حرب أوكرانيا بعد 6 أشهر.. 5 توقعات تستشرف المستقبل
5 توقعات تستشرف ملامح الحرب الروسية الأوكرانية بعد انقضاء 6 أشهر من النزاع الذي ألقى بظلاله على العالم بأسره.
صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت تحليلا استعرضت فيه توقعات الأشهر الستة المقبلة من عمر الحرب التي بدأت في 24 فبراير/ شباط الماضي.
عام على الأقل
توقعت "الجارديان" أنه من المحتمل أن تستمر الحرب لعام على الأقل، مشيرة إلى أنها وصلت إلى طريق مسدود في الأساس فيما تخف حدتها.
وقالت إنه رغم مرور نصف عام، ما زالت أوكرانيا وروسيا غير مستعدتين لوقف القتال، بالرغم من الخسائر التي تكبدها الطرفان.
وتريد أوكرانيا استعادة أراضيها التي سيطرت عليها موسكو، بينما تريد روسيا مواصلة إلحاق الأذى ليس فقط بخصمها لكن، بالوكالة، الغرب أيضًا. ويعتقد الكرملين أن الشتاء قد يصب في صالحه.
ولم تكن هناك مفاوضات بين الجانبين، لكن باتت التحركات على الخطوط الأمامية ضئيلة منذ سقوط مدينة ليسيتشانسك في نهاية يونيو/حزيران الماضي بيد الروس. ويناضل كلا الجانبين من أجل الزخم ويبدو أنهما منهكان قتاليا.
استراتيجية جديدة
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أوكرانيا ليست لديها وسائل لهجوم مضاد تقليدي فعال، بينما تعتبر غارات حرب العصابات وسيلة متفائلة لتسريع الانهيار الروسي.
وستود أوكرانيا استعادة مدينة خيرسون، غرب نهر دنيبر، لكن أقر أحد كبار المسؤولين في الإدارة سرا: "ليست لدينا قدرة كافية لصدهم." وغيرت كييف استراتيجيتها إلى شن هجمات بصواريخ طويلة وغارات جريئة للقوات الخاصة على القواعد الروسية في عمق الخطوط الأمامية.
وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك إن الهدف كان "خلق فوضى داخل القوات الروسية"، لكن في حين سيقلل ذلك من فاعليتهم، ليس مرجحا أنه سيؤدي إلى انهيارهم وتنازلهم طواعية عن خيرسون، كما أمل بعض المسؤولين الأوكرانيين.
تحول بالاهتمام الروسي
وذكرت "الجارديان" أن روسيا لا تزال تريد شق طريقها إلى الأمام، لكن من المرجح أن يتركز اهتمامها على التمسك بمكاسبها وضم الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أن موسكو ليست لديها خطة هجومية جديدة بخلاف القصف المدفعي الجماعي، وتدمير البلدات والمدن.
واعتبرت أنها تقدم على فعل ذلك لأنها طريقة فعالة من ناحية، ولتقليص الخسائر من ناحية أخرى، بالنظر إلى أنها فقدت، بحسب بعض التقديرات الغربية، 15 ألف جندي حتى الآن.
وتواصل تبني تلك الاستراتيجية حول باخموت في دونباس، لكن التقدم بطيء، وذلك جزئيا بسبب اضطرارها لإرسال بعض القوات لتعزيز خيرسون.
وقد لا يكون الكرملين قد حقق ما أمل فيه بداية الحرب، لكن تسيطر روسيا الآن على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب، وتتحدث بنشاط عن عقد استفتاءات لضم أراضٍ.
الشتاء والفرصة
توقعت صحيفة "الجارديان" أن يشارك الشتاء في أزمة لاجئين جديدة وخلق فرصة لمن يمكنه الاستعداد بشكل أفضل، لافتة إلى أن الشتاء يتصدر التفكير الاستراتيجي لكلا الجانبين، وأن أوكرانيا قلقة بالفعل حيال المشاكل الإنسانية، لأنه لا يوجد غاز لتدفئة المنازل في دونيتسك ومناطق أخرى على الخطوط الأمامية.
وتنبأ مسؤول في المساعدات الإنسانية بحدوث موجة هجرة جديدة في الشتاء، مع عبور ما يصل إلى مليوني شخص الحدود إلى بولندا.
وفي المقابل، تعتبر روسيا الشتاء فرصة. وتخشى أوكرانيا أن روسيا ستستهدف شبكة الطاقة لديها، مما يفاقم حدة معضلة التدفئة، وقد يتسبب ببساطة في إيقاف تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
القرار الغربي
وأفادت "الجارديان" بأن الغرب يحتاج لاتخاذ قراره بشأن ما إذا كان يريد انتصار أوكرانيا أو صمودها، كما يجب أن تلبي المساعدات الإنسانية الاحتياجات الضخمة.
وكانت أوكرانيا لتتكبد الهزيمة بدون المساعدات الغربية. لكن لم يقدم الغرب حتى الآن ما يكفي من المدفعية والأسلحة الأخرى، مثل الطائرات المقاتلة، التي ستمكن كييف من دفع الروس للتقهقر.
ويتحدث الساسة عن الحاجة إلى إجبار روسيا على التراجع إلى حدود ما قبل الحرب، لكنهم لا يقدمون مواد كافية لتحقيق ذلك.
وفي الوقت نفسه، تتزايد المتطلبات الإنسانية الأوكرانية. وهناك، على سبيل المثال، أموال كافية لإعادة الإعمار- ولاتزال كثير من المنازل في كييف مهدمة بعد خمسة أشهر من رحيل القوات الروسية.