بجانب تقييمات سرية أجرتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
وتحاول الدراسات حل لغز قدرة كوريا الشمالية فجأة على النجاح بعد سلسلة من اختبارات الصواريخ الفاشلة، والتي قد يرجع إخفاق بعضها إلى عمليات تخريب أمريكية لسلاسل توريد تلك الصواريخ أو بهجمات إلكترونية على مهمات إطلاقها.
وأشارت الصحيفة إلى دراسة حديثة نشرها مايكل إليمان خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قال فيها إنه بعد تلك الإخفاقات غيرت كوريا الشمالية تصميماتها ومزوديها خلال العامين الماضيين.
- كيف أصبح زعيم كوريا الشمالية أحد أكثر ديكتاتوريي العالم رعبا؟
- زعيم كوريا الشمالية يتسلم خطة قصف جزيرة جوام بالصواريخ
ومن جهتها، نفت أوكرانيا، الإثنين، بشكل قاطع تزويدها كوريا الشمالية بتكنولوجيا دفاعية ، ردا على تقرير "نيويورك تايمز"، حيث قال أمين عام مجلس الأمن والدفاع الأوكراني أولكسندر تورتشينوف، إن "أوكرانيا لم تزود كوريا الشمالية على الإطلاق بمحركات أو أي نوع من التكنولوجيا الصاروخية".
وقال محللون درسوا صور زعيم كوريا الشمالية أثناء تفقده لمحركات الصاروخ الجديد إنها تنبثق من التصميمات التي كانت المشغل الرئيس لترسانة صواريخ الاتحاد السوفيتي يوما ما، مؤكدين أن تلك المحركات قوية لدرجة تجعل الصاروخ الواحد قادر على قذف 10 رؤوس نووية حرارية بين القارات.
وربط المحللون تلك المحركات بمواقع سوفيتية سابقة معدودة، وهو ما جعل محققو الحكومة الأمريكية والخبراء يركزون في تحقيقاتهم على مصنع للصواريخ في مدينة دنيبرو بأوكرانيا والذي كان خلال الحرب الباردة يصنع أكثر الصواريخ فتكا في ترسانة الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك العملاق "إس إس-18"، وحتى بعد انحلال الاتحاد السوفيتي واستقلال أوكرانيا ظل المصنع نفسه أحد الموردين الرئيسين للصواريخ لروسيا.
لكن منذ رحيل الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتش في 2014 مر المصنع الذي تملكه الحكومة ويعرف باسم "يوجماش" بأوقات صعبة، بعد أن ألغى الروس عدة تحديثات لترسانتهم النووية ليصبح المصنع غير مستخدم بشكل كاف ومدفون في فواتير غير مدفوعة.
ويعتقد الخبراء أنه من المرجح جدا أن يكون هذا المصنع هو مصدر المحركات التي شغلت في يوليو/تموز الماضي اختباري كوريا الشمالية لصاروخين بالستيين عابرين للقارات، واللذين كانا أول ما يشير إلى قدرة بيونج يانج على الوصول لهذا المدى -بعيدا عن الدقة أو تقنية الرؤوس النووية- لتهديد الولايات المتحدة.
إلا أن شركة "يوجماش" الأوكرانية المملوكة للدولة أكدت، الإثنين، أنها لم تنتج صواريخ باليستية من الفئة العسكرية منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، مضيفة في بيان نشرته على موقعها على الإلكتروني: "خلال سنوات الاستقلال لم تنتج يوجماش، ولا تنتج حاليا، صواريخ أو أنظمة صواريخ عسكرية".
لكن الصحيفة نقلت عن محققين أمريكيين لا يصدقون إنكار شركة "يوجماش"، قائلين إنه لا يوجد دليل على أن حكومة رئيس الوزراء الأوكراني بيترو بوروشينكو -الذي زار البيت الأبيض مؤخرا- لديها أي معرفة أو سيطرة على ما يحدث داخل المصنع.