"إغراءات جمة".. روسيا تكشف خطة أوكرانية بريطانية لـ"تجنيد طيارين"
كشفت روسيا عن خطة بريطانية أوكرانية لتجنيد طيارين وإقناعهم بتسليم طائرتهم مقابل 2 مليون دولار للفرد الواحد.
ووفق صحيفة "التايمز" البريطانية فإن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قال إنه كشف عملية تدعمها الاستخبارات البريطانية لجذب الطيارين الروس إلى أوكرانيا مقابل الحصول على 2 مليون دولار والإقامة في إحدى دول الاتحاد الأوروبي.
ونشرت تفاصيل العملية المزعومة بالقنوات الروسية والوكالات والمواقع الإخبارية. وتضمنت رسائل هاتفية ومقاطع صوتية، يزعم أنها لضباط استخبارات أوكرانيين يحاولون إقناع 10 طيارين روس بالانشقاق.
وقال صوت مجهول في أحد التسجيلات: "هدفنا طائرة. نحن مستعدون لدفع مليون دولار. يمكننا التوصل لاتفاق – أضمن لك مليون دولار أخرى."
وكانت الخطة المزعومة أن يحاكي الطيارون الروس تعرضهم لاعتراض من قبل المقاتلين الأوكرانيين على ارتفاع منخفض ثم توجيههم إلى مطار يخضع لسيطرة كييف.
وزعم أن كييف مهتمة بالطائرات من طراز: "Su-24M"، و"Su-34"، و"Tu-22M3"، لكن أحبطت الخطة عندما كشف الطيارون الروس عن الأمر لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
واتهمت قناة "روسيا 24" الحكومية في موسكو، الصحفي الاستقصائي كريستو غروزيف بالتورط في نقل دفعة مقدمة لطيار، بتواطؤ من جهاز الاستخبارات البريطاني "MI6".
وعمل غروزيف لصالح موقع "بيلينغكات" الاستقصائي، الذي كشف العملاء الروس الذي حاولوا تسميم أليكسي نافالني، زعيم المعارضة الروسية، في سيبيريا عام 2020، وسيرغي سكريبال، العميل بجهاز المخابرات البريطانية، في سالزبوري عام 2018.
وقال غروزيف (53 عاما) إن الخطة الأوكرانية صحيحة، وإنه "كان مشاركا في هذه القصة الأكثر جنونا من الخيال لثلاثة عملاء، وجوازات سفر مزيفة، وصديقات مزيفات"، لكن بصفته صانع فيلم لـ"بيلينغكات"، وليس مشاركا في الخطة.
وأضاف الصحفي البلغاري المولد أنه وزملاءه حصلوا على تصريح لتصوير العملية التي تخيلتها أجهزة الأمن الأوكرانية بعدما اعتمدت أوكرانيا قانونا في أبريل/نيسان يسمح بدفع مبالغ نقدية للجنود الروس الذي استسلموا بطائراتهم، ومروحياتهم، وقاذفات الصواريخ، أو الأسلحة الثقيلة الأخرى الخاصة بهم.
بدوره، قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إن ضباط الاستخبارات الأوكرانيين "الذين يعملون نيابة عن قيادة البلاد" عرضوا على الطيارين أموالا، وعدم كشف هويتهم، و"حياة مريحة" في إحدى دول الاتحاد الأوروبي إذا نفذوا العملية.
وأضاف ممثل عن الجهاز لقناة "روسيا 24": "كما يتضح، أجريت العملية بدعم الأجهزة الخاصة الغربية، لاسيما البريطانية"، بدون تقديم أدلة.
وزعم أن الوجهات المحتملة لما يصل لعشرة طيارين تضمنت فرنسا وألمانيا.
وأشار غروزيف إلى أن العملية المضادة الروسية كانت في الواقع "خطأ فادح" لجهاز الأمن الروسي، حيث كشفت عن غير قصد عن هويات العشرات من ضباط الاستخبارات المضادة، وأساليب عملياتهم، ومساعديهم المتخفيين".
طبقًا للصحفي، استولت أجهزة الأمن الروسية على هواتف الطيارين بعدما عرضت عليهم الرشاوى. وتغيرت نبرة الرسائل المرسلة إلى الجانب الأوكراني، وأراد أحد "الطيارين" فجأة إخراج حبيبته من البلاد بدلًا من زوجته.
وبالتحقق من بيانات الهاتف، قال غروزيف إنه اكتشف "في غضون خمسة دقائق" أن الحبيبة المزمعة كانت مدربة لياقة بدنية تعمل بوظيفة ثانية "كصديقة مأجورة لصالح جهاز الأمن الروسي".
وانقشعت المواجهة عندما أدرك الأوكرانيون أنهم لن يحصلوا على طائرة، وفشل الروس في استدراج جواسيس كييف لاجتماع مع عائلة الطيارين.
ومنذ ذلك الحين، رصد فريق "بيلينغكات" "لعبة الخداع المتبادل" بين جواسيس البلدين حيث حاولا نقل المعلومات المضللة إلى بعضهما البعض.
وزعمت "روسيا 24" أن إحباط جهاز الأمن الروسي للخطة مكّن موسكو من تحديد واستهداف عدة مواقع عسكرية أوكرانية، بما في ذلك "ميناء جوي سري" في كاناتوفو، قرب كروبيفنيتسكي في وسط أوكرانيا. وكاناتوفو، في الواقع، مطار تابع لسلاح الجو الأوكراني يجرى استخدامه منذ الحقبة السوفيتية.