حرب أوكرانيا.. استعدادات للتصعيد وتحذيرات من اللجوء للنووي
مع استمرار الحرب الأوكرانية لشهرها التاسع دون أن تضع أوزارها، بدأت البلدان المتحالفة مع طرفيها تستعد لموجة تصعيدية، الفترة المقبلة.
تلك الموجة التصعيدية المتوقعة كان استخدام الأسلحة النووية خطها الأحمر، الذي وضعته البلدان سقفًا على طرفي الحرب ألا يتخطياه، أيًا كانت التطورات المقبلة.
واستعدادًا لتلك الموجة، وضعت ألمانيا تحذيرات، فيما أمد الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بالمزيد من الأموال، التي ادعت الأخيرة أنها ستخصص لإعادة الإعمار، زاعمة في الوقت نفسه أن روسيا تستعد لجولة ثانية من التعبئة في يناير/كانون الثاني المقبل، مع خطط لتجنيد ما يصل إلى 700 ألف جندي احتياطي.
فما تطورات الأوضاع؟
احتدم القتال في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا يوم الثلاثاء، حيث شنت روسيا "قصفًا مكثفًا" على البلدات والقرى على خط المواجهة الشرقي، وفقًا لمسؤول محلي.
وكانت بلدة أفدييفكا التي تقع على بعد أميال قليلة من الخطوط الأمامية للحرب "الأكثر تضررا" بتعرضها لموجة من نيران المدفعية الروسية، إلا أنها لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين.
وبحسب السلطات الأوكرانية، فإن قصفًا روسيًا استهدف نقطة توزيع مساعدات في بلدة أوريكيف في منطقة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا يوم الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل عاملة اجتماعية، مشيرة إلى أن روسيا أطلقت ليلا ما يقرب من 60 قذيفة في هجوم استمر يومًا على منطقة جنوب أوكرانيا.
انقطاع الكهرباء
يأتي ذلك بعد أن اضطر موردو الطاقة الأوكرانيون إلى فرض انقطاع إضافي للتيار الكهربائي بعد وابل من الضربات الروسية استهدفت منشآت الطاقة في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فإنه قُتل ما لا يقل عن 6595 مدنيًا أوكرانيًا بينهم ما لا يقل عن 415 طفلاً منذ أن شنت روسيا العملية العسكرية في فبراير/شباط الماضي، في أرقام يصعب التحقق منها لكونها غير رسمية.
في السياق نفسه، زعم مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية أنطون جيراشينكو، أن روسيا تستعد لجولة ثانية من التعبئة في يناير/كانون الثاني، مع خطط لتجنيد ما يصل إلى 700 ألف جندي احتياطي.
واستدعت موسكو أكثر من 300 ألف جندي للقتال في أوكرانيا في سبتمبر/أيلول الماضي، وهي خطوة دفعت مئات الآلاف من الرجال الروس إلى الفرار من البلاد لتجنب التجنيد، بحسب صحيفة "الغارديان".
وقال جيراشينكو في تغريدة على حسابه بـ"تويتر" - دون تقديم أدلة - إن هؤلاء الـ300 ألف رجل قتلوا أو أصيبوا أو أحبطت معنوياتهم.
يأتي ذلك، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيمنح أوكرانيا 2.5 مليار يورو إضافية (2.2 مليار جنيه إسترليني) من أجل إعادة إعمار البلاد، وفقًا لرئيسة اللجنة التنفيذية للكتلة أورسولا فون دير لاين.
وعن ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه "ممتن" للاتحاد الأوروبي ولرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مشيرًا إلى أن المساعدة ستقدم "مساهمة قوية في استقرار أوكرانيا عشية شتاء صعب".
ماذا قالت روسيا؟
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال للصحفيين أمس إنه لا يناقش استدعاء المزيد من الجنود الروس للقتال في أوكرانيا من خلال جولة ثانية من التعبئة.
وفيما قال الكرملين، إنه لا يسعى لتغيير الحكومة في أوكرانيا، أكد أنه لم يتحقق تقدم جوهري نحو إنشاء منطقة أمنية حول محطة الطاقة النووية زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، واتهم مرة أخرى كييف بقصف المحطة والمجازفة بوقوع حادث نووي.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "عند الحديث عن المنطقة الأمنية، يجب ألا نتحدث إلا عن الذين يقصفون هذه المحطة. من يمثل تهديدا؟ التهديد يتمثل في الذين يقصفونها".
وتعرضت محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي سيطرت عليها روسيا بعد فترة وجيزة من عمليتها العسكرية على أوكرانيا لقصف مطلع الأسبوع، مما أدى إلى تجدد دعوات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء منطقة حماية حولها لمنع وقوع كارثة نووية.
وقال بيسكوف إن روسيا ستواصل المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ماذا قال الحلفاء؟
المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الثلاثاء قال إن ألمانيا لا بد أن تكون مستعدة لتصعيد الوضع في أوكرانيا، لكن رحلته الأخيرة إلى الصين استمدت أهميتها من إعلان الدولتين عن موقف مشترك ضد استخدام الأسلحة النووية.
وفي مؤتمر في برلين استضافته صحيفة زوديتشه تسايتونج، قال شولتز: "في ضوء تطور الحرب وإخفاقات روسيا الواضحة والمتنامية... لا بد أن نكون مستعدين لتصعيد"، مشيرًا إلى أن التصعيد يمكن أن يشمل تدمير البنية التحتية.
وخلال زيارته للصين في وقت سابق من الشهر الجاري أدان شولتز والرئيس الصيني شي جين بينغ التهديدات باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.
وقال شولتز إن التمويل الدفاعي لبولندا والذي أعلنت عنه ألمانيا في أعقاب العملية العسكرية الروسية، والذي يبلغ مئة مليار يورو (102.75 مليار دولار) جاء نتيجة درس مفاده بناء القدرات الدفاعية للجيش الألماني.
ويحذر شولتز من أن ألمانيا "يجب أن تكون مستعدة للتصعيد في أوكرانيا"، مضيفًا: في ضوء تطور الحرب وإخفاقات روسيا الظاهرة والمتنامية ... يجب أن نكون مستعدين للتصعيد".
في قراءة للاجتماع من قبل وسائل الإعلام الحكومية الصينية، وافق شي على أن كلا الزعيمين "يعارضان بشكل مشترك استخدام أو التهديد باستخدام الأسلحة النووية" على أوكرانيا، رغم أنه امتنع عن انتقاد روسيا أو دعوة موسكو لسحب قواتها.