ورود حمراء وموسيقى غينسبورغ.. أوكرانيا تطلب "ود" سلاح فرنسا
من كان ليتخيل ولو مازحا أن وزارة الدفاع الأوكرانية اختارت شكر فرنسا على دعمها وطلب "ود" سلاحها بطريقة كسرت قواعد الاتصال العسكري؟
الأمر حقيقي لدرجة أنه يمكن مشاهدة مقطع الفيديو عبر الحسابات الرسمية لوزارة الدفاع الأوكرانية، وتتبع صور الورود الحمراء والشيكولاتة وغروب الشمس على نهر السين، قبل أن يلوح برج إيفل في الخلفية وتظهر أياد تتشابك بمحبة.
كل ذلك يسبح بين أمواج موسيقى سيرج غينسبورغ الشهيرة بفرنسا، في لقطات ساحرة حملت رسالة لباريس تطلب المزيد من الدعم من خلال إمدادات الأسلحة بعد الانتقادات المتكررة لعدم فعل ما يكفي.
ورغم أن مدة المقطع لا تتجاوز 41 ثانية، إلا أنه حظي بإعجاب عدد كبير من المتابعين.
ويأتي نشر المقطع بعد ساعات فقط من اجتماع عقده مجلس الوزراء الأمني الفرنسي برئاسة إيمانويل ماكرون، انتهى بقرارات جديدة من أجل "دعم أوكرانيا عسكريا" عقب التحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
"ود" السلاح
مع بداية الحرب في فبراير/ شباط الماضي، أعلنت باريس دعمها لكييف عبر إرسال مدافع هاوتزر من طراز قيصر وأنظمة دفاع جوي محمولة ومركبات مدرعة ثقيلة.
لكن مع طول أمد الحرب وارتفاع سقف المخاطر، أعربت كييف عن أملها في الحصول على دعم إضافي من الغرب عموما وأوروبا بشكل خاص، بما في ذلك فرنسا التي لم تتحرك حتى الآن عمليا باتجاه تقديم دعم إضافي.
ويبدو أن مقطع الأربعاء جاء ليطلب ود باريس بطريقة رومانسية، وفي طياته نوع من العتب على تأخر الدعم، وكلمات مباشرة تذكر بأن أوكرانيا تريد أكثر من مجرد كلمات ووعود.
قوة المقطع تكمن في عزفه على وتر المعشوقات والرموز الفرنسية، من ذلك الموسيقى الكلاسيكية لغينسبورغ، ونهر السين وبرج إيفل، دون إغفال الشيكولاتة والأزهار الحمراء.
أيضا المفارقة بين الصرامة العهودة في الاتصال العسكري وبين مقطع فيديو يظهر صورا متداخلة لعاشقين متشابكي الأيدي، وماكرون مبتسما مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كل ذلك منح المشاهد المتعاقبة نكهة خاصة.
ولم يكتف المقطع بذلك، بل حرص على تركيب صور لمدافع هاوتزر الفرنسية الصنع وهي تعمل بكامل طاقتها في ساحة المعركة.
وورد في المقطع المصور: "إذا كنت تريد حقا الفوز بقلوبنا... لا شيء يضاهي المدفعية الثقيلة عيار 155 ملم ذاتية الدفع... شكرا جزيلا لفرنسا. من فضلك أرسل لنا المزيد! ».
تعزيزات
يأتي المقطع غداة إعلان وزارة الدفاع الفرنسية تعزيز دعمها للحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بإرسال المزيد من الدبابات إلى رومانيا وطائرات رافال المقاتلة إلى ليتوانيا وقوات مشاة إلى إستونيا، دون أن تذكر شيئا عن أوكرانيا.
غياب يبدو أنه استفز كييف بشكل ما، وجعلها تطلب ود فرنسا بطريقة رومانسية أثارت الإعجاب، مستثمرة ما يمكن أن يتمخض عنه الوقت الفاصل بين مقطعها ومقابلة من المتوقع أن يجريها التلفزيون الفرنسي، مساء الأربعاء، مع ماكرون.
خطاب تأمل كييف أن يحدد خلاله الرئيس الفرنسي تفاصيل دعمه الجديد المقترح.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز