200 يوم على بدء حرب روسيا وأوكرانيا.. ضربات متبادلة واستعادة أراض
لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 200 يوم مشتعلة بضربات متبادلة، وإعلانات عن انتصارات من الجانبين، وفرار آلاف المدنيين.
ففيما أعلنت موسكو توجيه ضربات لأهداف في خاركيف أكدت كييف استعادة جزء من أراضيها.
- اعتقال جنود و"انتصار" واحتفاظ بالأراضي.. حرب أوكرانيا تدخل مرحلة جديدة
- كم تقدر تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا؟.. فاتورة مليارية
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، في بيان نقلته وكالات أنباء روسية أن قوات الجيش ضربت مواقع للجيش الأوكراني في منطقة خاركيف بضربات دقيقة التوجيه.
وأضافت الوزارة وسائل التواصل الاجتماعي أن الضربات تنفذ من خلال قوات محمولة جوا وصواريخ ومدفعية، فيما لم يتسن التحقق من تلك التقارير بشكل مستقل.
فرار "الآلاف" من خاركيف
يأتي هذا فيما ذكر مسؤول روسي في منطقة جنوبية محاذية لأوكرانيا، الأحد، أن "آلاف الأشخاص عبروا الحدود تزامنا مع إعلان كييف أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في شرق البلاد".
وقال حاكم منطقة بيلغورود فياشيسلاف جلادكوف، في بيان مصوّر نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "على مدى اليوم الماضي، عبر آلاف الأشخاص الحدود. توجّه معظمهم إلى أقارب في سياراتهم الخاصة. اليوم، يوجد 1342 شخصا يتم إيواؤهم في 27 مركزا مؤقتا في المنطقة".
استعادة 3000 كلم مربع
ومن جانبها، أعلنت أوكرانيا الأحد أن قواتها استعادت من القوات الروسية مناطق يتجاوز مجموع مساحتها 3000 كيلومتر مربّع هذا الشهر، في إطار هجوم مضاد يتركّز في شمال شرق البلاد.
وأفاد الجنرال الأوكراني فاليري زالوجني في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أنه "منذ مطلع سبتمبر/أيلول، عاد أكثر من 3000 كيلومتر مربع إلى السيطرة الأوكرانية. وفي محيط خاركيف بدأنا التقدّم ليس في الجنوب والشرق فحسب، بل أيضا باتّجاه الشمال. نحن على بعد 50 كلم عن الحدود".
وذكرت أوكرانيا، الأحد، أن قواتها تتحرّك لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى في محيط مدينة إيزيوم الاستراتيجية.
وأفاد الجيش الأوكراني في تعميم بشأن الوضع الميداني الذي يصادف مرور 200 يوم على بدء الغزو الروسي، بأن "قواتنا دخلت كوبيانسك. تحرير المستوطنات جار في منطقتي كوبيانسك وإيزيوم التابعتين لمنطقة خاركيف".
واستعاد الجيش الأوكراني 30 قرية وبلدة على الأقل في منطقة خاركيف شرقا.
انفجارات في أنحاء أوكرانيا
وتحمل بلدة غراكوف في شرق أوكرانيا آثار الهجوم المضاد الذي شنّته القوات الأوكرانية لاستعادتها، إذ تمتلأ شوارعها بأعمدة الكهرباء المدمرة والأسلاك المتناثرة فيما المنازل مدمّرة والطرق مليئة بالفجوات والحفر.
وأعلنت السلطات الأوكرانية تحقيق مكاسب ميدانية في منطقة خاركيف في شرق البلاد.
والجمعة قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قواته استعادت السيطرة على 30 ناحية فيها بين بلدة ومدينة.
ووسط الركام المتناثر في أنحائها وأمام منازلها التي لا تزال مأهولة، تبحث الكلاب والقطط عن بقايا أطعمة.
وقبل الحرب كانت البلدة تضم 800 منزل مأهول، لكن حاليا يقتصر العدد المأهول منها على 30 منزلا.
وتملأ هياكل السيارات المدمّرة من جراء القصف أو المحطّمة من جراء صعود الدبابات فوقها، الطريق المؤدي من خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، إلى غراكوف.
دعوات بمزيد من التسليح لأوكرانيا
ودعت رئيسة لجنة شؤون الدفاع بالبرلمان الألماني "بوندستاج" لمزيد من توريدات الأسلحة بشكل سريع لأوكرانيا من أجل دعمها في التقدم الذي تحرزه حاليا في استعادة أراضيها.
وقالت ماري-أجنس شتراك-تسيمرمان، الأحد، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "يجب أن تقوم ألمانيا فورا بإسهامها في أوجه النجاح التي تحققها أوكرانيا، وأن تورد ألمانيا مركبات وناقلات جند مدرعة من طراز ماردر وكذلك دبابات قتالية من طراز ليوبارد 2".
وأضافت أن ألمانيا ستقف بذلك بجانب الشعب الأوكراني وتقوم "بدور قيادي في أوروبا في الكفاح لأجل الديمقراطية في سلام وحرية".
وأكدت السياسية الألمانية البارزة أنه ليس هناك وقت لتضييعه، مشددة على أنه ليس هناك وقت للتسويف والتردد.
وتابعت قائلة: "التقدم العسكري الحالي للجيش الأوكراني وأولى المناطق التي تم استردادها في شرق البلاد تظهر القوة القتالية لأوكرانيا والإرادة غير المشروطة لاستعادة أراضيها التي تم غزوها".
وأضافت أنه "لهذا السبب يكون هناك أهمية استراتيجية حاسمة أن يورد الغرب الآن وفورا لأوكرانيا معدات عسكرية إضافية وأسلحة ثقيلة".