عام على الحرب.. أوكرانيا قبل وبعد (خريطة)
في ذروة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، تمكنت قواتها من السيطرة على نحو 160 ألف كيلومتر، أي ما يقارب الـ25% من مساحتها.
وبدأت القوات الروسية تحركها من روسيا وبيلاروسيا والقرم، حيث توجه الجزء الأكبر من القوات الروسية نحو كييف في حركة كماشة من الشمال الشرقي والشمال الغربي. وبحلول 28 فبراير/شباط كانوا على بعد 25 كم فقط من وسط المدينة، وفقا لمجلة الإيكونومست البريطانية.
وإلى جانب الاستيلاء على العاصمة، كان الكرملين يهدف إلى إنشاء جسر بري يربط شبه جزيرة القرم بروسيا عبر جنوب شرق أوكرانيا. وبحلول أواخر مارس/آذار، حققت القوات الروسية مكاسب كبيرة.
ولكن تقدمهم لم يدم طويلاً. فأجبرت المقاومة الأوكرانية العنيفة حول كييف القوات الروسية على التخلي عن هجومها على العاصمة وإعادة الإعلان عن أهدافها، وتحول انتباههم إلى دونباس في الشرق.
كان الكرملين يهدف إلى إنهاء المهمة التي بدأها في دونيتسك ولوهانسك في عام 2014، لكن تلك الآمال تبددت عقب تلقي أوكرانيا المزيد من الأسلحة من الغرب، بما في ذلك أنظمة المدفعية بعيدة المدى من أمريكا.
بعد سبعة أشهر من شن العملية العسكرية -التي اعتقد المسؤولون الغربيون أنها ستنتهي خلال أيام باجتياح العاصمة الأوكرانية- سيطرت روسيا على مساحة تقل بحوالي ثلاثة آلاف كيلومتر مربع عما كانت عليه في الأيام الخمسة الأولى من الحرب.
وفي أكتوبر/تشرين الأول أعلن الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية لتنضم إلى منطقة القرم الخاضعة لسيطرته منذ عام 2014.
في احتفال حضره رؤساء جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية الانفصاليتين، ومن منطقتي زاباروجيا وخيرسون، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أربع اتفاقيات منفصلة بشأن قبول أراض جديدة في الاتحاد الروسي، وقبيل الإعلان اعترف بوتين، الخميس، رسميًا بخيرسون وزاباروجيا كدولتين مستقلتين.
بدأت أوكرانيا الحديث عن هجوم مضاد محتمل في خيرسون، وهي منطقة جنوبية. وفي أوائل سبتمبر/أيلول، اقتحمت القوات الأوكرانية الخط الدفاعي الروسي جنوب شرق خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وأجبر الروس على التراجع السريع، وتمكنت القوات الأوكرانية من تحرير حوالي 6000 كيلومتر مربع من الأراضي في غضون أيام.
وفي الوقت نفسه، فإن الهجوم الذي طال انتظاره في خيرسون قد أحرز تقدمًا أخيرًا في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، عندما أجبرت أوكرانيا القوات الروسية على التراجع لمسافة 30 كيلومترًا على طول الضفة الغربية لنهر دنيبر، وبعد شهر أعلنت روسيا أنها ستنسحب من هذه الضفة تمامًا، تاركة أوكرانيا لاستعادة مدينة خيرسون.
وتقدّمت القوات الأوكرانية جنوبا إثر انسحاب القوات الروسية من مدينة ليمان، وبدأت موسكو إجلاء المدنيين من خيرسون، وهي العملية التي أتمتها روسيا في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022 استعدادا لمعركة خيرسون.
وأعلنت روسيا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 استدعاء جنود الاحتياط بهدف التعبئة وزيادة القدرات العسكرية.
وبحلول عام 2023 وعد الرئيس الأوكراني شعبه بالنصر، في وقت تحولت فيه لهجة الكرملين إلى الحديث عن "الحرب" بدلا من "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وبعد نحو 11 شهرا من المعارك بين روسيا وأوكرانيا، تراجع عدد الدبابات التي يستخدمها الجيش الأوكراني بسبب خسارة عدد منها، وخروج الكثير منها من الخدمة بسبب عدم توافر قطع الغيار الضرورية، لأن كل الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأوكران هي من مخلفات المرحلة السوفياتية، وروسيا هي المصدر الوحيد لقطع الغيار.
وفي فبراير/شباط 2023 بدأت روسيا، وفقا لحلف الناتو، هجومها الكبير، حيث استولت على ضواحي مدينة باخموت، وبدأ الناتو يتعرض أيضا لضغوط متزايدة لتسريع تسليم الأسلحة لأوكرانيا، التي بدأت مخزوناتها من الذخيرة في النفاد.
وفي أواخر يناير/كانون الأول 2023 شهدت الحرب منعطفا جديدا عندما أعلنت دول غربية عن إرسال دبابات إلى أوكرانيا، وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة التي أعلنت اعتزامها إرسال عشرات دبابات أبرامز الشهيرة، إضافة لموافقة ألمانيا على إرسال دبابات ليوبارد، وكذلك بريطانيا التي أعلنت اعتزامها إرسال دباباتها الحديثة من طراز تشالنجر2 إلى أوكرانيا.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز