بعد 100 يوم للحرب.. أوكرانيا تستنجد بأوروبا ورسالة من روسيا
جددت أوكرانيا مطالبها من أوروبا بشأن مزيد من الأسلحة، فيما توعدت روسيا بمزيد من الهجمات حال استمرار ضخ السلاح الغربي لكييف.
وقالت أوكرانيا، الأحد، إن الحرب مع روسيا دخلت مرحلة طويلة الأمد تحتاج إلى دعم عسكري متواصل من الدول الغربية إلى حين إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية.
وأشارت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار لوسائل إعلام محلية قائلة:"دخلنا حربا مطولة وسنحتاج إلى دعم منتظم. على الغرب أن يدرك أن مساعدتنا يجب ألا تكون ظرفية بل ينبغي أن تتواصل حتى انتصارنا".
قصف روسي
يأتي ذلك فيما قصفت روسيا العاصمة الأوكرانية كييف بالصواريخ في ساعة مبكرة من صباح الأحد، للمرة الأولى منذ ما يزيد على شهر، في حين قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما مضادا في ساحة المعركة الرئيسية في الشرق استعاد نصف مدينة سيفيرودونيتسك.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من على بعد أميال بعد الهجوم على منطقتين نائيتين من كييف، فيما قالت أوكرانيا إن القصف أصاب ورشة لإصلاح عربات القطار بينما قالت موسكو إنها دمرت عتادا جرى إرساله إلى أوكرانيا من دول في أوروبا الشرقية.
وقال مستشار الرئاسة الأوكراني ميخائيلو بودولياك على تويتر: "لجأ الكرملين إلى هجمات خبيثة جديدة. الضربات الصاروخية اليوم على كييف ليس لها سوى هدف واحد هو قتل أكبر عدد ممكن".
وكشفت أوكرانيا أن روسيا نفذت الضربة باستخدام صواريخ بعيدة المدى تطلق من قاذفات ثقيلة على مسافات بعيدة مثل بحر قزوين، وهو سلاح أثمن بكثير من العتاد الذي زعمت روسيا إصابته.
وهذا هو أول هجوم كبير على كييف منذ أواخر أبريل /نيسان الماضي عندما أسفرت ضربة صاروخية عن مقتل صحفي.
وشهدت الأسابيع الماضية تركيز روسيا لقدرتها التدميرية بشكل أساسي على خطوط المواجهة في شرق وجنوب أوكرانيا، على الرغم من أن موسكو توجه من حين لآخر ضربات في أماكن أخرى فيما تسميه حملة لتقويض البنية التحتية العسكرية الأوكرانية ومنع شحنات الأسلحة الغربية.
وخلال الفترة الأخيرة، ركزت روسيا على مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية الصغيرة في شرق أوكرانيا حيث تشن واحدة من أكبر المعارك البرية في الحرب في محاولة للسيطرة على إحدى منطقتين نيابة عن وكلاء انفصاليين.
وبعد تقهقر منتظم في المدينة خلال الأيام الماضية، شنت أوكرانيا هجوما مضادا هناك تقول إنه فاجأ الروس حيث قال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوهانسك التي تقع بها سيفيرودونيتسك إن القوات الأوكرانية، بعد استعادة جزء من المدينة، تسيطر الآن على نصفها وتواصل دفع الروس للتقهقر.
ولم يتسن التحقق من صحة هذا التصريح بشكل مستقل، فيما يقول الجانبان إنهما أوقعا خسائر كبيرة في الأرواح في سيفيرودونيتسك، وهي معركة يمكن أن تحدد الطرف المستعد لخوض حرب استنزاف على مدى الأشهر المقبلة.
رد روسي
ولم تمر ساعات على إعلان الولايات المتحدة أنها سترسل أنظمة صاروخية جديدة ومتقدمة متوسطة المدى إلى أوكرانيا، والتي تأمل كييف في أن تساعد في ترجيح كفتها في الصراع، حتى قلل الرئيس فلاديمير بوتين من تأثير تلك الأنظمة الصاروخية المتقدمة التي وعدت بها واشنطن أوكرانيا، وحذر واشنطن من مغبة إرسال صواريخ بعيدة المدى.
وقال بوتين، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، إن الصواريخ التي وعدت بها واشنطن حتى الآن يمكن مقارنتها بأسلحة تعود إلى الحقبة السوفيتية، وكانت أوكرانيا تمتلكها بالفعل.
وأضاف بوتين قائلا: "هذا ليس بالأمر الجديد. إنه لا يغير أي شيء من حيث الجوهر".
ونوه إلى أنه إذا سلمت واشنطن صواريخ بعيدة المدى، فإن بلاده "ستقصف تلك الأهداف التي لم نبدأ في ضربها بعد"، نافيا تأثير الطائرات الغربية بدون طيار، قائلا إن روسيا "تقضي عليها بسهولة بالغة".
أوكرانيا وأوروبا
وانتقدت كييف بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، بعد أن قال إن المهم عدم "إهانة" موسكو.
كما انتقدت أوكرانيا ما اعتبرته ضغطا من بعض الحلفاء الأوروبيين لدفعها للتخلي عن جزء من أراضيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وبريطانيا لم تكن بعيدة عن المشهد، حيث قالت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، إن الهجمات الأوكرانية المضادة على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية ستقلل على الأرجح من زخم العمليات التي حققت فيها القوات الروسية مكاسب من قبل.
وأضافت أن روسيا تنشر مقاتلين انفصالين ليسوا مجهزين بعتاد وأسلحة قوية في المدينة للحد من المخاطرات التي تخوضها قواتها النظامية.
وفي دونيتسك المجاورة، التي تسعى موسكو أيضا للسيطرة عليها نيابة عن الانفصاليين، تتقدم القوات الروسية في الأيام القليلة الماضية في مناطق إلى الشمال من نهر سيفيرسكي دونيتس قبل ما تتوقع أوكرانيا أن يكون هجوما على مدينة سلوفيانسك الرئيسية.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg
جزيرة ام اند امز