كيف أصبح زعيم كوريا الشمالية أحد أكثر ديكتاتوريي العالم رعبا؟
على مدار 50 عاما اعتاد العالم على أن التهديدات الجنونية من كوريا الشمالية لا تنتهي إلى شيء.. لكن في عهد كيم جونج أون اختلف الأمر
على مدار 50 عاما اعتاد العالم على أن التهديدات الجنونية من كوريا الشمالية لا تنتهي إلى شيء.. لكن بدأت هذه التهديدات تتخذ نبرة أكثر حدة في عهد كيم جونج أون القائد الأعلى الثالث للدولة.
أثناء حكم كيم جونج أون نفذت كوريا الشمالية العديد من الاختبارات النووية، وتصاعدت وتيرة تهديداتها هذا الأسبوع بعد ما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الشمالية بنار وغضب وقوة لم يشهده العالم من قبل، إذا لم تتوقف عن تهديد الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع لفته كل هذا القدر من الانتباه، إلا أن القليل نسبيا يعرف عن كيم، ولهذا السبب نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا مطولا عن نشأته حتى أصبح أحد أكثر ديكتاتوري العالم رعبا، حسب قولها.
وفيما يتعلق بميلاد كيم فهناك تضارب في الأقوال، فعلى الرغم من أن سنة ميلاده الرسمية هي 1982، تشير العديد من التقارير إلى أنه تم تغيير سنة ميلاده إلى 1983 لأسباب رمزية تتضمن أن ميلاده كان بعد 70 سنة من ميلاد كيم إيل سونج، وبعد 40 سنة من ميلاد كيم جونج إيل. ومع ذلك ورد في تقرير خاص بوزارة الخزانة الأمريكية أن تاريخ ميلاد كيم جونج أون الرسمي هو 8 يناير 1984.
سافر كيم جونج أون إلى سويسرا لاستكمال تعليمه في إحدى المدارس الدولية، وكان يوصف بين زملائه السابقين بالطالب الهادئ الذي يقضي معظم وقته في المنزل، لكن كان لديه حس دعابة ومضحك أيضا. ويقال إن زعيم كوريا الشمالية كان يحب كرة السلة رغم وزنه الزائد، وكان مايكل جوردن مثله الأعلى. ويقول أحد زملائه القدامى إنه كان يكره الهزيمة والفوز بالنسبة له كان أمرا مهما جدا.
وبعد أن انتهى كيم من دراسته في سويسرا عاد إلى وطنه لدخول جامعة كيم إيل سونج العسكرية مع شقيقه الأكبر.. ووفقا لبعض التقارير بدأ الأخوان في حضور التفتيش الميداني العسكري الذي يقوم به والدهما منذ عام 2007.. وبمواجهة والده الموت ارتقى كيم جونج أون بسرعة في سلسلة القيادة السياسية والعسكرية رغم خبرتهما القليلة.
وفي 2013 تعرض كيم لمحاولة اغتيال، حسب تقارير استخبارات كوريا الجنوبية، التي أفادت بأنها تمت من قبل أشخاص في كوريا الشمالية بعد ترقيته لواء بأربع نجوم ما تسبب في صراع على السلطة.
وبمجرد وفاة والده بالنوبة القلبية في ديسمبر 2011 أصبح كيم جونج أون القائد الأعلى لكوريا الشمالية، وارثا رابع أكبر جيش على مستوى العالم، وترسانة نووية، وسلطة مطلقة على بلاده.
وسرعان ما أصبح كيم جونج أون مولعا بالقتال، حيث قطع جميع العلاقات مع كوريا الجنوبية، مهددا بحرب نووية ضدها هي والولايات المتحدة لتعزيز سلطته، وهي تهديدات طالما اتبعها والده وجده لكنهما لم ينفذا أيا منها.. واستمرت الاختبارات النووية في كوريا الشمالية والإدانات الدولية حتى عام 2016.
ويرى معظم الكوريين الشماليين كيم جونج أون نسخة شابة من "القائد العظيم" كيم إيل سونج، حيث يشبهه في هيئته وقصة شعره وسلوكياته. وانتشرت شائعات تقول إن كيم جونج أون خضع لعملية تجميل لجعل الشبه بينهما أكبر، وهو ما ردت عليه كوريا الشمالية رسميا بأنه خبر مزيف.
ولدى رئيس كوريا الشمالية أغنية خاصة به بعنوان Footsteps أو خطوات، وفيها تتم دعوة الشعب إلى إتباع خطوات كيم جونج أون. وعادة ما تكون حياة الزعماء في كوريا الشمالية سرية جدا، لكن سمح كيم جونج أون لزوجته -مهللة رياضية ومغنية سابقة- بحضور أحداث ومناسبات والتصوير معه. وتعتقد الاستخبارات في كوريا الجنوبية أنه تزوج من ري سول جو في عام 2009 ولديهما طفلان.
وفي نهاية ديسمبر 2013 أعدم كيم جونج أون عمه وعائلته، فيما ادعى أنها محاولة لوقف انقلاب ضد حكمه. وهو ما أنكره سفير كوريا الشمالية في المملكة المتحدة، قائلا إنه تم إعدام عم الرئيس فقط بعد محاكمته ولم يتم إعدام أي فرد من عائلته.
وفي 2017 اغتيل أخو كيم جونج أون غير الشقيق مسموما في مطار كوالا لامبور، وفتح تحقيق دولي في احتمال تورط كوريا الشمالية في الجريمة. وبالفعل اتهمت ماليزيا بشكل مباشر حكومة كوريا الشمالية بتدبير الاغتيال، وعلى إثر ذلك أمرت كوريا الشمالية بمنع المواطنين الماليزيين من مغادرة البلد، فيما ألغت ماليزيا تأشيرة الدخول الحرة للكوريين الشماليين.
وفي عهد ترامب، وصل الصراع الأمريكي مع كوريا الشمالية إلى منعطف جديد، حيث وصفها بأنها التهديد الأكبر والوحيد للولايات المتحدة.