روسيا وأوكرانيا و"المعركة الفاصلة".. لماذا خيرسون؟
منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي قفز اسم مدينة خيرسون الأوكرانية إلى عناوين الأخبار، باعتبارها ستشهد معركة فاصلة بين روسيا وأوكرانيا.
وحتى اليوم تشهد خيرسون معارك ضارية بين القوات الروسية التي تسيطر عليها بالفعل، والأوكرانية التي تحاول استعادة السيطرة على المدينة المطلة على البحر الأسود، ووصل الأمر إلى اعتبارها المعركة الفاصلة في سير العمليات العسكرية.
أهمية استراتيجية كبرى
وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية كبرى، إذ تقع بالقرب من مصب نهر دنيبرو، وتعد خط إمداد حيويا للقوات الروسية، ومعبرا للوصول لمجموعة واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وفي فبراير/شباط الماضي، ومع بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا حرصت على السيطرة على خيرسون كأول مدينة أوكرانية تسقط في يدها للحفاظ على خطوط إمداداتها.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أجرت روسيا استفتاءات في أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها، من بينها خيرسون، لتقرر بعدها ضم تلك المناطق إليها، وتمثل استعادة القوات الأوكرانية المدينة ضربة كبرى عسكريا ونفسيا لموسكو.
وتكتسب خيرسون أهميتها أيضا من كونها تضم سد محطة كاخوفكا لتوليد الكهرباء، وجسر أنتونوفسكي الذي يربط المدينة بالضفة الجنوبية لنهر دنيبر وبقية منطقة خيرسون، كما تعد مهمة ورئيسية على البحر الأسود ونهر دنيبرو، حيث تطل على بحر آزوف من الجنوب الشرقي، والبحر الأسود من الجنوب الغربي.
ولخيرسون أهمية خاصة لدى موسكو لكونها نقطة وصل بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس، بالإضافة إلى أن بها أكبر ميناء لبناء السفن في البحر الأسود، وهي مركز رئيسي للشحن.
هجوم أوكراني مضاد
كييف من جانبها لم تقف ساكنة، بل وجهت هجوما مضادا بهدف استعادة السيطرة على المدينة ومناطق أخرى.
ومنذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد، نجحت كييف في استعادة عدة مناطق ومدن من السيطرة الروسية، كان آخرها مدينة ليمان، ولكن إذا ما نجحت القوات الأوكرانية في استعادة مدينة خيرسون، فإنها ستكون بذلك قد وجهت صفعة استراتيجية لروسيا، قد تخلف آثارا كبيرة على سير العمليات العسكرية.
ولا يتوقع أن تتخلى روسيا عن المدينة بسهولة، نظرا لأهميتها في تأمين شبه جزيرة القرم، خاصة بعد حادث تفجير جسر القرم في وقت سابق من الشهر الحالي، وهو ما يمثل أهمية استراتيجية روسية.
وشهدت الفترة الماضية استعدادات روسية مكثفة للدفاع عن خيرسون، حيث شكلت قوات أطلقت عليها "الدفاع الإقليمي"، وأقامت عدة تحصينات على ضفاف نهر الدنيبر، وطلبت من جميع سكان خيرسون المغادرة الفورية، فيما سحبت موسكو جميع موظفيها من المدينة.
في الوقت نفسه، أعلنت كييف أنها تواصل هجماتها المضادة ضد القوات الروسية خاصة في خيرسون وزابوريجيا، حيث قصفت مواقع روسية تشمل طرق الإمداد لقوات موسكو.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز