بعد استخدامها في أوكرانيا.. ما هي الصواريخ الفرط صوتية؟
صواريخ روسية فرط صوتية تدخل على خط الحرب بأوكرانيا في تطورات تشكل منعطفا بمسار الصراع وتبعث برسائل متعددة الأبعاد.
والسبت الماضي، قالت روسيا إنها استخدمت صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ضد أوكرانيا، في إعلان أكده لاحقا الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الاجتماع ربع السنوي لرابطة المائدة المستديرة للأعمال.
وطبقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحلق مثل تلك الصواريخ بسرعة تزيد عن 10 أضعاف سرعة الصوت، ولم تستخدم في القتال من قبل.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن موسكو استخدمت صواريخ "كينجال"، أو "الخنجر"، الفرط صوتية نهاية الأسبوع الماضي؛ لتدمير مستودع ذخيرة في شرق أوكرانيا.
وأعلن الكرملين أن القوات الروسية أطلقت صواريخ فرط صوتية مرة ثانية، وهذه المرة من المجال الجوي فوق شبه جزيرة القرم، مما أسفر عن تدمير منشأة لتخزين الوقود بمنطقة ميكولايف الأوكرانية، بحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية.
وقالت "واشنطن بوست" إن خبراء الأسلحة والحكومتين الأمريكية والبريطانية قللوا من أهمية القدرات فرط صوتية الروسية، ودرجة أهمية استخدامها في ساحة المعركة.
كيف تعمل الصواريخ الفرط صوتية؟
تحلق الأسلحة الفرط صوتية بما لا يقل عن سرعة 5 ماخ؛ أي خمسة أضعاف سرعة الصوت، وبعضها مثل صواريخ "كينجال" تصل سرعتها إلى 10 أضعاف سرعة الصوت.
ويوجد نوعان رئيسيان: صواريخ الكروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتعمل بالمحركات الضغاطية فوق الصوتية، وهي محركات عالية السرعة، والمركبات الانزلاقية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتطلق من صاروخ وتنزلق إلى أهدفها.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى "كينجال" (الخنجر باللغة الروسية) وهو صاروخ باليستي يطلق من الجو ويمكن المناورة به، ويعتبر نسخة معدلة عن صاروخ "إسكندر" الروسي.
ونقلت الصحيفة عن توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله إن "صواريخ إسكندر استخدمت بالفعل في الصراع (بين روسيا وأوكرانيا) عدة مرات، لكن أطلق من الأرض. إنه لأمر مشابه جدا."
وأشار كاراكو، الذي شارك في كتابة تقرير بعنوان "الدفاع الجوي المعقد: التصدي لتهديد الصواريخ الفرط صوتية"، إلى وجود أنواع أخرى من الصواريخ التي تعاود الدخول إلى الغلاف الجوي بسرعات فرط صوتية.
ولفت إلى أن ما يعنيه الناس عندما يقولون فرط صوتية هو سلاح "قادر على الحفاظ على سرعات تفوق سرعة الصوت لفترة طويلة."
ويمكن لصواريخ إسكندر وكينجال اتباع مسارات منخفضة والمناورة، مما يجعل من الصعب اكتشاف وجهتهما وهدفهما المحدد والمسار، و"يعقد مهمة الدفاع"، بحسب كاراكو.
الخنجر
بحسب إعلام روسي، يمكن لصواريخ كينجال الوصول لسرعة 10 ماخ، أي 10 أضعاف سرعة الصوت. وجربت موسكو هذا السلاح في يوليو/تموز عام 2018، حيث أطلقته من مقاتلة "ميغ- 31" المعدلة، وفق ما اقتبس عن الاستخبارات الأمريكية في تقرير خدمة أبحاث الكونجرس الصادر في 17 مارس/آذار الجاري.
ووصل الصاروخ لهدف على مسافة حوالي 500 ميل، فيما أفاد التقرير بأنه يمكن تجهيز "كينجال" برأس حربي نووي، كما أنه قادر على ضرب أهداف برية وبحرية، لكنه حذر من أن خصائص أداء السلاح لم تتحقق منها الاستخبارات الأمريكية وأن المحللين متشككون. وتستهدف الصواريخ التهرب من الدفاعات المتطورة.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صاروخ "كينجال" خلال خطاب متلفز قبل الانتخابات الرئاسية عام 2018.
وآنذاك، قللت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أهمية خطاب بوتين، قائلًا إن التقديرات الأمريكية وضعت في اعتبارها بالفعل قدرات السلاح الروسي.
دول تمتلك صواريخ فرط صوتية
تمتلك روسيا والصين والولايات المتحدة برامج الأسلحة الفرط صوتية الأكثر تقدما، لكن تطورها أيضًا دول أخرى تتضمن: اليابان وألمانيا والهند وأستراليا.
وكانت روسيا تسعى للحصول على أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت منذ الثمانينيات، لكنها سرعت جهودها ردا على انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية عام 2002، ونشر صواريخ دفاعية أمريكية بالأراضي الأمريكية وأوروبا.
وبعيدا عن كينجال، تعمل روسيا على برنامجين آخرين للأسلحة الفرط صوتية: تسيركون 3M22، وأفانجارد.
وكانت الولايات المتحدة تجري أبحاثا على الأسلحة الفرط صوتية منذ بداية الألفية الثانية، وتطورها في إطار برنامج الضربات السريعة التقليدية التابع للبحرية، بالإضافة إلى برامج أخرى تابعة لسلاح الجو، ووكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، والجيش.
aXA6IDk4Ljg0LjE4LjUyIA== جزيرة ام اند امز