مآسي ذوي الهمم.. جحيم على أرض أوكرانيا
6 أشهر هي عمر الحرب الروسية الأوكرانية، لكن المعارك أضحت وبالا على ذوي الهمم من الأوكرانيين الذين زادت معاناتهم في الآونة الأخيرة.
هالينا كوريلو أحد الكوادر المميزة في المنظمة العالمية لحقوق ذوي الإعاقة وقفت في حالة صدمة داخل مركز صيفي للأطفال ذوي الهمم، واصفة الموقع بأنه يشبه سجنا لا مفر منه حاليا.
كوريلو تحدثت لهيئة الإذاعة البريطانية قائلة: "إنه كابوس.. إنها جهنم على الأرض"، محذرة من أن هؤلاء الأطفال سيقضون ما تبقى من حياتهم في هذا المكان.
تقرير الإذاعة البريطانية كثف معالجته على حياة "أنتونينا" البالغة من العمر 26 عاما، مؤكدا أنها تم ربطها في مكانها في إطار نظام يفتقد للإنسانية.
أما إحدى المشرفات داخل المركز الصيفي الأوكرانية، فتقف عاجزة عن تقديم أي شيء للشابة أنتونينا، مؤكدة أنها لا تستطيع فعل شيء لها.. "الطبيعة قررت مصيرها".
ظروف معيشية صعبة اعترف بها أحد أطباء المركز، مؤكدا أن النزلاء من ذوي الهمم يتحممون مرة واحدة في الأسبوع، ولا يوجد عدد كاف من الموظفين بما يسمح باصطحابهم إلى الخارج.
وتحدث التقرير عن شخص آخر يدعى ليشا، والذي يمر بظروف نفسية قاسية "فعندما يشعر أنه غير مراقب فيحاول اقتلاع عينيه بإدخال أصابعه فيها".
ظروف جميعها تفرض على مشرفة ليشا القيام، إما باصطحابه طوال الوقت معها وإما مراقبته باستمرار طوال اليوم.
دور لا تتوانى مشرفة ليشا عن القيام به في وقت ينبغي عليها مراقبة غرفتين كاملتين تحتويان على 12 شخصا من ذوي الهمم في فترات عمل تدوم 24 ساعة.
وفي إحدى الغرف توجد حالة أخرى تحتاج لعناية فائقة، وسط أنظار المشرفين اليائسين "بسبب نظام قاتل"، وفقا لتقرير "بي بي سي".
ويعيش نحو 100 ألف طفل وشاب في مراكز مماثلة منتشرة في مختلف أنحاء أوكرانيا ويعود تاريخها إلى سنوات مضت، بحسب التقرير نفسه.
الحكومة الأوكرانية بدورها وعدت بسلسلة من الإصلاحات في السنوات القليلة الماضية، معترفة بأن نظام المؤسسات يجب أن يتغير.
كانت منظمة حقوقية دولية حذرت من أن آلاف الأطفال من ذوي الهمم في أوكرانيا تم نسيانهم والتخلي عنهم في مؤسسات ليست لديها إمكانيات للاعتناء بهم.
المنظمة الدولية لحقوق المعاقين تحدثت عن أن تحقيقا فتحته قبل ذلك وجد أن الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة مقيدون بأسرّة في منازل مجهولة.
ومُنحت بي بي سي إمكانية الوصول إلى مؤسسة في غرب أوكرانيا، حيث تُرك الأطفال ذوو الهمم من الشرق من قبل مقدمي الرعاية الذين فروا إلى البلدان المجاورة.