وضع متوتر وأسلحة على الطاولة.. "عسكرة" أوروبية للأزمة الأوكرانية
على وقع وضع ميداني "متوتر" ومحاولات روسية لإحداث اختراقات في الجبهة الأوكرانية، كثفت دول الاتحاد الأوروبي من جهودها لدعم كييف، أملا في أن تعبر "الشتاء القارس" بأقل الخسائر الممكنة.
فمن إعلان الاتحاد الأوروبي تدريب 15 ألف جندي أوكراني إضافي، مرورًا بتلويح فرنسا إرسال طائرات لأوكرانيا وتأكيدها أنها ستزود كييف بـ12 مدفعاً إضافياً من نوع سيزار، إلى تسريع خطوات انضمام البلد الأوراسي إلى القارة العجوز، إجراءات اتخذها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا لدعم أوكرانيا.
ماذا فعلت أوروبا؟
تعتزم دول الاتحاد الأوروبي تدريب 15 ألف جندي إضافي، ليرتفع عدد الجنود الذين سيتم تدريبهم إلى 30 ألف جندي، بحسب مصادر في الاتحاد الأوروبي.
وكانت مهمة التدريب المستمرة حاليا قد بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتستهدف تقديم تدريب فردي وجماعي ومتخصص للقوات المسلحة الأوكرانية، بحسب المصادر الأوروبية، التي قالت إن المهمة تساعد الجيش الأوكراني على الدفاع عن أراضيه وحماية السكان المدنيين.
وفيما أكدت المصادر أنه جرى استحداث هذه الخدمة استجابة لطلب من أوكرانيا لتقديم الدعم لها في أعقاب العملية العسكرية الروسية، توقعت أن يتم الإعلان رسميا عن خطط زيادة عدد الجنود الذي تستهدفهم مهمة التدريب خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى أوكرانيا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
تدريب الجنود
وبموجب تفويض المهمة، سيتم تدريب الجنود الأوكرانيين في بولندا وألمانيا ودول أخرى بالاتحاد الأوروبي، بحسب المصادر الأوروبية، التي قالت إن الجيش الألماني سيقدم بالإضافة إلى أمور أخرى، تدريبا قتاليا وتدريبات تكتيكية للجنود من الرتب المختلفة.
وأشارت إلى أن ألمانيا ستقدم التدريب للمدربين بالجيش الأوكراني والتدريب الطبي والتدريب على أنظمة أسلحة مختلفة بالتعاون الوثيق مع صناعة الدفاع، مؤكدة أنه وفقا للخطط الأصلية، كانت ألمانيا ترغب في تدريب لواء يتألف من 5 آلاف جندي أوكراني في الأشهر القليلة الأولى.
ويعتمد العدد النهائي أيضا على عدد الجنود الذين تستطيع وزارة الدفاع الأوكرانية إرسالهم إلى الخارج في ضوء الحرب المستمرة ضد روسيا.
وكان الاتحاد الأوروبي قدم دعما ماليا بمليارات اليورو العام الماضي، وخصص 18 مليار يورو كمساعدات العام الجاري.
يأتي ذلك، فيما أعلنت أوكرانيا يوم الثلاثاء أن الدول الغربية تعهّدت تسليمها 120 إلى 140 دبابة ثقيلة للتصدي للجيش الروسي الذي كثّف هجومه في الفترة الأخيرة معلنًا السيطرة على قرية جديدة قرب باخموت أحد مراكز القتال شرقًا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال إنه لا يستبعد تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة لتعزيز قدرتها على التصدي للهجمات الروسية، في حين أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده لن تزود كييف بطائرات إف-16.
من جانبه أكد وزير الدفاع النرويجي أن بلاده تعتزم تسليم دبابات من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا "في أسرع وقت ممكن".
ماذا عن الوضع الميداني؟
دوت انفجارات بشكل متواصل فيما تكاد أصوات المدافع لا تنقطع قرب فوغليدار، بحسب "فرانس برس"، التي قالت إن الوضع يبدو متوترًا جدًا بالنسبة للجيش الأوكراني.
ومنذ أيام عدة، أشعل الروس بؤرة ثانية للمعارك على بعد 130 كيلومترًا نحو جنوب غرب باخموت، حيث تدور معارك دامية منذ الصيف الماضي.
ويقول جندي أوكراني يُدعى أولكسندر (45 عامًا) أثناء إطلاقه قذائف هاون من موقعه على بعد خمسة كيلومترات من فوغليدار، لوكالة فرانس برس: "كلّما مرّ الوقت، تفاقم الوضع".
ويرى أن الروس "يأتون، يعودون ويعودون مرة أخرى" مؤكدًا وإلى جانبه زملاؤه في القتال، "كل يوم، لدينا مزيد من العمل".
ومدينة فوغليدار الصغرى التي كان يقطنها 15 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب، هي هدف الروس الجديد في هذه المنطقة الواقعة في الشرق الأوكراني، نادرًا ما شهدت معارك في الأشهر الأخيرة. وتوفر المدينة الواقعة على تلة للقوات التي تسيطر عليها رؤية شاملة على المنطقة الريفية المحيطة.
ومنذ أيام عديدة، تدوي انفجارات في كل مكان. ورغم أن الثلوج لا تتساقط في الوقت الحالي، إلا أن البرد قارسّ والأمطار تهطل بشكل متقطع.
معركة غير محسومة
إلى جانبه، يصف رومان وهو قائد الوحدة ويبلغ 35 عامًا، التكتيك الروسي بالقول "يحاولون اختراق دفاعاتنا في كلّ الاتّجاهات ... لكن على حدّ علمي لم ينجحوا" حتى الآن.
ويتمركز عناصر وحدته على تخوم حرج صغير، محاولين الاختباء من مسيرّات الاستطلاع التابعة للجيش الروسي الذي يتمركز على بُعد خمسة كيلومترات تقريبًا. ويقول رومان واضعًا خوذةً على رأسه، لـ"فرانس برس": "منذ بضعة أيام، أسبوع تقريبًا، أصبح الوضع متوترًا جدًا... أكثر من قبل".
ويخشى من أن يتمكن الروس في حال سقوط فوغليدار في أيديهم، "من ضرب مواقعنا الأقرب". ويندّد القائد خصوصًا بتفوّق الروس عدديًا، إذ تلقى الجيش الروسي تعزيزات في الأشهر الأخيرة من مئات عناصر الاحتياط المدنيين، لمحاولة السيطرة على سائر أراضي منطقة دونباس الأوكرانية.
وفيما يقول "لديهم المعدات، لديهم أسلحة، ولديهم عدد أكبر من العناصر"، يصعب عليه أن يتوقع الطرف الذي سيخرج منتصرًا من هذه المعركة، في وقت سيتسلّم الجيش الأوكراني دبابات ثقيلة من دول غربية، إضافة إلى مدرّعات خفيفة وأسلحة حديثة أخرى.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA== جزيرة ام اند امز