الربيع يزهر ألسنة لهب في القرم.. وروسيا تستعجل هجير الصيف
بين ربيع تتعهد أوكرانيا بأن يزهر ألسنة من اللهب تحاصر الجيش الروسي، تواصل موسكو استعجال هجير الصيف لحسم معارك الشرق.
وتمضي الأزمة في أوكرانيا دون أفق للحسم العسكري، فيما لا يزال من غير المعروف هل يستنزف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوى القارة العجوز ومن خلفها الولايات المتحدة أم أن حلف شمال الأطلسي يبقي الكرملين عالقا في أوحال البلد السوفياتي السابق.
إجابة ربما تنتظر التاريخ، فيما الحاضر يشهد استعدادات كييف لشن هجوم مضاد واسع روجت له منذ شهور.
وقالت متحدثة باسم الجيش الأوكراني اليوم الأحد إن تدمير قدرات الإمداد والتموين الروسية يمثل أحد عناصر الاستعداد للهجوم الأوكراني المضاد المتوقع ضد روسيا، وذلك بعد أن دمر حريق مستودع وقود روسيا كبيرا في شبه جزيرة القرم.
وبينما لم تقر كييف صراحة باستهداف منشأة تخزين الوقود في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، قالت القيادة العسكرية الأوكرانية إن "حريقا" دمر عشرة صهاريج نفط بسعة 40 ألف طن تقريبا.
وحمل حاكم مدينة سيفاستوبول، الذي عينته موسكو، أوكرانيا مسؤولية الحريق، وقال لاحقا إن الحريق أُخمد قبل وقوع كارثة.
وشبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا منذ 2014 منطقة استراتيجية في الصراع إذ تؤمن لموسكو خط إمداد لقواتها في شرق أوكرانيا الساعية لحسم المعارك قبل تطوير الهجوم باتجاه كييف.
وتعتقد روسيا أنها تواجه حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، بعد أن ألقى الناتو بثقله في دعم كييف بمختلف أنواع الأسلحة إلى جانب تدريب القوات الأوكرانية عليها.
وأمام تعهدات كييف بهجوم الربيع ترفع روسيا من وتيرة هجماتها الصاروخية منذ عدة أيام.
وقالت السلطات المحلية إن أنظمة الدفاع الجوي صدت هجمات صاروخية في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين بمنطقة كييف، وذلك بعد إنذارات من أجهزة الطوارئ بشأن غارات جوية في أنحاء أوكرانيا.
وقالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية لأوكرانيا، إن الحريق سبب قدرا كبيرا من "القلق" في الجيش الروسي.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن هومينيوك قولها للتلفزيون الوطني اليوم الأحد "قدرات الإمداد والتموين للعدو تتعرض للتدمير... هذا العمل يعد تحضيرا لهجوم كبير واسع النطاق يتوقعه الجميع".
وأضافت "لذلك يشعر العدو أن موارده تدمر وبدأ في المناورة".
وقالت أوكرانيا يوم الجمعة إنها بصدد إنهاء الاستعدادات للهجوم المضاد ضد القوات الروسية لكن المسؤولين لم يحددوا موعدا لذلك.
وقالت كييف إنها تأمل في أن يغير هجومها المضاد المخطط اتجاهات الحرب التي اندلعت إثر غزو روسيا لأوكرانيا قبل 14 شهرا.
واليوم أعلن الجيش الأوكراني إن فرق الدفاع الجوي دمرت 15 من 18 صاروخا أطلقتها القوات الروسية في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فيما كثفت موسكو الهجمات على جارتها في الأيام القليلة الماضية.
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني في منشور عبر قناته على تليغرام "هاجم الروس أوكرانيا في حوالي الساعة 0230 صباحا (1130 بتوقيت جرينتش)، من طائرات الطيران الاستراتيجي".
وأفاد المنشور بتدمير 15 من أصل 18 صاروخا.
وكتب مسؤولون بمدينة كييف على تليغرام أن جميع الصواريخ التي أطلقت على العاصمة دُمرت فيما قالوا إنه الهجوم الثاني على المدينة خلال ثلاثة أيام.
وقالت إدارة المدينة "وفقا (لمعلومات مبدئية)، لم تقع أي خسائر في الأرواح بين المدنيين ولم تُسجل أي أضرار في المنشآت السكنية أو البنية التحتية".
وأفاد مسؤولون بأنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي أيضا لحماية منطقة كييف، وهي كيان إداري منفصل عن المدينة، من الصواريخ الروسية.
وقال ميكولا لوكاشوك رئيس مجلس منطقة دنيبرو إن روسيا أطلقت أيضا صواريخ على مناطق أوكرانية أخرى خلال الليل، بما في ذلك منطقة دنيبروبتروفسك. وأضاف أن طواقم الدفاع الجوي أسقطت سبعة صواريخ، لكن 25 شخصا طلبوا مساعدة طبية.
وأشار أيضا إلى أن مدينة بافلوهراد في شرق أوكرانيا تعرضت للقصف مرتين خلال الليل، مما ألحق أضرارا بمنشأة صناعية و19 مبنى سكنيا و25 مبنى خاصا وغيرها من المباني أو أسفر عن تدميرها.
وقال لوكاشوك "اندلعت حرائق أيضا، وخدمات الطوارئ تعمل".
ونشر فلاديمير روجوف المسؤول في الإدارة المدعومة من موسكو بمنطقة زابوريجيا في وقت متأخر أمس الأحد ما قال إنها صور ومقاطع فيديو لحرائق في بافلوهراد، وقال إن القوات الروسية قصفت أهدافا عسكرية هناك.
وتقول روسيا إن عددا من الضربات الأخيرة يهدف إلى إعاقة خطط كييف لشن هجوم مضاد في شرق البلاد طال التخطيط له.