علم أوكرانيا في خيرسون.. ماذا يعني الانسحاب الروسي لكل الأطراف؟
مشاهد من الفرحة العارمة سيطرت على مدينة خيرسون، الجمعة، مع تقدم القوات الأوكرانية عبر جزء كبير منها والمنطقة المحيطة بها.
تحرك تستعيد به القوات الأوكرانية، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها موسكو منذ بداية الحرب، إثر قرار روسي بالانسحاب الطوعي إلى الضفة الأخرى من نهر دينبرو.
واعتبر تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الانسحاب يمثل "انتكاسة صعبة أخرى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأهم لحظة عسكرية في الحرب منذ اجتاحت القوات الأوكرانية منطقة خاركيف الشمالية في سبتمبر/أيلول الماضي".
ماذا حدث؟
الأربعاء تلقت تم إصدار أوامر بالانسحاب الروسي، خلال اجتماع في موسكو بين وزير الدفاع سيرجي شويغو والجنرال سيرجي سوروفكين قائد القوات الروسية في أوكرانيا، والذي عرضته وسائل الإعلام الحكومية.
وبترك المنطقة، انسحب الجيش الروسي من مساحة آلاف الكيلومترات، بما في ذلك بعض من أفضل الأراضي الزراعية في أوكرانيا، والتي سيطر عليها منذ الأيام الأولى للحرب.
وقال سوروفكين إن الانسحاب سيحمي أرواح المدنيين والجنود الذين واجهوا هجوما مضادا أوكرانيا عقابيا استهدف مستودعات الذخيرة الروسية ومواقع القيادة وأعاق خطوط إمدادهم.
وتخلت روسيا عن حوالي 40% من منطقة خيرسون، التي تمتد على نهر دنيبرو، خلال أيام قليلة. والآن يتواجه الجانبان على ضفتي النهر على مسافة حوالي 250 كيلومترا من المنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا النووية على حافة البحر الأسود.
ماذا يعني الانسحاب لروسيا؟
بالرغم من تقديم الانسحاب كخطوة عسكرية حكيمة لتوفير الموارد والسماح للجيش بالانتقال إلى جبهات أخرى، فإنه يمثل ضربة لحملة موسكو في أوكرانيا، وفقا لـ"سي إن إ".
وقبل أسابيع، ضمت روسيا خيرسون ودمجتها بطريقة غير معترف بها إلى روسيا الاتحادية. لكن المدينة الاستراتيجية عادت إلى أوكرانيا، وباتت شبه جزيرة القرم المهمة في مرمى المدفعية الغربية التي حصلت عليها كييف.
ومع ذلك، لا تزال روسيا تحتفظ بالسيطرة على حوالي 60% من منطقة خيرسون (مناطق خارج المدينة وتابعة لها إداريا)، جنوب وشرق دنيبرو، بما في ذلك الشريط الساحلين على طول بحر آزوف.
وطالما واصلت قوات موسكو السيطرة على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وتحصينها، فإن القوات الأوكرانية ستعاني إذا حاولت إلحاق الضرر بالقناة المائية التي تنقل المياه إلى القرم أو عرقلتها.
فيما سيسهل الانتقال إلى الضفة الشرقية على روسيا إعادة سد النقص بين قواتها واستعادة دفاعها في العمق. وستكون أي محاولة للقوات الأوكرانية لعبور دنيبرو باهظة إلى درجة تعجيزية، حيث تتحصن القوات الروسية بشكل جيد على طول امتداد النهر.
وفي موسكو، انتقد بعض المعلقين المتشددين الانسحاب بوصفه بالمخزي والمحرج. لكن تقبل آخرون، ممن انتقدوا وزارة الدفاع في السابق، الخطوة.
ما يعنيه لأوكرانيا؟
أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسيطرة على مدينة خيرسون، الجمعة، بوصفه "يوما تاريخيا" لبلاده، قائلا: "نعود إلى جنوب بلدنا، نعود إلى خيرسون".
وسيساعد النجاح الجديد للجيش الأوكراني، في أعقاب التقدم عبر جزء كبير من خاركيف في سبتمبر/أيلول الماضي، في تعزيز الدعم الدولي للجهد الحربي الأوكراني، رغم حث المسؤولون الأمريكيون، زيلينسكي على تخفيف حدة خطابه بشأن المفاوضات.
وقد يسمح النجاح في خيرسون أيضًا للوحدات الأوكرانية ببعض الراحة، بالإضافة إلى السماح بإعادة توجيه التركيز إلى دونباس، حيث يستمر القتال العنيف في كلا من لوهانسك ودونيتسك.
لكن لا يزال لدى روسيا العديد من الأسلحة وعشرات الآلاف من القوات التي قامت بتعبئتها حديثا لترسلها إلى المعركة، كما أن حملتها على البنية التحتية الأوكرانية تركت إمدادات الطاقة والمياه على شفير الهاوية في عدة مناطق.