التجنيد القسري.. اتهامات تلاحق أوكرانيا
تحدثت تقارير من أوكرانيا عن انتهاج السلطات وسائل غير واضحة في تجنيد المقاتلين تتسم بالسرية والتعسف والنأي عن الراغبين في التطوع.
وذكر تقارير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن ضباط الجيش الأوكراني ينتشرون في الأماكن العامة ومحطات المترو في مواقع مختلفة من مدينة خاركيف، للعثور على جنود محتملين وإصدار أوامر استدعاء تأمرهم بالحضور إلى مكاتب التجنيد.
لكن هذه الجهود، وخاصة سحب المجندين من الشوارع، تثير اتهامات بأنه "سري وتعسفي"، وينتهك قواعد الحكومة الخاصة، وأنه في بعض الأحيان يكون قسريا غير طوعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 25 ألف أوكراني، وقوعوا وثيقة تطالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بحظر إصدار استدعاءات للتجنيد عند نقاط التفتيش ومحطات الوقود والأماكن العامة الأخرى.
وقالت الوثيقة: "هناك الكثير من الأشخاص الراغبين في التجنيد، ولديهم خبرة قتالية، لكن لا يسمح لهم بالانضمام إلى الخدمة، في الوقت الذي يتم فيه تجنيد أشخاص من الشوارع ليس لديهم خبرة القتال".
وقال دينيس، 29 عامًا، الذي لم يرغب في نشر اسمه الأخير خوفًا من العقاب، في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، إنه: "أعرف رجالًا لا يغادرون شققهم لأنهم يخشون من تلقي استدعاء للتجنيد."
ويشير التقرير إلى أن الافتقار إلى الشفافية العامة بشأن نظام التجنيد، وهي شكوى رئيسية لمنتقديه، يجعل من الصعب معرفة كيف ولماذا يتم تجنيد الأشخاص.
ويرى بعض القادة والضباط الأوكران إن استدعاء الرجال غير الراغبين في الخدمة يخفض الروح المعنوية بين المتطوعين.
فذكر قائد شرطة كييف، إيفان فييفسكي، إن مفوضي الشرطة والجيش داهموا ناديين ليليين كانا ينتهكان حظر التجول وأصدروا 219 استدعاءًا للتسجيل العسكري لرجال عثروا عليهم هناك.
لكن ذلك قوبل برد حاد من ضابط في الكتيبة 47 للقوات المسلحة في منشور على فيسبوك هذا الشهر.
فكتب فاليري ماركوس: "أنا فخور بخدمتي العسكرية وأشعر بالغضب لأن يتحول الجيش إلى عقوبة لهؤلاء الأوغاد. إنه أمر مهين."
وأشار إلى أن الجنود والضباط الذين وضعوا حياتهم على المحك أصيبوا بالإحباط بسبب عملية التجنيد الفوضوية التي اجتذبت مجندين من ذوي المؤهلات الضعيفة أو عديمو الرغبة في أداء الخدمة، مشيرا إلى أنه واجه شخصيا مواقف شكل فيها إدمان المجندين على الكحول أو مشاكل أخرى حياة الجنود الآخرين.
كما أشارت تقارير أخرى إلى استدعاء أبناء الريف للخدمة الإلزامية بالجيش الأوكراني، بوتيرة أكبر من أبناء المدن، نظرا لقدرة أبناء المدن على تغيير محل إقامتهم أو الهجرة إلى دولة أخرى".