قانون جديد للتعبئة العسكرية بأوكرانيا.. «إجحاف» وسجناء وسن أصغر
بعد أشهر من النقاشات الحادة في أوساط مجتمع أنهكته سنتان من الحرب، وهجوم روسي لا يتوقف، اعتمد البرلمان الأوكراني قانونا جديدا حول التعبئة العسكرية.
لكن القانون الجديد، اعتبره الكثيرون مثيرا للجدل، رغم تكاثر الهجمات البرّية على خطّ الجبهة ونقص في المتطوّعين للخدمة في صفوف الجيش.
- ماراثون "التعبئة" ضد روسيا.. "ثقب التجنيد" يبتلع خطط "الناتو"
- "إغراءات جمة".. روسيا تكشف خطة أوكرانية بريطانية لـ"تجنيد طيارين"
ووجد الجيش الأوكراني الذي أضعفه هجوم مضاد فاشل في صيف 2023 وتضاؤل المساعدات الغربية نفسه مضطرا لتجديد احتياطي جنوده، وإلا سيعاني عمّا قريب من نقص شديد في وجه الجيش الروسي.
ملامح القانون
وكشف النائب أوليكسي غونتشارينكو عبر تليغرام ملامح القانون، قائلا: "فعلناها!! أقر القانون حول التعبئة بتأييد 283 نائبا".
ولا يزال النص يحتاج إلى توقيع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليدخل حيز التنفيذ.
وبحسب مراقبين، فقد تسبب القانون الذي يشدّد بشكل ملحوظ العقوبات على الذين يتهرّبون من التجنيد، في غضب بسبب حذف بند في اللحظة الأخيرة ينصّ على تسريح الجنود الذين أمضوا 36 شهرا في الخدمة، وهي ضربة قاسية لمن يقاتل على الجبهة منذ أكثر من عامين.
ومن شأن نصّ آخر صوّت عليه بقراءة أولى في البرلمان الأوكراني، الأربعاء، أن يتيح تجنيد السجناء.
وأعلن الرئيس الأوكراني مطلع أبريل/نيسان عن خفض سن الذين يمكن استدعاؤهم للخدمة العسكرية من 27 إلى 25 عاما.
نظام «مجحف»
وسرعان ما أثار هذا القرار جدلا، لا سيّما أن نظام التجنيد الحالي في أوكرانيا يُعتبر من قبل كثيرين مجحفا وغير فعّال وفي بعض الأحيان فاسدا.
وقال الجندي المظلّي ييفغين (39 عاما) الذي يخدم في منطقة دونيتسك الشرقية "99 % من الجنود يريدون التوقّف وأخذ قسط من الراحة والعيش حياة طبيعية، العيش في المنزل".
وأردف في حديث لـ"فرانس برس": "بعض الجنود لم يعودوا إلى ديارهم منذ سنة. وإنه لأمر جدّ مجحف".
وتنوي الحكومة عمّا قريب العمل على صياغة مشروع قانون آخر بهدف "تحسين آليات تناوب الطاقم العسكري".
والمهّم، بحسب ما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي منذ فترة، هو عدم تراجع المهارات العسكرية وقت المناوبات بين الجنود المتمركزين على الجبهة منذ أشهر والوافدين الجدد.
الأوضاع الميدانية
وفي الجبهات، شنت روسيا ضربات جديدة مكثّفة مستهدفة منشآت للطاقة.
واستهدف حوالى أربعين صاروخا ومسيّرة الشبكة الكهربائية الأوكرانية في قصف قوّي دفع الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى تجديد مطالبته الحلفاء الغربيين بتزويد جيشه بأنظمة دفاع جوي في أسرع وقت.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية هذه التفجيرات بأنها "رد" على الضربات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة على الأراضي الروسية، ولا سيما على المصافي، مؤكدة أن "الأهداف تحققت وتم ضرب جميع الأهداف".
وأعلنت أوكرانيا أن هجماتها كانت في حد ذاتها ردًا على الهجمات اليومية التي يشنها الروس.
وفي المجموع، تمكّنت أوكرانيا من تدمير 39 مسيّرة و18 صاروخا، بحسب تقرير للقوّات الجوّية.
وأفاد وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو بأن الهجمات الروسية الليلية استهدفت "منشآت إنتاج وأنظمة إرسال" في كييف وخاركيف (شمال شرق) وزابوريجيا (جنوب شرق) ولفيف (غرب).
وتعرّضت محطة حرارية كبيرة بالقرب من العاصمة كييف لـ"تدمير كامل، بحسب ما كشف ممثّل عن الشركة المشغّلة لها لوكالة "إنترفاكس-أوكرانيا".
وأعلنت روسيا من جهتها عن إسقاط 12 مسيّرة أوكرانية كانت تحلّق في أجوائها ليلا.
من جهة أخرى، قُتل أربعة أشخاص وجرح خمسة آخرون في ميكولايف بجنوب البلاد "في وضح النهار" الخميس خلال هجوم جوي روسي، بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني.
وأضاف أنه "لحقت أضرار بمبان سكنية وسيارات خاصة ولوحظت أضرار في منشآت صناعية".
وفي وجه جيش روسي هجومي، ما انفكّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالب الشركاء الغربيين بمزيد من الذخائر لجنوده، وخصوصا أنظمة دفاع جوي، وعلى رأسها نماذج "باتريوت" الأمريكية، لصدّ الضربات الروسية.
وفي الوقت نفسه، أعلن زيلينسكي، الخميس، خلال زيارة لفيلنيوس أنه مع نظيره اللاتفي اتفاقا أمنيا ثنائيا.
وكتب زيلينسكي على منصة إكس إنه وقّع مع الرئيس اللاتفي إدغارس رينكيفيتش "اتفاقا أمنيا ثنائيا (...) ينص على دعم عسكري سنوي من لاتفيا لأوكرانيا بنسبة 0,25 % من إجمالي الناتج المحلي".
وأضاف أن "لاتفيا التزمت أيضا لمدة 10 سنوات مساعدة أوكرانيا في مجال الدفاع السيبراني وإزالة الألغام وتكنولوجيا المسيّرات".
وكان الرئيس الأوكراني قد كتب على وسائل التواصل الاجتماعي "الأولوية الآن هي بذل كل ما في وسعنا لتعزيز دفاعنا الجوي، وتلبية الحاجات العاجلة لقوات الدفاع الأوكرانية، وكذلك تعزيز الدعم الدولي من أجل هزيمة روسيا".