أوكرانيا ومعضلة «إف- 16».. غياب أمريكا يهدد «الوحش الطائر»

تواجه أوكرانيا تحديات في الحفاظ على فعالية مقاتلات "إف- 16" التي تلقتها من أوروبا، بسبب تقليص الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي.
ويشمل ذلك الدعم الأساسي لأجهزة التشويش الراداري، وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية تعويض أوكرانيا لهذا النقص من خلال المعدات التي توفرها الدول الأوروبية، وفقا لمجلة "نيوزويك الأمريكية".
كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أوقفت بالفعل المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وقلصت وصول كييف إلى المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، مما أضعف قدرة أوكرانيا على ضرب الأهداف الروسية واكتشاف الهجمات الروسية القادمة.
وعلى الرغم من تصريح ترامب بشأن إمكانية رفع تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية الاستخباراتية، التي فرضها بهدف الضغط على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا، إلا أن هذا التطور يثير مخاوف بشأن مستقبل الدعم الأمريكي.
الوضع الحالي
تمتلك أوكرانيا حاليًا عددًا قليلاً من مقاتلات "إف- 16" أمريكية الصنع، على الرغم من عدم تقديم واشنطن هذه الطائرات بشكل مباشر إلى كييف. إذ تلقت أوكرانيا بالفعل مقاتلات "إف- 16" أمريكية الصنع من هولندا والدنمارك، ونشرتها في مهام الدفاع الجوي خلال الضربات الصاروخية الروسية.
ووصلت أولى هذه الطائرات في أغسطس/آب 2024. وتدرب عدد من الطيارين الأوكرانيين في الولايات المتحدة.
كما أرسلت واشنطن قطع غيار إلى أوكرانيا لصيانة طائرات F-16 المزودة بأنظمة "AN/ALQ-131" للتشويش الإلكتروني.
تعتبر أنظمة "AN/ALQ-131" للتشويش الإلكتروني وسيلة مهمة لحماية الطائرات من التهديدات، بالإضافة إلى أنظمة أخرى مصممة لخداع رادارات الخصم. لكن بدون الدعم الأمريكي المستمر، قد لا تتمكن أوكرانيا من تحديث تكنولوجيا التشويش ومنافسة التطورات الروسية.
وأشار مركز الأبحاث الأمريكي "معهد دراسة الحرب" (ISW) إلى أن تعليق الدعم الأمريكي لأنظمة التشويش الراداري لمقاتلات "إف- 16" الأوكرانية "من المرجح أن يعيق قدرة أوكرانيا على مواصلة استخدام الطائرات للدفاع ضد الضربات الروسية" بعيدًا عن الخطوط الأمامية.
بدائل وصعوبات
في المقابل، أرسلت فرنسا بالفعل أولى طائرات ميراج 2000 إلى أوكرانيا، وهي مجهزة بأنظمة تشويش "قوية" خاصة بها وغير مرتبطة بواشنطن.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في يونيو/حزيران 2024، أن باريس ستنقل عددًا غير محدد من هذه الطائرات من الجيل الرابع إلى أوكرانيا.
ووصلت أولى الطائرات الفرنسية إلى كييف في أوائل الشهر الماضي.
وأشار معهد دراسة الحرب إلى أن "تعليق الدعم الأمريكي لأنظمة التشويش الراداري لمقاتلات "إف- 16" الأوكرانية سيقلل على الأرجح من قدرة أوكرانيا على مواصلة استخدام الطائرات للدفاع ضد الضربات الروسية في العمق الأوكراني".
وتواجه أوكرانيا تحديات أخرى في استخدام مقاتلات "إف- 16"، منها: التدريب المكثف للطيارين، حيث استغرق تدريب الطيارين الأوكرانيين في الولايات المتحدة وأوروبا حوالي 9 أشهر، وهي دورة مكثفة مقارنة بالدورة العادية التي تستمر 3 سنوات للطيارين الغربيين، مما قد يؤدي إلى قصور في الأداء.
كما تتطلب مقاتلات "إف- 16" عددًا كبيرًا من أفراد الدعم، مثل مهندسي الصيانة، وفنيي الذخيرة، ومحللي الاستخبارات، وهو ما ينقص أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل حماية طائرات "إف- 16" على الأرض تحديًا لأوكرانيا، نظرًا لأن مطاراتها تقع ضمن نطاق الصواريخ الروسية.
aXA6IDMuMTQuMjUzLjI3IA== جزيرة ام اند امز