حرب أوكرانيا تفسد استعدادات شهر رمضان في 7 دول عربية
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تجد عائلات كثيرة نفسها عاجزة عن توفير كلفة موائد الإفطار، بعدما فاقمت حرب أوكرانيا أزمات الغذاء الموجودة أساساً في دول عربية عدة ورفع أسعار المنتجات والسلع.
وتوفّر روسيا وأوكرانيا نحو 30% من صادرات القمح عالميا. وبعد الغزو، ارتفعت أسعار الحبوب وزيوت دوار الشمس والذرة، وأوكرانيا هي المصدّرة الأولى للأول، والرابعة للثاني، عالميا.
وحذّرت منظمات دولية من تداعيات الغزو على صعيد نظام الغذاء العالمي والجوع. ودقّ صندوق النقد الدولي ناقوس الخطر، مشدداً على أنّ النزاع في أوكرانيا سيعني "مجاعة في إفريقيا".
كما ارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل حاد وبلغت مستويات لم تعهدها منذ أعوام، نظراً لدور روسيا الوازن في مجال الطاقة.
- قمة الحكومات.. وصفة البنك الدولي لـ"تهدئة" سوق الطاقة
- اقتصاد اليمن على طاولة مشاورات الرياض.. بشرى التعافي
من تونس حتى الصومال، يكافح السكان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل تأمين قوتهم اليومي والحدّ الأدنى من احتياجاتهم الأساسية على وقع أزمات اقتصادية أو نزاعات تلقي بثقلها على يومياتهم. وزاد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في الأسابيع الأخيرة الوضع سوءاً مع اقتراب شهر رمضان.
فلسطين
وتقول صباح فطوم (45 عاما)، الفلسطينية المقيمة في تل الهوى في غرب قطاع غزة لوكالة فرانس برس، "يؤثر غلاء الأسعار على الناس ويُفسد أجواء رمضان".
وارتفعت الأسعار، وفق السلطات في القطاع، بنسبة تصل حتى 11 في المئة، ما جعل السكان يشعرون "بحالة من الإحباط" قبيل رمضان، على ما يقول مدير الجمعية الزراعية للحوم والدواجن في قطاع غزة ماجد جرادة.
اليمن
وتبدو تداعيات ذلك واضحة في دول تشهد نزاعات على رأسها اليمن، البلد العربي الأكثر فقراً والذي أسفرت حرب تمزّقه منذ العام 2014 عن واحدة من أسوأ الازمات الإنسانية في العالم.
وتنتج أوكرانيا نحو ثلث إمدادات القمح إلى اليمن، ما يثير خشية من اتساع هوة الجوع في بلد ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف منذ العام الماضي، وفق الأمم المتحدة، وباتت غالبية السكان، بطريقة أو بأخرى، غير قادرين على إعالة أنفسهم.
ويقول محسن صالح (43 عاماً) المقيم في صنعاء لفرانس برس، إن السكان اعتادوا ارتفاع الأسعار قبل رمضان، "لكن هذه السنة ارتفعت بشكل جنوني والناس لم يعودوا قادرين على التحمّل".
ويضيف "هناك وضع اقتصادي صعب جداً. معظم الناس في اليمن فقراء لا يجدون قوت يومهم".
سوريا
في سوريا حيث دخل النزاع عامه الحادي عشر، لا يبدو الوضع أفضل بينما يعاني قرابة ستين في المئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي.
وعلى وقع الحرب في أوكرانيا، باتت بعض المواد التموينية شبه مفقودة لا سيما زيت الطهي الذي تضاعف ثمنه. وتعمل الحكومة السورية التي تعتمد على حليفتها روسيا في توفير القمح، على تقنين توزيع سلع محددة خصوصاً الطحين والسكر وسط خشية من شحهما.
تونس
في تونس، وعلى غرار عادتها كل عام، استبقت الجمعيات الخيرية شهر رمضان ببدء جمع التبرّعات للعائلات الفقيرة، عبر نشر متطوعين أمام المحال التجارية مع قوائم بالمواد الغذائية الأساسية المطلوبة.
لكنّ وتيرة جمع التبرعات مختلفة هذا العام، على وقع تدهور الوضع الاقتصادي وانخفاض القدرة الشرائية وتسجيل نقص في العديد من المواد الغذائية الأساسية كالأرز والسكر والدقيق خلال الأسابيع الأخيرة.
لبنان
في لبنان، اعتادت المنظمات الخيرية تكثيف مساعداتها للمحتاجين خلال شهر رمضان، لكن الأزمة الاقتصادية التي تغرق بها البلاد قلبت الوضع رأساً على عقب، خصوصاً بعدما بات ثمانون في المئة من السكان تحت خط الفقر.
وبينما يصعب العثور على الدقيق في المحال التجارية وتندر أصناف زيت الطهي المتوفرة، تسجل أسعار الخضار ارتفاعاً غير مسبوق بات معه إعداد الفتوش، وهو سلطة أساسية على مائدة رمضان، ترفاً لا يقوى كثر على تحمّله.
مصر
في مصر، وللمرة الأولى أمرت الحكومة بتسعير الخبز غير المدعوم، بعدما ارتفع ثمنه بأكثر من خمسين في المئة منذ بدء الغزو الروسي. وفقدت العملة المحلية 17 في المئة من قيمتها خلال الشهر الحالي، علماً أن مصر تُُعدّ مستورداً رئيسياً للقمح من دول الاتحاد السوفياتي السابق.
الصومال
أما في الصومال التي تشهد أسوأ موجة جفاف منذ أربعين عاماً، مع استجابة دولية خجولة للاحتياجات بسبب أزمات أخرى آخرها الحرب في أوكرانيا، يبدو المشهد الرمضاني قاتماً. ويتسبّب ارتفاع الأسعار بانخفاض القدرة الشرائية للسكان البالغ عددهم 15 مليوناً.
واستبقت قطر، بدء شهر رمضان بإقدام وزارة التجارة والصناعة على تخفيض ثمن أكثر من 800 سلعة استهلاكية أساسية، في مبادرة تستمر حتى نهاية الشهر المبارك.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز