روسيا وأوكرانيا.. خسائر الحرب تشعل «إبداع المهندسين»
أشعلت الخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان في الحرب الروسية الأوكرانية سباقا بين مهندسي البلدين لتجديد مخزون المركبات وتعويض المفقود منها وحماية الصالحة للقتال.
ومع بدء نفاد إمدادات أوكرانيا من المركبات التي تبرع بها الغرب، ومع خسارة روسيا لمئات الدبابات يستخدم المهندسون في البلدين كل الوسائل المتاحة لديهم لسد الثغرات في القوات حسبما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية.
- رسالة جديدة لروسيا.. أوكرانيا تحيي عيد الميلاد 25 ديسمبر لأول مرة
- الداعم الأكبر.. 32 عاما على اعتراف أمريكا بأوكرانيا
وفي بعض الحالات، كان على المهندسين الوصول إلى عمق المخازن وأكوام الخردة، وسحب أنظمة الأسلحة وأجزاء من المركبات التي لم تشهد قتالًا منذ عقود وتجميعها معًا لإنشاء مركبات جديدة.
لقد اعتمد جنرالات روسيا بشكل كبير على أنظمة المدفعية الصاروخية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية مثل (BM-21 Grad) لتوفير الدعم الناري لقواتها البرية كما لجأوا إلى ناقلات الجنود المدرعة (BMP-1) لتحويلها إلى مركبات مشاة قتالية.
لكن هذه المركبات التي عفا عليها الزمن والتي لا يستخدم الكثير منها سوى ألواح فولاذية للحماية من الدروع، كانت بمثابة أهداف سهلة للقوات الأوكرانية من مشغلي المسيرات والصواريخ الغربية المتطورة المضادة للدبابات.
وعلى الجبهة في زابوريجيا، جرى تصوير جنود من فرقة الحرس الـ21 للبنادق الآلية وهم يستخدمون شاحنة بيك أب من طراز ( UAZ Patriot ) كنظام مؤقت لإطلاق الصواريخ المتعددة (MRLS).
ولم يكن الروس فقط من أجروا تعديلات على المركبات المدنية لتحويلها إلى أسلحة حربية حيث قامت الأوكرانية بالقرب من باخموت بتحويل سيارة (BMW 3-series) إلى قاذفة صواريخ متنقلة.
وجرى تصوير نموذج أسود للسيارة الألمانية ذات الأبواب الأربعة وهو يطلق وابلًا من الصواريخ على مواقع العدو من جانب طريق موحل.
وقال لواء الدفاع الإقليمي رقم 114 في أوكرانيا إن رجاله استهدفوا الروس بواسطة صواريخ غراد سوفياتية التصميم من عيار 122 ملم أُطلقت من السيارة.
وفي الوقت الذي تستطيع فيه أوكرانيا الاعتماد على حلفائها في الغرب للحصول على المزيد من الدبابات، أو على الأقل قطع الغيار لها، اضطرت القوات الروسية إلى التنقيب بشكل عميق في مخزونها من المعدات القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وفي ظل الاعتقاد بأن روسيا فقدت حتى الآن ما لا يقل عن 2400 دبابة، بينها المئات من الدبابات التي تعرضت للتدمير في الهجمات على بلدة أفدييفكا الشرقية، كان على المهندسين الروس أن يكونوا مبدعين.
وتتركز العديد من إبداعات المهندسين الروس حول ترقية ناقلة الجنود المدرعة ( MTLB) التي يعود تاريخها إلى الخمسينيات من القرن الماضي، لتصبح مركبة مشاة قتالية.
وعلى سبيل المثال جرى تركيب برج بحري سوفيتي (2M-3 ) يحتوي على مدفع مزدوج عيار 25 ملم في الجزء الخلفي من الهيكل.
وفي بعض اللقطات ظهرت هذه المركبة وهي غير مستقرة إلى حد كبير عند إطلاق النار، مما أثار التساؤلات حول فعاليتها القتالية.
كما جرى تجهيز (MTLB ) أخرى بمنصة صاروخية لطائرات الهليكوبتر وقذائف هاون عيار 80 ملم - مكشوفة تمامًا وغير محمية.
وتشير صور العديد من مركبات (MTLB ) المعدلة التي يجري نقلها بالقطار أنها تُنتج في ورش عمل مخصصة بعيدا عن الجبهة.
من ناحية أخرى أجبر انتشار المسيرات في ساحة المعركة الجانبين على إيجاد طرق جديدة لحماية دباباتهم ومؤخرا استخدم الأوكرانيون مركبات خادعة مصنوعة من الخشب أو حتى في بعض الأحيان مركبات مزيفة لجذب ضربات العدو بعيدًا عن الأهداف الحقيقية.
كما أجرى المهندسون تجربة لاستخدام دروع قفصية عبارة عن أعمدة وشبكات سلكية لكنها كافية لمنع المسيرات من إسقاط قنبلة يدوية ويهدف لتفجير المسيرات والمتفجرات بعيدا عن هياكل المركبات وهو نوع قديم من الحماية اُستخدم في الحرب العالمية الثانية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز