قادة الجيش الأمريكي يدعمون الحل الدبلوماسي مع كوريا الشمالية
يدعمون بهدوء جهود تيلرسون لاستخدام الضغط الدبلوماسي والاقتصادي لتجنب المواجهة
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن تركيز الولايات المتحدة لا يزال منصبا على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع كوريا الشمالية، حتى في الوقت الذي يجهز فيه الجيش لخطة حرب.
وأضافت الصحيفة أنه في ظل المشادات الكلامية النارية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، يدعم الجيش الأمريكي بهدوء جهود وزير الخارجية ريكس تيلرسون لاستخدام الضغط الدبلوماسي والاقتصادي لتجنب المواجهة.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، كتبت الصحيفة أنه في أول تصريحات علنية منذ تصاعد الأزمة مع إطلاق كوريا الشمالية ثاني صواريخها الباليستية العابرة للقارات أواخر الشهر الماضي، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد: "بصفتي قائد عسكري يجب أن أتأكد من أن الرئيس يتمتع بخيارات عسكرية قابلة للتطبيق في حال فشلت حملة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي".
وتابع قائلاً: "حتى ونحن نطور هذه الخيارات، ندرك عواقب تنفيذها، وهذا يجعل لدينا شعورا بالحاجة الماسة إلى التأكد من أننا نبذل كل ما في وسعنا لدعم مسار تيلرسون الحالي".
وقال مسؤولون عسكريون، إن الجنرال دونفورد بدأ جولة في المنطقة، الأحد، توقف خلالها من أجل لقاء رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، إلى جانب المسؤولين والقادة العسكريين المعينين حديثا، على أن يغادر الإثنين متوجها إلى بكين، وبعدها لطوكيو.
وتأتى زيارة دونفورد فى الوقت الذي قال فيه مسؤولو إدارة ترامب إن الحرب مع كوريا الشمالية ليست وشيكة.
وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي"، الأحد، صرح المستشار الأمريكي لشؤون الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر "إننا لسنا أقرب إلى الحرب قبل أسبوع مضى، لكننا أقرب إلى الحرب مما كنا عليه قبل 10 سنوات".
وترددت أصداء هذا التقييم في تصريح لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو الذي استبعد احتمالية أن تشن كوريا الشمالية هجوما "وشيكا".
ورجحت الصحيفة أن الجيش لا يبدو أنه يستعد للحرب، حيث لم ترسل قوات إضافية إلى شبه الجزيرة الكورية نتيجة للأزمة، ولم يحدث أي نشر جديد للسفن أو الغواصات.
وذكر مسؤولون عسكريون أن أكثر من 28 ألف جندي أمريكي متمركزون في كوريا الجنوبية لم يتم وضعهم في حالة تأهب قصوى، وحقيقة أن الجنرال دونفورد وزوجته، إلين، يتجولان في المنطقة هذا الأسبوع يعزز الشعور بأنه لا يوجد خطر وشيك من الحرب.
وعلى الرغم من ذلك، قال كل من ماكماستر وبومبيو، إن ترامب ملتزم بمنع كوريا الشمالية من حيازة صواريخ نووية يمكن أن تضرب الولايات المتحدة، وقبول بيونغيانغ مسلحة نووياً ليس خياراً، لأن الردع لن يفلح مع نظام كيم، الذي وصفه بومبيو بأنه "زعيم مارق".
وبينما يرفض الجيش الأمريكي التحدث علانية عما يمكن أن يفعله عسكرياً، يقول مسؤولون عسكريون إن ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية ما زالت غير محتملة.
علاوة على ذلك، فإن إثناء ترامب عن مسار عمل معين يتطلب عادة من المستشارين تقديم الدفوع على نحو متكرر، ويعتقد المستشارون العسكريون الذين لا يؤيدون ضربة وقائية أنه سيتعين عليهم إبقاء الرئيس مقتنعاً بأن الولايات المتحدة لن تكون حكيمة في اتخاذ هذا النهج، وفقا لما ذكرته مصادر في واشنطن على دراية بهذا الأمر.
وبينما قال الجنرال دونفورد إن الهدف من زيارته إلى سيول التي تقع على بعد 35 ميلا (56.33 كلم) إلى الجنوب من الحدود مع كوريا الشمالية، هو طمأنة حليف مهم، رجح مسؤولون أنه من المتوقع أن يبحث الخيارات التي يمكن أن تنفذها القوات الأمريكية والكورية الجنوبية في حالة وقوع نزاع.
ولفت مسؤولون في قيادة المحيط الهادئ، إلى أن دونفورد سيبحث أيضا مع الرئيس مون نشر منظومة الدفاع الصاروخي للمناطق العالية (ثاد)، فبعد مناقشات موسعة بين البلدين، تم نشر بطارية "ثاد" بالقرب من ملعب للجولف في كوريا الجنوبية في ربيع هذا العام للمساعدة في الدفاع ضد أي إطلاق صواريخ من الشمال.
وفي غضون ذلك، ستبدأ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قريبا تدريباتهما العسكرية السنوية المشتركة، المعروفة باسم "أولتشي فريدوم جارديان"، وهي عملية قيادة وسيطرة لمدة أسبوعين تختبر في المقام الأول دمج القوات الأمريكية وكوريا الجنوبية.