وقف الدعم الاستخباراتي الأمريكي.. أوكرانيا تخشى الأسوأ

تواجه القوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية تحديًا غير مسبوق قد يعيد تشكيل مسار الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويُهدد بتحويل ميزان القوى لصالح روسيا.
فقد أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وهو قرار قد يشكل ضربة قاسية للجيش الأوكراني، الذي اعتمد على الدعم الاستخباراتي الأمريكي منذ بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.
وفقًا لصحيفة "صن" البريطانية، لم تكن هذه المعلومات مجرد عنصر مساعد، بل كانت حاسمة في التخطيط الدفاعي وعمليات الهجوم المضاد، إذ أسهمت في إنقاذ آلاف الأرواح عبر توفير بيانات دقيقة حول تحركات القوات وتوقيت الهجمات.
إلى جانب وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية، شمل القرار قطع البيانات القادمة من الأقمار الاصطناعية، وهي معلومات بالغة الأهمية تعتمد عليها أنظمة HIMARS الصاروخية في توجيه ضرباتها.
جاء القرار بعد مواجهة حادة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث حذر ترامب نظيره الأوكراني قائلاً: "لن تبقى في السلطة طويلًا" ما لم توافق على شروط واشنطن للتفاوض مع روسيا.
قتال في الظلام
وعبّر الجنود الأوكرانيون في الجبهات عن شعورهم بالإحباط واليأس، إذ أصبحوا يخوضون معاركهم دون العيون التي طالما ساعدتهم على كشف تحركات الجيش الروسي.
يوري، جندي في جبهة خيرسون، قال لصحيفة "صن": "النتائج الأكثر كارثية لوقف المعلومات الاستخباراتية يعاني منها رجالنا في كورسك، لقد تُركوا حرفيًا عميانًا هناك. القتال كان صعبًا من قبل، لكنه الآن أصبح أشبه بالمستحيل".
وتابع: "أخشى أن يرفض المزيد من الجنود شن الهجمات دون دعم استخباراتي. الوضع يزداد سوءًا مع كل ساعة يبقى فيها ترامب في السلطة".
أما تومان، وهو طيار مسيّرات في جبهة خاركيف، فعبّر عن شعوره بالخيانة قائلًا: "كنا نتوقع حدوث ذلك، ولكن من الصعب تصديق أن هذه هي الحقيقة الآن. لدينا بعض المعلومات من مسيّرات الاستطلاع الخاصة بنا، لكنها ليست بديلاً عن الدعم الأمريكي. على المدى الطويل، قد يقلب ذلك موازين الحرب لصالح روسيا".
انعكاسات خطيرة
يؤكد خبراء عسكريون أن القرار قد يمنح موسكو أفضلية كبيرة، إذ يفقد الجيش الأوكراني أحد أهم مصادر قوته في المعركة. كما أن استمرار القتال دون دعم استخباراتي أمريكي كامل سيضع الجنود الأوكرانيين أمام تحديات غير مسبوقة، مع تصاعد الهجمات الروسية التي تستغل هذا الفراغ الأمني.
في ظل هذه الظروف، تتزايد الضغوط على زيلينسكي لإعادة النظر في استراتيجيته. فكل يوم يمر دون إمدادات جديدة من الولايات المتحدة يزيد من تعقيد الوضع الميداني، ليس فقط على أوكرانيا كدولة، ولكن أيضًا على الجنود في الخطوط الأمامية الذين يواجهون آلة الحرب الروسية بقدرات متضائلة، بحسب الصحيفة نفسها.
حسابات ترامب
يبدو أن تعليق المساعدات ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل ورقة ضغط تهدف إلى إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات في مفاوضات السلام مع روسيا.
ويرى محللون أن ترامب مستاء من زيلينسكي، ويعتبر أنه لم يُظهر تقديرًا كافيًا للدعم الأمريكي. كما أن تشكيك الرئيس الأمريكي في نوايا بوتين قد يكون دافعًا إضافيًا وراء قراره المفاجئ.
لا يقتصر القرار على المعلومات الاستخباراتية فحسب، بل يشمل أيضًا تعليق شحنات الأسلحة التي لم يتم تسليمها بعد، بما في ذلك المعدات المخزنة أو تلك التي كانت في طريقها إلى أوكرانيا عبر بولندا.
وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة بداية لتحول جذري في سياسة واشنطن تجاه الحرب، أم مجرد محاولة جديدة لإعادة تشكيل المعادلة وفقًا لمصالحها.
aXA6IDE4LjIxOS43Ny4zOSA= جزيرة ام اند امز